الخميس 2017/10/05

باحث إسرائيلي: تل أبيب شريكة في إبادة الروهينغا في ميانمار

يتهم باحث بارز في إسرائيل حكومته بالمشاركة في ارتكاب جريمة إبادة المسلمين في بورما، ويكشف أنها متورطة منذ عقود بتصدير أسلحة ارتكبت بها جرائم ضد البشرية.

ويوضح البروفيسور يئير اورون، الباحث الخبير في مسألة الابادة الجماعية (الجينوسايد)، في مقال نشرته صحيفة «هآرتس» ان "إسرائيل" ترسل الأسلحة إلى دولة تنفذ عملية تطهير عرقي. وينوه أن هذه ليست أمرا جديدا، مؤكدا أن حكومة اسحق رابين أرسلت في تسعينيات القرن الماضي بالفعل أسلحة إلى دول تنفذ الإبادة الجماعية خاصة إلى حكومتي رواندا وصربيا.

ولا يتردد الباحث في توجيه نقد لاذع لـ "إسرائيل"، معتبرا أن إرسال الأسلحة إلى حكومة تنفذ الإبادة الجماعية، هو أمر مشابه جدا، وعذرا على المقارنة، لإرسال أسلحة إلى ألمانيا النازية خلال المحرقة. ويضيف "إلا أن رؤساء دولتنا فعلوا ذلك بوعي، وبالتالي دنسوا ذكرى المحرقة. من المهم التأكيد على انهم حولونا أنا وأنتم إلى مجرمين ومتواطئين وشركاء في المخالفة، ومتعاونين مع ارتكاب الإبادة الجماعية ".

ولفت إلى أن بورما تشهد في الوقت الحاضر، عمليات «تطهير عرقي» وفق مصطلحات وتعريفات الأمم المتحدة. ويقول إنه يمكن لوزير الأمن افيغدور ليبرمان وحكومة "اسرائيل" التظاهر بالبراءة والكذب لكن في الواقع فإن الأمر أصعب ومحزن جدا لأنها هي "الدولة الديمقراطية الوحيدة"، وفقا للتقارير، التي تواصل إرسال الأسلحة إلى بورما. مذكرا بأن دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا الشمالية توقفت عن إرسال الأسلحة لها رغم عدم وجود حظر رسمي.

يشار الى إن المحامي الإسرائيلي إيتاي ماك، الذي يقود منذ سنوات النضال المتعلق بالصادرات الأمنية الجنائية الإسرائيلية، ضد "إسرائيل"، وليس تجار الأسلحة الخاصة فحسب، قدم التماسا للمحكمة العليا لوقف الصادرات الأمنية إلى بورما، لكنه تم رفض طلبه، وفي خطوة غير مسبوقة تم فرض السرية على قرار الحكم الكامل، رغم أن التداول في القضية تم علانية. وعن ذلك يقول الباحث «لقد حظيت في السابق بتقديم التماسات، مع ماك، حول الأسلحة التي أرسلتها الحكومة الإسرائيلية إلى النظام القاتل في صربيا، الذي قام في مطلع التسعينيات بارتكاب التطهير العرقي، وبارتكاب الإبادة الجماعية في حالة واحدة على الأقل، في سربرنيتشا. كما شاركت في تقديم التماس آخر حول شحنات الأسلحة إلى حكومة الهوتو في رواندا، التي ارتكبت أسرع عملية إبادة جماعية في تاريخ البشرية".

ويعتبر أن هناك علاقة بين رفض التماسات جهات حقوقية إسرائيلية في ذلك الوقت وبين الواقع الحالي، مشيرا الى أنه تم تقديم تلك الالتماسات في وقت لاحق، بعد ارتكاب الجرائم. ويتابع «أما الالتماس الحالي، والنضال الآن، فيأتي في الوقت الحاضر. في الوقت الذي يقتل فيه الأطفال والمسنون، وتغتصب النساء في بورما اليوم وربما غدا، أيضا».

ويقول ساخرا إن «المحكمة اليسارية» رفضت الالتماس بادعاء انه يضر بأمن "اسرائيل" وصادراتها الأمنية، مشددا على أنه يمكن لنجاح النضال الحالي إنقاذ أرواح ليست قليلة من البشر. ويخلص اورون الى القول «تعلمت شيئا واحدا من الانشغال بالمحرقة والإبادة الجماعية: قدسية حياة الإنسان وثمن قيمة حياة الإنسان، لأننا جميعا بشر ولدنا في صورة الله. من المهم أن نتذكر هذه الحقيقة الأساسية، وعندها يمكن للكثير من الأمور أن تصبح بسيطة».

وفي سياق متصل أكد محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العليا الهيئة السياسية الأعلى داخل أراضي 48 أن عقلية المجزرة ما تزال تهمين على المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة، منذ النكبة وحتى اليوم، بما فيها مجزرة صندلة، التي تم إحياء ذكراها الـ 60 وراح ضحيتها 15 طفلا.

جاء هذا في كلمة بركة في مهرجان إحياء الذكرى استضافته قرية صندلة، قال فيها إن فلسطينيي الداخل يحيون ذكرى الشهداء الأطفال الـ 15 أبناء قرية صندلة، الذين قضوا بألغام الغدر والعدوان، وصار كل من جايلهم الآن في عداد الآباء والأجداد إلا هم. وتابع « 15 طفلا بقوا أطفالا حتى اليوم. نحن ندين سفاح الطفولة، الذي أودع الأرض نارا وحربا ومتفجرات».

وحيا بركة أهالي صندلة الذين انتصروا لشهدائهم، وجاؤوا ليحيوا هذه الذكرى الـ 60 بوحدتهم، وبمحبتهم وتآخيهم. وتابع بركة «نحن لم ننعتق بعد من عقلية المجزرة، عقلية المؤسسة الصهيونية التي ترى في وجودنا عبئا عليها، التي ترى في لغتنا عبئا عليها. ونحن نعرف لماذا، لأن وجودنا هو وجود متناغم ومتكامل مع تضاريس الوطن. لأن لغتنا هي لغة الوطن في وجه الدخلاء، الذين يحاولون تحريف المكان وهويته. ويحاولون اغتيال أهله، إن لم يكن جسديا كما حصل قبل 60 على هذه الأرض، فيحاولون ذلك معنويا. ولكن شعبنا الذي شبّ على الطوق، وخرج من رماد النكبة، بعد أن كان كالأيتام على مآدب اللئام، شيّد قامته وحفظ لغته وأنجب أبناءه ورباهم على الانتماء للوطن والقضية. وشدد بركة على أن هذه المؤسسة الحاكمة لا تزال تستهدفنا بعقلية المجزرة في شتى مجالات الحياة، في جرائم هدم البيوت في وادي عارة والجليل، والاقتلاع من الأرض، خاصة في النقب. وهذا ينعكس أيضا بشدة في الملاحقات السياسية». واستذكر الشيخ رائد صلاح في اعتقاله الجائر، ووجه له التحية باسم المهرجان، ومعه أيضا المعتقلين الإداريين، والمعتقلين بانتظار محاكماتهم، والمعتقلين منزليا، والمنفيين عن بلداتهم.