الجمعة 2018/11/30

التغلغل الثقافي الإيراني والروسي في سوريا.. مشروعان في أرض خصبة

مقدمة :

تنافس ثقافي أضحت سوريا أهم ساحاته بين الصديقين المتنافرين روسيا العلمانية وإيران ولاية الفقيه.. حيث تحاول كل منهما مد نفوذها في التعليم والجامعات في بلد أضحى مستباحاً من الطرفين، إيران الداعم العسكري والأمني الأكبر لنظام الأسد والدولة التي عكفت على نشر أفكارها ومذهبها في كل أرض وطئتها سلماً أو حرباً وجدت في هذا البلد الذي طحنته الحرب والذي فتح نظامه الباب على مصراعيه لها وجدت فيه مناخاً ملائماً لتحركاتها المشبوهة بعيدة المدى فقامت بإنشاء المدارس التي تشرف عليها بشكل مباشر والتي تبث من خلالها أفكارها المسمومة في عقول الأطفال فكانت مجمعات الرسول الأعظم في كل من اللاذقية وطرطوس هي الخطوة الأبرز لها في هذا المجال، ناهيك عن خمس جامعات قامت طهران بافتتاحها في سوريا معظمها تحمل الطابع الديني وجدير بالذكر أنها غير مسجلة على قوائم وزارة التعليم العالي فهي تتبع مباشرة للمؤسسة التعليمية في إيران وتحمل هدف تصدير الفكر الخميني، روسيا هي الأخرى لم تقف مكتوفة الأيدي على العلم أنها لا تحمل مشروعاً دينياً لكنها دخلت في هذا السباق المحموم وعمدت على افتتاح المدارس التي تشرف عليها بشكل مباشر وقام مسؤولوها بالعديد من الزيارات للمدارس وتوزيع الهدايا على الأطفال وتسربت إلى المناهج التعليمية بشكل تدريجي عبر اللغة والثقافة الروسيتين ناهيك عن الصور التي أظهرها لنا الإعلام الروسي والتي تضم أطفالاً سوريين يرتدون الزي العسكري ويتكلمون الروسية في إحدى الأكاديميات العسكرية بروسيا.

ما أوجه المواجهة الثقافية بين الطرفين؟ ومن صاحب النفوذ الأقوى؟

هل ستتطور المجابهة بين الجانبين إلى شكل أكثر تصعيداً؟

ألا يحتوي الجسم الثقافي السوري على مناعة تحميه من خطر المشاريع الغريبة؟

ضيوف الحلقة :

1- دكتور أسامة الملوحي: رئيس هيئة الإنقاذ السورية من إسطنبول

2- محمد سالم: مدير العلاقات في مركز الحوار السوري