الثلاثاء 2019/05/28

إيران في حالة حرب منذ 40 عاماً 

بقلم: محمد اليحيى

المصدر: وول ستريت جورنال

ترجمة: مركز الجسر للدراسات


عززت سياسة أوباما التهديد الذي تشكله طهران، بينما يتوعد ترامب بتخفيف حدة هذا التهديد.

تخطط الولايات المتحدة لإرسال 1500 جندي بالإضافة إلى العديد من المعدات العسكرية إلى الشرق الأوسط لمواجهة التهديد الإيراني.

يتجاهل أولئك الذين يشعرون بالقلق من احتمال نشوب حرب بين الولايات المتحدة وإيران أن هذه الأخيرة في حالة حرب بالفعل منذ 40 عاما تقريبا.

إذ تعتبر مواصلتها للأعمال التخريبية التي تستهدف السفن التجارية الإماراتية وخطوط الأنابيب السعودية نهجا قديما بدأ باجتياح السفارة الأمريكية في طهران في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 1979.

أنشأت إيران "حزب الله" في لبنان عام 1980. وفي نيسان/ أبريل من العام 1983، هاجم حزب الله السفارة الأمريكية في بيروت، الأمر الذي أسفر عن مقتل 63 شخصا، بينهم 17 أمريكيا. بعد ستة أشهر قامت الجماعة بتنفيذ هجومين انتحاريين، أسفرا عن مقتل 241 جنديا أمريكيا و58 جنديا فرنسيا.

في عام 1990، قال المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي إن مهمة فيلق القدس، وحدة تضم نخبة الحرس الثوري الإيراني، هي "إنشاء وحدات تابعة لحزب الله في جميع أنحاء العالم".

في العقد الأول من القرن العشرين، رأى الحرس الثوري الإيراني أن غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة فرصة أخرى لتأسيس قوات له بالوكالة هناك. فقام بتسليح المليشيات الشيعية بالقذائف المتفجرة، وهي عبارة عن عبوات ناسفة بدائية، أسفرت عن مقتل المئات من الجنود الأمريكيين وقوات التحالف.

قدر البنتاغون مؤخرا عدد الجنود الأمريكيين الذين قُتلوا على يد إيران في العراق ب 608 جنود. وبالنظر إلى أن عميل إيران في سوريا بشار الأسد قد فتح دمشق أمام الجهاديين السنة المناهضين لأميركا، يبدو أن غالبية الخسائر الأمريكية في العراق كانت بسبب إيران وشركائها.

في دراسة حديثة حول المليشيات الشيعية، وجد فيليب سميث من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن "أكثر من مئة مجموعة ومجموعة فرعية شيعية مختلفة هي السبب الرئيسي لاتساع رقعة النفوذ الإيراني في كل من العراق ولبنان وسوريا".

وبالتالي، فإن النقاش لا يدور حول ما إذا كانت ستخوض الولايات المتحدة حربا مع إيران، بل ما إذا كانت ستضفي الشرعية على الحملة العسكرية الإيرانية. وهنا تختلف سياسات الرئيسين أوباما وترامب بشأن إيران اختلافا جذريا.

عززت سياسة أوباما في التعامل مع النظام الإيراني طهران اقتصاديا وعسكريا وجغرافيا. عندما تم توقيع الصفقة النووية، في كانون الثاني/ يناير من العام 2016، ملأت مليارات الدولارات في مجال تخفيف العقوبات، صندوق الحرب الإيراني بنحو 1.7 مليار دولار نقدا.

في الوقت نفسه زاد تأثير إيران الإقليمي بشكل مطرد. تسيطر إيران اليوم بشكل كبير على كل من لبنان وسوريا والعراق، وتقوم بإرسال الصواريخ الباليستية إلى اليمن، حيث يقوم وكيلها الحوثي باستهداف السعودية تحت إشراف مستشارين من الحرس الثوري الإيراني.

ومع ذلك، فإن سياسة ترامب الخاصة بممارسة أقصى الضغوط على إيران قد بدأت بالنجاح. فقد دعا زعيم حزب الله، حسن نصر الله، علانية إلى التبرع للحزب حتى في ظل خفض الرواتب وتقليص الخدمات نتيجة للعقوبات المفروضة على طهران. كما أكدت الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها جل المدن الإيرانية الكبرى هذا الوضع داخل النظام.

في الوقت الذي يمكن فيه اعتبار نشوب صراع تقليدي نتيجة يمكن تجنبها، من المهم أن نكون أكثر وضوحا بخصوص الحقائق على أرض الواقع. الجمهورية الإيرانية في حالة حرب بالفعل؛ فمنذ ما يقرب من 40 عاما، وهي في حالة حرب ضد الحلفاء والمصالح والقوات الأمريكية.