الخميس 2021/04/29

معهد دراسات الحرب أمام مجلس النواب الأمريكي: يجب مواجهة روسيا في سوريا بنفس الجدّية التي تتعامل بها الولايات المتحدة مع النفوذ العسكري الروسي في أوروبا

 

في 15 أبريل / نيسان، أدلت جينيفر كافاريلا ، زميلة الأمن القومي في معهد دراسات الحرب، بشهادتها أمام اللجنة الفرعية لمجلس النواب الأمريكي حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومكافحة الإرهاب العالمي في جلسة استماع بعنوان " عشر سنوات من الحرب: دراسة الصراع المستمر في سوريا".

يرى التقرير أنّ التسوية بين نظام الأسد وخصومه لم تعد قابلة للتطبيق على المدى القريب. فالحرب الآن متشابكة بشدة مع الجغرافيا السياسية الإقليمية والعالمية الأوسع نطاقا بحيث لا يمكن أن تنتهي دون اتفاق دولي، وأنّ الحرب السورية ستستمر في المستقبل المنظور. ولا يمكن لأي لاعب يقاتل حاليًا في سوريا الاستيلاء على كل البلاد والسيطرة عليها، وأنّ الأسد يواجه اضطرابات متزايدة من السكان الموالين له، وقد يفقد بعض المناطق التي استعادها في السنوات الأخيرة، وستستمر سيطرة الأسد السطحية داخل المناطق الخاضعة للنظام في خلق حالة من عدم الاستقرار.

وأنّ الصراع السوري لن يتبلور إلى تقسيم. تسعى معظم الجهات الفاعلة الرئيسية في سوريا إما إلى تحديد مستقبل الدولة بأكملها أو اعتبارها أحد مكونات مشروع إقليمي أكبر.

احتفظ الأسد عمدًا بموطئ قدم في جميع "أركان سوريا الأربعة" من أجل التخفيف من احتمال التقسيم.

تنظر روسيا إلى سوريا من منظور مقاومة ما تزعمه روسيا زوراً أنها جهود غربية لإسقاط النظام أو تدمير سيادته بطريقة أخرى، وبالتالي لن تقبل تقسيمه.

تنظر إيران إلى سوريا كعنصر أساسي في جهودها لتشكيل هياكل الحكم والأمن في جميع أنحاء المنطقة على غرار نموذج الثيوقراطية الإسلامية.

تسعى داعش والقاعدة وفروعهما إلى استبدال النظام بدولة إسلامية في كل سوريا.

ينظر حزب العمال الكردستاني إلى سوريا على أنها حالة اختبار لرؤيته لكردستان مستقلة عبر الشرق الأوسط وخط أمامي في حربه ضد تركيا.

تسعى تركيا إلى هيمنتها الإقليمية الخاصة التي تشمل التوسع الإقليمي لهزيمة حزب العمال الكردستاني في سوريا. تولّد الأهداف الطموحة للجهات الفاعلة الرئيسية في سوريا مقاربات متطرفة لا تتوافق مع تقسيم دائم.

 

من جانب آخر يرى التقرير أنّ سوريا ليست "مستنقعًا" يضعف روسيا. لذا يجب على الولايات المتحدة ألا تتسامح مع التوسع العسكري الروسي في سوريا ومنها، لاعتقادها أن هذه المواقف غير قابلة للاستمرار بالنسبة لروسيا على المدى الطويل.

الحرب السورية ليست مماثلة لتجربة روسيا في أفغانستان في الثمانينيات.

تعتبر روسيا حملتها في سوريا نجاحًا كبيرًا ونموذجًا قابلًا للتكرار لنوع العمليات العسكرية التي ستكون عنصرًا محددًا للحرب المستقبلية.

لا ينبغي للولايات المتحدة أن تتوقع أن الوقت في صالحنا في سوريا أو أن العمليات الروسية في سوريا سوف تستنزف مواردها إلى مستوى ذي مغزى.

على هذا التقييم يذهب التقرير إلى توصيات عديدة لإدارة الرئيس الأمريكي الجديد بايدن، أهمها:

  • يجب أن تواجه الولايات المتحدة التهديد الاستراتيجي الذي تشكله العمليات الروسية انطلاقا من سوريا بنفس الجدّيّة التي تتعامل بها الولايات المتحدة مع النفوذ العسكري الروسي في أوروبا.
  • يجب إعادة التحالف مع تركيا، والالتزام بدعمها دبلوماسيًا واقتصاديًا في إدلب في حالة هجوم مستقبلي مدعوم من روسيا، ومن أجل تعزيز التعاون، ومنع تصعيد خطير في شمال غرب سوريا. يجب بدء المحادثات مع تركيا لتحديد الدعم العسكري الذي قد يكون ضروريًا.
  • يجب الالتزام باستمرار وصول المساعدات عبر الحدود حتى لو استخدمت روسيا حق الفيتو في الأمم المتحدة. والسعي للتوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي وتركيا من أجل جهود مساعدات إنسانية مشتركة.
  • يجب التمسك بالعقوبات والحفاظ على موقف حازم ضد التطبيع السياسي، أو الدعم المالي الجديد لنظام الأسد، بما في ذلك من صندوق النقد الدولي. وتطبيق عقوبات إضافية حسب الاقتضاء بما في ذلك عقوبات ثانوية ضد أولئك الذين ما زالوا يستثمرون في سوريا.

لا يزال صانعو السياسة الأمريكيون يتمتعون بالقدرة على التأثير في عواقب الصراع السوري. سوريا عبارة عن فوضى ستستمر في تصدير عدم الاستقرار بينما يستخدمها خصوم الولايات المتحدة للتطور عسكريًا. ومع ذلك، فإن السياسة الأمريكية الاستباقية التي تركّز على الأهداف قصيرة المدى التي يمكن تحقيقها والتي تعزز النجاحات التي تحقّقت بشق الأنفس، يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا عندما تقترن بالضغط المستمر على الجهات المسؤولة عن أسوأ أعمال العنف في سوريا: الأسد وروسيا وإيران.

 لقد حاولت الولايات المتحدة عقدًا من التجنّب في سوريا، وكانت العواقب غير مقبولة. حان الوقت للالتزام بعقد من الانخراط الجدّيّ.

 

 

الجسر للدراسات