الأربعاء 2015/10/21

بوروندي..جنازة صحفي وعائلته تتحوّل إلى احتجاجات ضدّ النظام

تحوّلت، أمس الثلاثاء، جنازة صحفي بوروندي لقي حتفه وعائلته، مؤخرا، في العاصمة بوجمبورا، إلى احتجاجات غاضبة ضمّت المئات من البورونديين ممّن رفعوا شعارات ضدّ نظام الرئيس "بيير نكورونزيزا".

وأفاد مراسل الأناضول أنّ الحشود الغاضبة توجّهت نحو كنيسة "سانت جوزيف" الكاثوليكية بحي "نغاغارا" بمدينة بوجمبورا، لحضور مراسم دفن الصحفي "كريستوف نكيزاباهيزي"، وزوجته وطفليه وابن أخيه، والذين قتلوا، جميعا، الثلاثاء الماضي، في الحي نفسه بالعاصمة البوروندية، أثناء ملاحقة عناصر من الشرطة لمسلحين مجهولين.

وبحسب المصدر نفسه، فقد طغى البكاء وصرخات الألم على موكب الجنازة الذي شيّع التوابيت الخمسة، كما سجّلت حالات إغماء في صفوف المقرّبين من الضحايا وهم في طريقهم نحو مقبرة "مباندا" على بعد 10 كم من بوجمبورا، مضيفا إنّ موكب الجنازة سرعان ما تحوّل إلى مظاهرة حاشدة.

ورفع المتظاهرون يافطات تحمل شعارات من قبيل "لا للعنف.. لا للظلم"، و"قتل البورونديين لا يشكّل حلا"، و"بيير نكورونزيزا، توقّف عن قتل شعبك"، وغيرها من العبارات المندّدة بالنظام الحاكم في البلاد.

وفي تصريح مقتضب للأناضول، قال "جون برشمان نزابيومفا"، وهو أحد المقرّبين من أسرة الفقيد، إنّ "أولئك الذين ارتكبوا هذه الجريمة فاقدون لسمات الإنسانية، وهم ليسوا بشرا على الإطلاق"، داعيا العدالة البوروندية إلى بذل ما في وسعها من أجل معاقبة "القتلة".

ومن جانبه قال المنسّق المقيم لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية في بوروندي "أغوستينو زكريا" متوجّها إلى الحشود الغاضبة: "نحث السلطات البوروندية على فتح تحقيق سريع وجاد حول ملابسات ودوافع هذه الجريمة البشعة لتحديد المسؤوليات وضمان تقديم الجناة إلى العدالة"، مضيفا "فلنوقف الإفلات من العقاب.. لنوقف الإفلات من العقاب".

والثلاثاء الماضي، قتل اثنان من رجال الشرطة في حي "نغاغارا" ببوجمبورا، ما أدّى إلى تدخّل قوات الأمن لملاحقة المسلّحين المسؤولين عن الحادث.

وأسفرت العملية عن مقتل 8 أشخاص، بينهم صحفي التلفزيزن الرسمي في بوروندي "كريستوف نكيزاباهيزي"، وزوجته وطفليه، وابن أخيه، والذين قضوا إثر تلقّيهم "رصاصات طائشة"، بحسب الشرطة البوروندية.

وبجسب تقرير أعدّته "الجمعية البوروندية لحماية حقوق الإنسان والمحتجزين"(غير حكومية)، قتل أكثر من 200 بوروندي في أحداث عنف متفرقة منذ أواخر تقرير أبريل/ نيسان الماضي.

ومنذ الإعلان الرسمي، في 25 أبريل/ نيسان الماضي، عن ترشّح الرئيس البوروندي المنتهية ولايته، "بيير نكورونزيزا"، لولاية رئاسية ثالثة يحظرها الدستور، تعيش البلاد على وقع أزمة سياسية وأمنية خانقة، انطلقت باحتجاجات مناهضة لهذا الترشح، قبل أن تنزلق نحو أعمال عنف واغتيالات، فيما أعيد انتخاب "نكورونزيزا" رئيسًا للبلاد، في 21 يوليو/ حزيران 2015.