الأثنين 2017/10/09

تقرير إسرائيلي: إن دولة فقدت ملايين من شعبها في محارق الجثث النازية… لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي عندما يحدث ذلك للشعب السوري!

في جريدة "الغيمينر" اليهودية التي تصدر في أمريكا تحدث "بارني برين بورتنوي" الذي عمل سابقا في تل أبيب، كصحفي في وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، عن خطة درستها "إسرائيل" في وقت سابق من هذا العام حول إمكانية قصف منشأة بالقرب من العاصمة السورية دمشق -والتي استخدمت، وفقا للمعلومات الاستخباراتية الأمريكية، من قبل نظام الأسد لحرق رفات السجناء الذين أعدمهم - ولكن قررت في نهاية المطاف عدم تنفيذ مثل هذا العمل، وفقاً لما ذكرته صحيفة "هايوم" يوم الأحد 8/10/2017.

وقال التقرير "إن النقاش في إسرائيل رأى أن العديد من مسؤولي الدفاع ينظرون إلى القضية من جانب أنها مداولات أخلاقية وليست مداولات تتعلق بالأمن القومي". وأضاف أن "الفكرة انتهت في نهاية الأمر بسبب رغبة إسرائيل في عدم المساس بعلاقاتها مع الولايات المتحدة وروسيا، فضلا عن مخاوف المؤسسة الدفاعية من أن يؤدي هذا التحرك الى تصعيد أمني سريع على الحدود الشمالية".

ونقلت صحيفة " هايوم" عن مسؤول اسرائيلي كبير شارك في عملية صنع القرار قوله "إن دولة فقدت ملايين من شعبها في محارق الجثث لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي عندما يحدث ذلك لشعب آخر وعلى بُعد بضعة كيلومترات فقط من حدودنا، خصوصاً عندما يبقى العالم صامتا كما فعل قبل 70 عاما ".

طبعاً كان بإمكان الإسرائيليين لو فعلوا ذلك، أن يتفوقوا أخلاقياً على العالم بأجمعه، عربيّه ومسلمه قبل غيره، لكنها قضية قد يكون للاستهلاك الإعلامي الدور الأكبر في طرحها، للتذكير بالمَحرقة النازية.

المهم هنا أن الإسرائيليين رغم الوحشية التي مارسوها على الشعب الفلسطيني طيلة السبعين عاماً الماضية أيضاً، لكنهم يرون أنفسهم متفوقين أخلاقياً على نظام الأسد الذي ارتكب في سبع سنوات جرائم تعادل مئات أو آلاف أضعاف ما فعله الصهاينة بالفلسطينيين.

هتلر ألمانيا لم يُرد إبادة الشعب الألماني الذي ينتمي إليه، بل اليهود الذين ينظر إليهم على أنهم دخلاء، وفي مرتبة عرقية أدنى من الألمان، وهي للوهلة الأولى توحي أنها علامة فارقة بين هتلر ألمانيا، وهتلر سوريا، لكن يبدو أن هتلر سوريا أيضاً ينظر إلى جزء من الشعب السوري أنهم دخلاء، وفي مرتبة أدنى ليس عرقياً فقط، بل وأخلاقياً عن جزء آخر من الشعب السوري.

معيار الكراهية العرقية عند الأسد تضع في أعلى أولوياتها ومراتبها العرب السنّة، وهي شيء ورثه عن عائلته بسبب أحداث حماة في الثمانينات، لكنه زاد عليها كراهية من نوع آخر تتمثل بتصنيف كل من لم يقبل أو يساهم في حربه المجنونة ضد السوريين، في مرتبة أخلاقية ووطنية دونية، إن لم يكن قد وصل إلى نزع وصف الوطنية والأخلاقية عنهم بالكليّة، وهنا نستطيع أن نفسّر تعرّض السوريين الذين يقعون ضمن نطاق هذا التصنيف لنفس منهجية التنكيل التي انتهجها آل الأسد.

الحقيقة أن هتلر سوريا يبتدع نظرية جديدة في الهندسة الديموغرافية يطلق عليها اسم " نظرية التجانس"، وهي فيما كانت قائمة عند أمثاله على قتل ونفي وتهجير مجموعات سكانية عرقية بعينها، إلا أن الأسد ينفذ هذه الهندسة على جميع المجموعات العرقية والدينية في سوريا عبر معيار إضافي يتمحور حول "الولاء المطلق" لشخصه وعائلته حصرياً، هذه النظرة ستُوصل هذا الشخص إلى مرحلة جنون العظمة، والشك في كل من حوله، وسيكتوي بناره أقرب المقربين منه حالياً، ولن يلبث أن يبدأ بتصفيتهم واحداً تلو الأخر، إن لم يسارعوا هم في التخلص منه قبل أن يتمكن من ذلك.