الأثنين 2019/07/01

رئيس الهلال الأحمر التركي يدافع عن اللاجئين السوريين

أثارت الأحداث التي جرت في مدينة إسطنبول يوم أمس عاصفة من الاستنكار لدى الشعب التركي المتعاطف بمعظمه مع اللاجئين السوريين، والذي أدرك حقيقة ما يحاك ضد أولئك السوريين من فتن وإشاعات تسيء إليهم وتوقع بينهم وبين الشعب التركي.

وقد انتشر على منصات التواصل الاجتماعي هاشتاغ "السوريون ليسوا وحدهم" والذي وصل إلى المرتبة الأولى في تركيا بموقع "تويتر"، وقد شارك فيه شخصيات تركية مهمة بالعديد من التغريدات التي تدافع عن السوريين وتنفي عنهم ما نسب إليهم.

من بين تلك الشخصيات التركية كان رئيس الهلال الأحمر التركي “كرم قنق” الذي نشر سلسلة من تغريدات عبر حسابه الرسمي في "تويتر" دافع من خلالها عن اللاجئين السوريين، كما نشر بعض الحقائق المهمة حولهم.

وقال قنق في تغريداته بأنه بات من الملاحظ مؤخراً ارتفاع وتيرة التحريض ضد اللاجئين والأجانب في البلاد وفق خطة منظمة تطلق من قبل بعض الجهات، مشيراً أن أي إثارة للمجتمع ضد اللاجئين هي بحد ذاتها "جريمة".

وقال قنق إن الكراهية والتمييز الناتج عن اللغة أو العِرْق أو الجنسية أو اللون أو المُعتقَد الفكري والدين والاختلافات الطائفية هي جرائم يعاقب عليها القانون التركي بالسجن من سنة إلى ثلاث سنوات، كما إن أي شخص يحرض علانية على الكراهية ويتسبب بخطر على السلامة العامة سيُعاقب بالسجن من سنة إلى ثلاث سنوات أيضاً.

وأشار رئيس الهلال الأحمر التركي إلى أن نصف اللاجئين في تركيا هم من الأطفال والنساء، مضيفاً: “إنهم هنا في إطار الحقوق الدولية والسياسات الإنسانية لبلدنا، هؤلاء المدنيون، الذين تتعرض حياتهم للخطر في بلادهم، لا يمكن إدانتهم أو ترحيلهم قانوناً”.

وأوضح أن الجرائم ترتكب في كل مكان بغض النظر عن الفاعلين، كما خاطب السكان بقوله: “دعونا لا ننسى أن المواطنين الأتراك لديهم 90 ألف قضية إساءة معاملة الأطفال كل عام!”.

وأشاد قنق بمساهمة اللاجئين في اقتصاد تركيا، مؤكداً بأنهم يساهمون في ذلك عن طريق القطاعات كثيفة العمالة مثل الزراعة والبناء والمنسوجات، وأن تركيا نمت بسبب هذه المنافسة والمساهمة في ظل الصعوبات الاقتصادية.

وعن الدعم الذي يصل للاجئين فقد نوه بأن معظمه يأتي من الاتحاد الأوروبي وليس من ميزانية البلاد، وهو بـ “العملة الأجنبية ويساهم في دعم الاقتصاد، ويقلل من معدل الجريمة”، حسب قوله.

أحداث وإشاعات

هذا وقد شهدت مدينة إسطنبول أمس السبت يوماً صاخباً مليئاً بالأحداث والمواجهات في المدينة التركية التي تشهد مختلف مناطقها كثافة غير عادية للجالية السورية التي يشن ضدها بعض المغرضين والعنصريين حملات تشويه واستفزاز متكررة.

وقد حدثت منذ ظهر يوم أمس حتى الساعات المتأخرة من الليل مواجهات عنيفة بين السكان الأتراك والسوريين المقيمين في بعض المناطق بمدينة إسطنبول أبرزها في “إسنيورت” و”إيكيتيللي”.

وكان مجهولون قد روجوا أمس لإشاعة تفيد باعتداء سوريين على طفلة تركية في قضاء “إيكيتيللي” بولاية إسطنبول، ما أدى لنزول عشرات الأتراك إلى الشارع مطالبين برحيل السوريين وحطموا واجهات بعض المحلات السورية وسياراتهم قبل أن تتدخل الشرطة التركية وتفرقهم.