الثلاثاء 2018/01/02

على خطا “بيغن ،السادات، رابين، عرفات” هل سيمنح السوريون من سوتشي بوتين/بشار جائزة نوبل للسلام؟


مركز الجسر للدراسات


مناحيم بيغن الصهيوني منذ نعومة أظافره، الذي كرّس حياته لتأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين، وفي سبيل تحقيق هذا الهدف، انضم وهو في عامه الثالث عشر إلى حركة "الحارس الشاب"، ثم حركة "بيتار" التي أسست مراكز للتدريب العسكري لليهود دول أوريا الشرقية ونظمت هجرة اليهود منها إلى إسرائيل.

وتولى زعامتها عام 1939 وهو في السادس والعشرين من عمره، حين كان طالباً يدرس القانون في بولندا.

دخل فلسطين عام 1942 وأسس منظمته العسكرية الصهيونية "أرغون"، كانت مهمتها تهجير الفلسطينيين من ديارهم، وتنظيم هجرة اليهود من أوروبا وروسيا إلى الأراضي الفلسطينية"، كانت مذبحة دير ياسين يوم 17 سبتمبر / أيلول 1948 أشهر أعمال هذه المنظمة الإجرامية.

دخل عالم السياسة، وتزعم المعارضة في إسرائيل ومثّلها في الكنيست ثلاثة عقود، ثم قادها لأول مرة إلى الحكم عام 1977 عندما تولى رئاسة الوزراء".

حصل على جائزة نوبل للسلام عام 1978، بعد توقيع اتفاق كامب دافيد مع الرئيس المصري أنور السادات، الأمر الذي أهّله إلى رئاسة حكومة إسرائيل من جديد عام 1981.

بعد جائزة نوبل للسلام عاد إلى إجرامه، وقصف المفاعل النووي العراقي عام 1981 واجتاح جنوب لبنان في يونيو/حزيران 1982، وأنهى سجلّه بمجزرة صبرا وشاتيلا الرهيبة.

خلّد الكنيست الإسرائيلي ذكراه بموجب قانون أقره عام 1998، وأنشئ في القدس مركز باسمه يؤرخ لحياته، وللحركة الصهيونية التي تربى في أحضانها.

إسحق رابين المولود في القدس عام 1922 لأبوين روسيين هاجرا إلى فلسطين عام 1917، والتحق وهو طالب بقوات البالماخ الصهيونية (سرايا الصاعقة) الذراع الضاربة للهاغاناه، وصار قائداً لهذه القوات التي لعبت دورا مهما في حرب 1948 والتي أسفرت في نهايتها عن قيام دولة إسرائيل، وعقب إعلان الدولة الإسرائيلية عام 1948 كوّن رابين وقادة البالماخ نواة جيش الدفاع الإسرائيلي.

وتولّى رئاسة أركانه بين 1964 و1968 توّج خلالها حياته العسكرية الأولى بانتصار إسرائيل على الدول العربية في حرب 1967، واحتلالها للضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية وهضبة الجولان، وشبه جزيرة سيناء، أصبح رابين إثر هذه الحرب بطلا قوميا في إسرائيل.

ترك الجيش عام 1968بعد أن خدم فيه مدة 27 عاما. ودخل عالم السياسة، ثم عاد إليه وزيرا للدفاع عام 1984، وتعامل مع الانتفاضة الفلسطينية 1987 بعنف وحاول إخمادها بشتى الطرق لكنه فشل في ذلك.

تسلًم رئاسة الوزراء، وتوصّل مع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات إلى اتفاق أوسلو في 13 سبتمبر/أيلول 1993، وفي العام التالي لتوقيع اتفاق أوسلو حصل على جائزة نوبل عام 1994.

من نافلة القول إن السادات وعرفات تقاسما الجائزة مع مجرمي الحرب الصهيونيين هذين.

فلاديمير بوتين رجل المخابرات الروسية والحرب الثانية في الشيشان

انتهت حرب الشيشان الأولى بنهاية مذلّة للرئيس الروسي بوريس يلتسين وللجيش الروسي، وكان الجميع يتمنى أن تأتي الفرصة للانتقام من الشيشانيين من جديد.

وكان لهم ما أرادوا حين عيّن يلتسين رئيس المخابرات فلاديمير بوتين رئيساً للحكومة، ورئيساً لروسيا بالإنابة في التاسع من أغسطس/آب 1999، ولم يمض ستة أسابيع حتى أعلن بوتين الحرب على الشيشان، ودفعت روسيا بنحو ثلاثين ألف جندي إلى الحدود الشيشانية، لتدخلها وتواصل تقدمها إلى غروزني التي وصلتها في اليوم الأول من عام 2000، أي بعد يوم واحد من تولي بوتين رئاسة البلاد إثر استقالة يلتسين.

ورغم كل الاتهاماتٍ من المنظمات الدولية بارتكاب مجازر وبقصف المناطق السكنية والأهداف المدنية دونَ تمييز بينها وبين الأهداف العسكرية، واصلت القوات الروسية عملياتها العسكرية الهمجية، إلى أن أعلن بوتين وضع الشيشان تحت الوصاية الروسية.

بعد عام كامل من حصار وقصف العاصمة الشيشانية غروزني وصفت الأمم المتحدة العاصمة غروزني بأنها المدينة الأكثر دمارا على وجه الأرض اذ بلغت نسبة دمار المدينة ٩٥% منها، للعلم فقط دمّرت القبلة النووية ٨٥% من هيروشيما.وللعلم أيضاً أباد الروس ربع الشعب الشيشاني.

اليوم وبعد مضي أكثر من عامين على تدخل الجيش الروسي بأمر من بوتين لحماية نظام الأسد، وبعد أكثر من 90,000 غارة جوية نفّذها الطيران الروسي هدم فيها البيوت على رؤوس ساكنيها، وساعد في ضرب الحصار والجوع والموت على مئات المناطق في سوريا، يأتي مجرم الحرب بوتين هذا ليظهر كصانع سلام، ويدعو السوريين إلى مؤتمر حوار وطني في مدينة سوتشي الروسية التي شهدت الإبادة الجماعية لما يقارب من نصف مليون مسلم شركسي، وتهجير مليون ونصف المليون منهم من موطنهم الأصلي في القوقاز.

لعل المصريين والفلسطينيين يتفهمون نيل زعماء بلادهم جائزة نوبل للسلام إلى جانب مجرمي الحرب الصهاينة، لكن هل سيتفهم السوريون كيف سيحصل مجرم الحرب بوتين على جائزة نوبل لسلام يصنعه في سوريا، وكيف لو تقاسم هذه الجائزة مع مجرم العصر بشار الأسد.

هل يدرك الذاهبون إلى سوتشي ما ذا يفعلون؟