السبت 2020/01/25

“100 ثانية” فقط تفصل “ساعة القيامة” عن نهاية العالم

أعاد علماء أميركيون، يوم الخميس الماضي، ضبط "ساعة القيامة" التي تم إعداداها سنة 1947 لترصد موعد نهاية العالم بناء على عوامل مختلفة أبرزها الحروب النووية والتغير المناخي.

وقالت نشرة علماء الذرّة الذين يراقبون هذه الساعة انطلاقاً من معايير عدة، إن 100 ثانية فقط باتت تفصلنا عن منتصف الليل في هذه الساعة، والذي يرمز "مجازاً" لنهاية العالم.

رئيسة النشرة راشيل برونسون قالت في بيان " 100 ثانية تفصلنا عن منتصف الليل. نحن نقترب من نهاية العالم"، ثم تابعت محذرة: "الكارثة هنا.. إنها على بعد ثوان فقط"، قبل أن تستدرك: "أقول ثوان فقط وليس ساعات أو حتى دقائق".

ما هي العوامل التي تحدد مدى قربنا من "منتصف الليل"؟

برونسون ركزت في إجابتها أمام المختصين بطريقة مباشرة "تهديد الأسلحة النووية وتغير المناخ".

للتذكير فإنه عندما تم إنشاء الساعة في عام 1947، كان أكبر تهديد للبشرية هو الحرب النووية حيث كانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي يتجهان إلى سباق التسلح النووي.

برونسون قالت في حديث لشبكة سي إن إن "في عام 2007، شعرنا أنه لا بد من إضافة عامل التغير المناخي، كدافع لنا نحو منتصف الليل".

وفي السنوات الأخيرة، بدأت لجنة نشرة العلماء في النظر ما تصفه "التقنيات التخريبية" الأخرى، والتي تضم، وفقهم، الذكاء الاصطناعي، وتحرير الجينات، والتهديدات السيبرانية.

وبينما يظل التغير المناخي والتهديد النووي هما العاملان الرئيسيان، فقد حددت النشرة "التدخلات الإلكترونية والأخبار المزيفة كعامل مساعد للتهديد"، إذ يرى أعضاء النشرة أن بيئة المعلومات "أصبحت معقّدة وصعبة بشكل صعب فصل الحقيقة عن الخيال".

وفي عام 2018، تم ضبط الساعة عند 11:58 مساءً. وظلت كذلك حتى عام 2019 حين تزايد تهديد الأسلحة النووية في كوريا الشمالية.

وفي العام الماضي، تضاعف التهديد النووي بسبب التجارب الكورية الشمالية والطموح الإيراني لتخصيب اليورانيوم بكثافة.

وأثارت الاجتماعات التاريخية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في البداية، آمالاً للتوصل إلى اتفاق بشأن نزع السلاح النووي، ولكن لم يتم إحراز تقدم كبير، وهو ما أعاد عقرب الساعة إلى حيث كان في 2018.

وساهمت الأحداث الأخيرة التي أعقبت مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في دفع عقارب ساعة نهاية العالم، مع تصاعد التهديد الإيراني.

إذ هدد الرئيس الإيراني حسن روحاني قائلا إن بلاده تعمل على تطوير أجهزة الطرد المركزي المتقدمة لتخصيب اليورانيوم، لتنتهي سنة 2019 على تسارع أحداث مخيفة، كادت أن تعصف بالعالم.

تغير المناخ

وفيما يتعلق بتغير المناخ، كان عام 2019 هو ثاني أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق، حيث أنهى عقدًا كان الأكثر حرارة في التاريخ، وفقًا لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا).

مسؤول في (ناسا) علق على هذه النتائج بالقول إن "هذا يدل على أن ما يحدث مستمر وليس صدفة".

ويقول الخبراء إن تغير المناخ زاد من سوء نطاق الكوارث الطبيعية في 2019 وتأثيرها مثل الحرائق والفيضانات.

ومنذ نهاية 2019 وبداية السنة الجديدة 2020، شهدت أستراليا حرائق غابات غير مسبوقة ودامت عدة أشهر.

ما الذي يمكننا فعله لإعادة الساعة إلى الوراء؟

قد تبدو تهديدات التدمير النووي والاحترار العالمي أكبر من أن نتعامل معها، لكن هدف النشرة ليس استخدام "الساعة" كتكتيك تخويف، وفق القائمين عليها، ولكن لجعل الناس يتحدثون عن المشاكل الحقيقية التي تهددهم.

برونسون قالت في الصدد: "ما نحاول القيام به هو إعطاء الجمهور القدرة على التحدث عن حالة الأمن النووي والضغط على قادتهم ولفت انتباههم".

وتابعت: "نحاول تشجيع الناس على التحدث إلى ممثليهم السياسيين ولفت انتباههم بأن هذه الاستثمارات الضخمة التي تدخل في الترسانات النووية، يجب أن توجه لمجالات أخرى".

وختمت بالقول: "يجب توقيع اتفاقيات الحد من الأسلحة النووية للحد من هذه التهديدات".