مجلس أنقرة ينشر تقريرا يكشف الصعوبات التي يواجهها العمال اللاجئون

نشر مجلس أنقرة لصحة العمال والسلامة المهنية تقريراً كشف فيه عن الصعوبات الكبيرة التي يواجهها العمال اللاجئون في الولاية، مشيراً إلى أن صاحب ورشة الأثاث المنزلي التي شهدت مؤخراً حادثة حريق مروعة عرض على عائلات الضحايا من العمال السوريين مبلغ 30 ألف ليرة تركية لقاء سحب دعواهم القضائية الموجهة ضده.

اقرأ المزيد.. مقتل 5 سوريين جراء حريق في أنقرة

وبحسب ما ترجمه موقع "الجسر تورك" نقلاً عن التقرير، فإن عائلات ضحايا الحريق من العمال السوريين تعيش ظروفاً حياتية قاهرة بعد فقدانها لمعيليها، ويضطر أطفال تلك العائلات للعمل اليوم عوضاً عن ذهابهم إلى المدارس لإعالة بقية أفراد عائلاتهم.

ووفقاً للتقرير فقد عرض صاحب الورشة التي اندلع بها الحريق مبلغ 30 ألف ليرة تركية على عائلات الضحايا السوريين مقابل تخليهم عن دعواهم القضائية ضده، إلا أن العائلات رفضت العرض، وأصرت على ملاحقته قضائياً.

اقرأ المزيد.. تحقيقات مستمرة في الحريق الذي أودى بحياة 5 عمال سوريين بأنقرة

وتابع أن عمالة الأطفال في تركيا استُبدلت بشكل واضح بعمالة اللاجئين نظراً للأجور المنخفضة التي يحصلون عليها، حيث يعمل داخل كل ورشة مشابهة للورشة التي اندلع بها الحريق لاجئ واحد على أقل تقدير، يحصلون على أجور منخفضة تتراوح بين 200 و 250 ليرة تركية في الأسبوع الواحد، فيما تحصل فئة قليلة جداً منهم على 600 ليرة تركية، أما الأطفال فيحصلون على 20 ليرة في اليوم الواحد لقاء جمعهم النفايات الناجمة عن صنع الأثاث.

ويعمد بعض أرباب الأعمال إلى تهديد (العاملين الأتراك المطالبين بزيادة الأجور) بعمالة اللاجئين بحسب التقرير، حيث يضطر اللاجئ للعمل عشر ساعات على أقل تقدير في اليوم الواحد، دون إجازات، وسط ظروف عمل خطيرة دون أن يملك تأميناً صحياً، وهو ما يعرضه للحوادث في تلك الورشات التي ينجم عنها بتر اليد أو الساعد.

اقرأ المزيد.. "إطفاء" أنقرة تكشف عن سبب الحريق الذي أودى بحياة 5 سوريين

كما لفت الانتباه إلى أن بعض اللاجئين يفشلون بالحصول على أجور عملهم في حال مماطلة رب العمل أو رغبته بالاحتيال عليهم، ولا يتمكنون من تحصيل حقوقهم قانونياً نظراً لأن أعمالهم غير مسجلة لدى الدولة.

وأشار اللاجئون خلال لقاءات شخصية أجراها معهم مسؤولون من مجلس أنقرة لصحة العمال والسلامة المهنية إلى أنهم معرضون للتمييز وخطابات الكراهية داخل ورشات الأثاث المنزلي التي يعملون بها.

اقرأ المزيد.. اعتقال 3 أشخاص على خلفية حريق ورشة الأثاث المنزلي بأنقرة

هذا وتَحُول الأجور المنخفضة التي يحصل عليها السوريون في أنقرة دون تمكنهم من تحمل تكاليف الإيجار المتزايدة باستمرار، وهو ما يضطرهم للعيش داخل منازل صفيح عشوائية، بحسب التقرير.

يجدر الذكر إلى أن ولاية أنقرة شهدت حريقاً مروعاً داخل ورشة لصناعة الأثاث المنزلي بتاريخ 16 كانون الثاني / يناير، أسفر عن مصرع خمسة عمال سوريين، فيما كشفت التحقيقات عن أن المبنى لم يكن يضم مخرج خلفي أو درج لحالات الحرائق، وهي أسباب تحمّل صاحب الورشة مسؤولية كبيرة إزاء تلك الحادثة.