الأثنين 2019/03/18

بدء أولى جلسات الاستماع للمتهمين بقضية تفجير مبنى دائرة الضرائب في أنقرة

عقدت محكمة الجنايات العليا التركية، اليوم الاثنين، أولى جلسات الاستماع المخصصة للمتهمين بقضية تفجير مبنى دائرة الضرائب في العاصمة التركية أنقرة.

وبحسب ما ترجمه موقع "الجسر تورك" نقلاً عن وكالة DHA التركية، فقد وقع التفجير بتاريخ 1 شباط / فبراير من العام الماضي داخل مبنى دائرة الضرائب في ولاية أنقرة، وذلك بالتزامن مع تنفيذ القوات التركية المسلّحة لعملية غصن الزيتون في منطقة عفرين السورية، وأسفر حينها عن وقوع إصابتين فقط، كما ألحق أضراراً مادية كبيرة في الطابقين السفليين من المبنى.

وأوضحت الولاية حينها في بيان رسمي أن التفجير نجم عن حقيبة ملغمة أعدّها للتفجير التركي " أرسان أرتوغان"، وهو إرهابي ينحدر من ولاية ماردين (جنوب)، وكان قد تلقى تدريبات بمناطق سيطرة مليشيات "ب ي د" في سوريا.

ونفذت السلطات التركية عملية أمنية واسعة عقب الانفجار، تمكنت خلالها من إلقاء القبض على أرسان خلال محاولته الفرار إلى سوريا، وقام حينها بتناول جرعة مخدرات زائدة لحظة إلقاء القبض عليه أسفرت عن مقتله، فيما عُثر على أوراق رسمية مزورة بحوزته.

واتهمت أنقرة مليشيات "ب ك ك / ب ي د" بالوقوف وراء التفجير كخطّة أعدّتها المليشيات بهدف الضغط على تركيا لإيقاف عمليتها العسكرية في الشمال السوري.

ومثل أمام محكمة الجنايات العليا في العاصمة أنقرة سبعة متهمين بالتورط في التفجير، بينهم السوري "آلان شيخ موس"، وشقيقته "أمينة".

ووجّه الادعاء العام للموقوفين كل من تهمة "تخريب وحدة الدولة وسلامة البلاد"، و"الشروع بالقتل العمد لغايات إرهابية"، و"حيازة أوراق رسمية مزورة ومواد خطيرة لغايات إرهابية"، و"الانتساب لتنظيم إرهابي".

كما وجّهت المحكمة للسوري آلان تهمة الاشتراك مع منفذ الهجوم في التخطيط للتفجير، كما اتهمت شقيقته بمساعدة آلان على إخفاء المواد التي استخدمت لصناعة المتفجرات داخل منزلها في ولاية أكسراي (وسط).

ودافعت السورية أمينة عن نفسها أمام لجنة القضاة زاعمةً أنها بريئة ولم تكن تعلم بما يخطط له شقيقها.

وقالت إنها كانت تعيش حياة روتينية شأنها شأن بقية ربّات البيوت بعد أن تزوّجت بمواطن تركي قبل عشرة أعوام، وقام باستقدامها إلى تركيا للعيش معه، حيث أنجبا ثلاثة أطفال.

وأضافت أن شقيقها آلان حضر إلى تركيا، وأبلغها بأنه جاء بغرض العلاج بعد اكتشافه بأنه عقيم، ما دفعها لاستقباله في منزلها.

وتابعت أن المدعو آلان أخبرها بعد فترة وجيزة بأنه يمر بظروف مادية سيئة، وسيعمل ببيع الدخان المهرّب، مشيرة إلى أنها عارضت في البداية، غير أنه أخبرها بأن الزبون جاهز ولن يحتفظ بعلب السجائر المهربة في المنزل لفترة طويلة.

وأكملت بأن آلان احتفظ بحقيبة السجائر المزعومة داخل منزلها لشهرين ونصف من ثم عاد وأخذها مرة أخرى دون علمها حينما كانت خارج المنزل.

وتابعت قائلة: "لقد اسودّت حياتنا منذ وصول آلان إلى تركيا".

وحول المنشورات المتعلقة بمليشيات "ي ب ك" على مواقع التواصل الاجتماعي، دافعت المتهمة السورية عن نفسها مشيرة إلى أن ثقافتها المتعلقة بتلك المليشيات ضحلة للغاية، وأنها لا تعرف منها سوى "مسعود بارزاني"، مضيفة أنها تفاعلت بالإعجاب فقط على موقع "فيسبوك" مع منشورات أقربائها المقيمين في سوريا.

ولدى سؤال هيئة المحكمة عن البطاقة الشخصية المزوّرة التي ضُبطت بحوزتها، قالت إنها متزوّجة من مواطن تركي بعقد عرفي كونها الزوجة الثانية، ونظراً لأن القانون يمنع زوجها من استخراج بطاقة شخصية (إقامة) لها عبر هذا الزواج لجآ إلى الحصول عليها عن طريق المال، دون أن يعلما بأنها مزوّرة.

بدوره أنكر سائق سيارة الأجرة السوري "علي" علاقته بالتفجير، مشيراً إلى أنه عمل منذ وصوله إلى ولاية مرسين (جنوب) على سيارته بشكل غير مسجّل، واعتاد على اصطحاب السوريين من ولاية إلى أخرى عبر طرق التهريب (نظراً لأن مديرية الهجرة باتت تفرض على السوريين استخراج تصاريح إذن للسفر).

وتابع أنه لم يلتقِ بمنفذ الهجوم سوى يوم ركب معه في سيارته، مضيفاً أنه حصل على النقود لقاء نقله إلى ولاية أخرى دون أن يعلم بمحتويات حقيبته أو نيّته بتنفيذ عمل إرهابي.