الجمعة 2019/02/08

منح مفتوحة للآلاف.. ما هي فرص وتحديات الطالب العربي في تركيا؟

يعيش في تركيا آلاف من الشباب العربي ممن ترك بلاده المليئة بالحروب والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، يبحث عن حلول لمآسيه وأزماته وحياة أفضل ومسارٍ دراسي ذو قيمة.

وبسبب تراجع مستوى التعليم في الجامعات العربية وتدني ترتيبها والمحتوى العلمي فيها، وصعوبة الوضع العام في كثير من البلدان، وما تبعه من حروب أثرت على الاقتصاد ومناحي الحياة، كل ذلك أدى لقطع عدد كبير من الطلاب دراستهم بشكل كامل في عدة دول مضطربة مثل سوريا، مصر، اليمن والعراق وليبيا.

وفي الطرف الآخر تقوم تركيا بعدة إجراءات، بهدف دمج الطلبة الأجانب بالمجتمع التركي، ما يجذب الطلاب العرب بالسفر إليها والالتحاق بجامعاتها وإكمال دراساتهم.

وتستفيد تركيا أيضاً من ذلك بنشر ثقافتها ولغتها وتسويق مستوى التعليم العالي لتشجيع ما يعرف بـ"السياحة التعليمية"، وهو ما يدفعها لتقديم مزايا وتسهيلات ومنح سنوية مجانية.

أعداد طلاب كبيرة

وتقدر نسبة الطلاب العرب 60 بالمئة من نسبة الطلاب الأجانب البالغ عددهم 120 ألفاً في عموم جامعات تركيا المقدر عددها بـ 202 جامعة في جميع الولايات.

وفي 15 يناير الماضي، بدأت رئاسة شؤون أتراك المهجر والمجتمعات ذات القربى (YTB) الحكومية، بتلقي طلبات التسجيل في برنامج المنح الدراسية لعام 2019 والذي يوفر فرصة التعليم العالي في تركيا للطلاب الأجانب.

ويتم استقبال طلبات التسجيل للبرنامج خلال الفترة بين 15 يناير الماضي و20 فبراير الحالي، لينضمون إلى 17 ألف و500 شاب من 160 دولة يواصلون تعليمهم حالياً في جامعات تركية مختلفة تحت إطار هذه المنح السنوية.

وفي حديث لـ "الخليج أونلاين" قال الأستاذ سعيد السقا المتخصص في الاستشارات الطلابية وأحد طلاب جامعة إسطنبول، إن تركيا تقدم بشكل أساسي للطلاب القبول الجامعي في التعليم الحكومي وبأسعار مقبولة تعتبر أقساطها خفيفة الثقل المالي مقارنةً بالجامعات الخاصة وباقي البلدان.

ويقول السقا، إن تركيا تسعى لأن تكون من ضمن الخمس دول الأكثر استقبالاً للطلاب الأجانب في العالم، وهي بذلك تزيد نسبة استقبال الطلاب الأجانب ومن بينهم العرب.

وتقدم الدولة العديد من الخدمات في سبيل الترويج لجامعاتها، فيما تطرح الحكومة سنوياً منحتها للطلاب الأجانب، ويتم من خلال المنحة استقطاب الطلاب الأكفأ والمتميز بمعدله، وتكون نسبة قبول الطلاب العرب فيها متكافئة بين الدول، كما ذكر السقا.

وأضاف السقا أن المنح الرئيسية هي منحة اللغة التركية والتي يدرس فيها الطالب لغة البلاد على نفقة الدولة مع راتب شهري، ومنحة الدراسة الجامعية ومنحة الوقف والتي تقدم راتب شهري للطالب العربي.

ويقول السقا إن أبرز التحديات التي يعاني منها الطالب العربي في تركيا هي اللغة التركية والتي تستهلك من وقت الشاب، ويجد صعوبة من التواصل مع الموظفين وتعطيل بعض أموره.

أما بالنسبة للطلاب المطرودين من بلدانهم فيجدون صعوبةً في تجديد إقامتهم الطلابية نتيجة صعوبة تجديد جوازات سفرهم من بلدانهم؛ فيلجئون بحسب ما ذكر السقا لـ"الخليج أونلاين"، للإقامة الإنسانية، وعلى الرغم من قلة منحها من قبل السلطات؛ إلا أن بعض الطلاب يحصلون عليها بعد عناء كالطلاب المصريين واليمنيين.

طلاب متميزون

بدوره قال الطالب السوري إبراهيم روتو في حديث لـ "الخليج أونلاين"، وهو أحد الطلاب المتفوقين وكان في المركز الأول على تخصصه في كلية الهندسة بجامعة يوزنجول التركية، إن الظروف الصعبة في سوريا هي من أجبرته على الخروج إلى تركيا والبدء من جديد في دراسته.

ويوضح روتو أن بيئة التعامل في الجامعات إدارياً وأكاديمياً كانت مساعدةً على النجاح له وللطلاب المتفوقين بشكل عام.

وقال أن أبرز التحديات التي واجهته هو موضوع اللغة، مشيراً أنه في حال دخل الطالب بشكل ضعيف إلى الجامعة فستظل عقبة في وجهه، وبحسب ما ذكره روتو فإن عقبة الاندماج بالمجتمع تؤثر على الطلاب كون تقاليد البيئة التركي مختلفة عن العادات العربية وخاصة البلدان البعيدة عن تركيا.

وينصح روتو الطلاب بأن يكونوا اجتماعيين ويحرصوا على تكوين علاقات جديدة والدخول في ثقافات جديدة، منوهاً بأن على الطالب الاهتمام باللغة التركية وأن يجتازها بتفوق، فيما أشار إلى الالتزام بالقوانين والتشريعات التركية.

هيئات طلابية

من جهته يقول محمد السعيد مسؤول العلاقات العامة لاتحاد الطلاب اليمنيين في إسطنبول في حديثه لـ "الخليج أونلاين"، إن أكبر تحدي للطالب عند دخوله تركيا هو عدم معرفته لهذي الدوله ونظامها وتعاملات الناس فيها؛ والتحدي الأكبر من ذلك اللغة، حيث يعاني الطالب في بداية مسيرته الدراسية بها كثيراً.

وتحدث السعيد عن الهيئة اليمنية التي انظم إليها كل الطلاب اليمنيين في تركيا، وهو الاتحاد العام للطلاب اليمنين في البلاد وينبثق تحته أكثر من 26 اتحاد في المدن التركية.

ويمثل اتحاد اسطنبول الهيئة التنفيذية الكبرى للاتحاد حيث يضم أكثر من 700 طالب وطالبة من مختلف المراحل التعليمية (بكالوريوس -ماجستير -دكتوراه)

ويتفرع تحت هذا الاتحاد لجان متعدده مثل اللجنة الاجتماعية والإعلامية والعلاقات والمالية بحسب السعيد، ويمثل الاتحاد العام اليمني في تركيا "نموذجاً فريداً" حيث يتم فيه  كل سنتين انتخابات طلابية يتم اختيار فيها الطلاب من يمثلهم.

وكانت أعلنت تركيا في وقت سابق، عن تقديم مزايا وتسهيلات جديدة للطلاب الأجانب من خلال تسهيل الحصول على الإقامة والتأمين الصحي وإذن العمل وغيرها، سعياً منها لجذب نحو 350 ألف طالب أجنبي واحتلال المرتبة الخامسة عالمياً على مستوى استضافة الطلاب من الخارج.