الخميس 2020/10/01

تقارير روسيّة: موسكو تميل الآن إلى التخلّص من الأسد وتبحث عن بديل !

"بعد خمس سنوات من القتال للحفاظ على نظام بشار الأسد في سوريا ، يبدو أن روسيا تميل الآن إلى التخلّص من عميلها سيّئ السمعة. إنّ وحشية الأسد المستمرّة وفساده ، وعدم قدرته على إقامة حتى ما يشبه دولة عاملة، قد أصبحت عبئًا تفضّل موسكو ألّا تتحمّله".

كان هذا مقدمة تقرير نشره "منتدى فالداي" وهو واحد من التقارير الكثيرة التي درجت مراكز الدراسات والأبحاث والصحف الروسيّة على نشرها في الآونة الأخيرة، في تقييمها للتدخل العسكري الروسي في سوريا، وفي تبعات موقفها السياسي في حماية رئيس النظام من الإدانة في مجلس الأمن، على علاقاتها ومصالحها الدولية.

مئات مليارات الدولارات ستتدفّق على سوريا عبر مشاريع إعادة الإعمار، وسيكون للشركات الروسيّة النصيب الأكبر منها، حيث تتفهّم الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي وباقي الدول المانحة المصالح الروسية في سوريا والعلاقة القديمة بين الدولتين، ولم يطالب أحد فعلياّ بإخراج روسيا من هناك، لكن إعادة الإعمار مشروطة بحدوث انتقال سياسي حقيقي في سوريا، وهو ما فشل الجميع في تحقيقه بسبب تشبّث الأسد بالسلطة.

الاقتصاد الروسي ليس في أحسن حالاته، وهو يزداد سوءاً مع جائحة كورونا، وهذا واحد من الدوافع الرئيسية لعدد من وسائل الإعلام الروسية_حتى الحكومية_ لإطلاق العنان " لعدد كبير من التقارير والافتتاحيات التي تستهدف الأسد ، وتصور الرئيس المحاصر على أنه فاسد بشكل ميؤوس منه وغير لائق للحكم ، وتشير إلى أن الوقت قد حان ليحلّ محلّه زعيم جديد"، وأن اللحظة الآن مناسبة كي تدرس فيها موسكو خيارات أخرى غير الأسد لحكم سوريا، فهو حسب استطلاع للرأي لن يحصل على أكثر من 32% من أصوات السوريين في الانتخابات الرئاسية المقبلة في البلاد عام 2021، فيما لو سمحت له روسيا بخوضها.

وكالة تاس التي تعتبر أكبر وكالة أنباء روسية تديرها الدولة ، كتبت في مقال افتتاحي لها أنّ "روسيا تشتبه في أنّ الأسد ليس لم يعد قادرًا على قيادة البلاد بعد الآن فحسب ، بل وأيضًا فإنّ رئيس النظام يجرّ موسكو نحو السيناريو الأفغاني". في إشارة إلى حملة الكرملين الفاشلة خلال الثمانينيات التي ساعدت على إفلاس الاتحاد السوفيتي وفي النهاية تفكّكه".

في 30 نيسان/أبريل الماضي ، أصدر مجلس الشؤون الدولية الروسي (RIAC) ، وهو مركز أبحاث أنشأته وزارة الشؤون الخارجية في موسكو ، تقريرًا لاذعًا يقول إن روسيا تجري محادثات مع أطراف أخرى في الصراع السوري لوضع خطط لحل سياسي لا يشمل وجود بشار الأسد كرئيس"، في هذه الشهور الخمس الأخيرة التقت موسكو مع العديد من الأطراف المعارضة لنظام الأسد سواء في موسكو أو الدوحة أو جنيف، وكانت موسكو في كل مرة تعلن عن هذه اللقاءات، وترسل بعض الرسائل عبرها.

روسيا في سلسلة هذه اللقاءات، لم تفتح إلى الآن حواراً مع المعارضة المعترف بها دولياً والممثلة بالائتلاف الوطني السوري وهيئة التفاوض، وهي قد تكون تكتفي بإرسال الرسائل كي تبادر هذه المعارضة للاتصال بها، وبدء التفاوض معها حول عملية الانتقال السياسي، والمعارضة السورية هنا من جانبها، عليها جسّ النبض الروسي، ومعرفة جدّيّة نوايا موسكو في التخلّص من الأسد، ومنعه من الترشّح للانتخابات الرئاسية القادمة، والاتفاق معها على بديل له.

المعضلة التي يمكن أن تواجه المعارضة السورية هي الحصول فقط على وعود أو حتى ضمانات من موسكو في سقوط الأسد في الانتخابات حال إصرار إيران على خوضه لها، وهو الأمر الذي على المعارضة رفض قبوله في الدخول بانتخابات يكون الأسد أحد مرشحيها.