الخميس 2017/01/19

مستقبل النفوذ الروسي التركي في سوريا

كثيراً ما علت الأصوات الدولية والإقليمية تنادي بضرورة احتواء النيران السورية التي باتت تفرز أشكلاً من الموت الذي راح يتصدر أرصفة الحياة.... تلك الحياة السورية التي تحولت إلى عنوانٍ من عناوين قصص البؤس السياسي الذي وصمه السوريون بعارٍ لن ينجلي طالما الدم السوري يراق...إلا أن الجديد الذي أرادته عاصمة الموت الروسي هو اتفاق قد يعزز نفوذها إلى جانب النفوذ التركي في محاولة لفرض تسوية سياسية قد لا تروق للسوريين الذين ثاروا لأجل حريتهم التي بذلوا لأجلها الكثير من الأرواح والدماء.

اتفاقٌ قد يعزز النفوذ الروسي والتركي تحاول موسكو فرضه على جميع الأطراف المعنية بالملف السوري فيما يشبه تقاسم النفوذ على الرقعة السورية في حين يبدو دور طهران مغيباً بعض الشيء خاصة وأن موسكو لا تتفق مع الأجندة الطائفية لطهران....

وفي هذا نناقش.......

•    الصراع السوري بين أجندات السياسة ومطالب الثوار.... وموسكو وانقرة عرابتا الجولة السياسة الجديدة... فهل يكرس لقاء استانا نفوذهما في سوريا.؟

_هذا هو محور نقاش حلقتنا لهذا الأسبوع من برنامج الملف السوري....


*الأسئلة:

_كثير من المراقبين أجمعوا على أن اتفاق أنقرة كرس النفوذ الروسي التركي في سوريا بوصفهما ضامني تطبيق الاتفاق وأن موسكو لا تتفق مع أهداف إيران التوسعية في سوريا لذلك أرسلت الشرطة العسكرية الروسية إلى حلب. كيف تقراً ذلك وهل يدلنا هذا على وجود أجندات معينة لكل من روسيا وتركيا تريد تحقيقها.؟

_الدور العربي مهم في الملف السوري ومشاركة العرب في مؤتمر أستانا لدعم موقف المعارضة مهم للغاية لذا فإن غيابهم يعني عدم تأثيرهم في الملف السوري لصالح تأثير إيراني كبير. برأيك هل هذا يعني أن موقف الفصائل الثورية في أستانا سيكون ضعيفاً لصالح الدور الإيراني.؟

_قبل معركة حلب كانت الفكرة الرئيسية التي يطرحها الروس ويصرون عليها هي خروج جبهة فتح الشام من الجزء الشرقي من حلب ويبدو أن الأتراك كانوا مستعدين لمناقشتها ولهذا السبب حصلت لقاءات روسية مع فصائل المعارضة الكبرى الموجودة في المدينة. الآن وفي ظل الحديث عن لقاءات أستانا كيف تتصور أن يكون الموقف الروسي التركي الإيراني حيال هذه النقطة.؟

_بعد أن اعلنتم عن موقفكم من مؤتمر أستانا وفي ظل ذهاب باقي الفصائل لحضور المؤتمر. ما هو موقفكم من الدور التركي وهل تم ممارسة أي ضغوط عليكم.؟


_التقارب التركي الروسي جاء عكس رغبة إيران لأنها كانت تريد مشاركة تركيا ولكن ضمن الحدود التي تقبلها وتراها إيران في هذا الاتفاق على وجه التحديد لكن تم الالتفاف على الدور الإيراني في سوريا لذا فأن الإيرانيين حاولوا عرقلة اتفاق انقرة. برأيك ما هي احتمالات أن تقوم موسكو بالضغط على إيران خاصة أن موسكو تريد فرض تسوية سياسية بشتى الوسائل.؟


_بالنسبة للدور الأمريكي فإن من البداية كانت الولايات المتحدة تقول إن سوريا ليست دولة مهمة بالنسبة لها وهو ما يظهر الدور الروسي في سوريا على أنه صاحب القول الفصل. برأيك في حال التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يضمن مصالح روسيا في سوريا على حساب مصالح دول أخرى هل ستدعم واشنطن هكذا اتفاق من الممكن أن يعارض مصالحها.؟

_من الأوراق التركية علاقتها بروسيا وهي تعول عليها كثيراً والتأكيد على مرجعيات القرارات الدولية وتطبيقها وخاصة إعلان جنيف ألفين واثنا عشر وهذا مهم جداً بالنسبة لتركيا وقرار مجلس الأمن الذي رحب بالاتفاق التركي الروسي أكد على هذا الأمر. في حال حضور إيران والدول العربية في لقاءات استانا ما هي الأوراق التي سيحملها كل طرف.؟

_في حال نجاح المؤتمر والخروج بمخرجات يتفق عليها الطرفان ما هي الخطوة التالية وكيف سيكون موقفكم تجاه العملية السياسية.؟

_أهم ورقة بيد تركيا هي عدم قبولها بوجود الأسد في منصبه بعد المرحلة الانتقالية وبالنسبة لروسيا فهي معنية بإنهاء التدخل العسكري وتحويله لاستثمار سياسي إما بخصوص الولايات المتحدة الأمريكية فالكل ينتظر حتى الآن ما سيقوم به ترامب. برأيك كيف يمكن لروسيا أن تستثمر وجودها سياسياً بما يتوافق مع مطلب تركيا بضرورة رحيل الأسد بعد المرحلة الانتقالية.؟

_بخصوص مؤتمر أستانا فإن المعارضة السورية في وضع لا تملك فيه أن تقول لا لتركيا لأن المعارضة السياسية والعسكرية في تركيا وطرق امدادها ومساعدتها كذلك من تركيا. هل يمكن اعتبار الاتفاق التركي الروسي عبارة عن إحلال للتأثير التركي والروسي محل التأثير الإيران.؟

الواجهة السياسية للمعارضة ممثلة بهيئة التفاوض أبدت دعمها للفصائل العسكرية التي ستشارك في لقاء أستانا مما يضع العديد من إشارات الاستفهام حول مشاركة الهيئة السياسية. برأيك هل روسيا تريد تحجيم الواجهة السياسية للمعارضة لصالح ترك الباب مفتوحاً أمام كلمة العسكر.؟

_أخيراً كيف تنظر إلى مستقبل التواجد الروسي التركي في سوريا. هل سنشهد مناطق نفوذ لصالح كل طرف أم أن الوجود الإيراني سيعرقل هذه المصالح.؟