الثلاثاء 2019/05/28

وول ستريت جورنال: الإيرانيون لا يتوقعون الحرب.. وهذا أبرز ما يخيفهم

قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن الإيرانيين لا يتوقعون الحرب مع الولايات المتحدة ولكنهم يخافون من تأثير عقوباتها، فلقد أدت إلى تراجع الاقتصاد بشكل كبير ما يعني أن قادة إيران قد يجبرون على التفاوض.

وتناولت الصحيفة في تقرير لها من داخل طهران، ردة فعل الإيرانيين من التصعيد الأخير مع أمريكا، مؤكدة أن الإيرانيين ومع كل أزمة يسارعون إلى شراء الدولار الأمريكي في سوق العملات غير الرسمي لحماية أنفسهم من التطورات التي تهدد البلاد واقتصادها.

وقال الصرافون في طهران إن العشرات من الإيرانيين يرون أن التحركات الأمريكية في المنطقة تمثل مواقف وليس تهديدات حقيقية.

يقول سعيد عزيزي (34 عاماً) إنه لا يعتقد أن الحرب يمكن أن تقع "لو كان الأمريكيون يريدون الهجوم لكانوا فعلوا ذلك قبل 40 عاماً عندما قامت الثورة في إيران".

وفقد الريال الإيراني أكثر من 3٪ من قيمته مقابل الدولار في السوق غير الرسمي منذ تصريحات الرئيس دونالد ترامب يوم الجمعة، الذي قال فيه إنه إذا فكرت إيران بقتال الولايات المتحدة فإنها ستنتهي.

وكانت العملة الإيرانية قد انخفضت بنسبة 60٪ منذ فرض الولايات المتحدة العقوبات مرة أخرى في العام الماضي.

ويضيف عزيزي، الانخفاض يعكس المخاوف بشأن التأثير على الاقتصاد المتعثر مع تزايد التوترات. وأضاف أنه يتوقع أن تستمر الظروف في التدهور.

بينما يرى سعيد كابيزاده، (30 عاماً) أن الحرب يمكن أن تقع، قائلا "الكثير من الناس يريدون الحرب من أجل أن يكون هناك حل".

الرئيس الأمريكي وخلال زيارته الأخيرة للعاصمة اليابانية طوكيو قال إنه يريد إنهاء طموح إيران النووي: "نحن لا نريد الحرب، أعتقد أننا سنبرم صفقة مع إيران، نحن لا نبحث عن تغيير النظام، نريد فقط أن نمنع برنامج إيران النووي".

وكثيراً ما عانى الاقتصادي الإيراني من الهبات السخية التي تقدمها إيران لميلشيات تابعة لها، بالإضافة إلى العقوبات التي غالباً ما كانت السبب في عدم دخول استثمارات أجنبية للبلاد.

ولقد أدى تدهور عملة البلاد إلى انخفاض مستويات المعيشة، في حين أن ما شاب إيراني من أصل ثلاثة أصبح الآن عاطلاً عن العمل.

ويرى متداولون في بورصة طهران أن الحرب لن تقع، علماً أن بورصة طهران كانت قد شهدت تراجعاً بنسبة 0.4% يوم الاثنين.

يقول حميد مقدم، مدير الإدارة الدولية في بورصة طهران إن المستثمرين يعتقدون أنها دعاية أمريكية.

ويضيف مقدم (64 عاماً) والذي كان عقيداً في سلاح الجو الإيراني، أن الأجواء أقل عرضة لاندلاع الحرب، "توقعاتي تقول إنه لن يكون هناك حرب، في النهاية سنكون بحاجة إلى حل وسط وتفاوض وإلا سوف يفقد النظام الإيراني نفوذه في الداخل والمنطقة".

من جهته قال مصطفى باكزاد (54 عاماً) ويعمل وسيطاً مالياً أن بضع طلقات يمكن أن تؤدي إلى تدمير الاقتصاد الإيراني الهش.

باكزاد الذي يعمل مع الشركات الأجنبية في تحويل المدفوعات داخل إيران وخارجها، يقول إن نشاطه التجاري متوقف منذ شهرين بعد أن بات من المستحيل استخدام معظم القنوات المصرفية في إيران.

ويرى أحد المتعاملين في البورصة الإيرانية أنه من المرجح أن يحصل الانهيار داخل إيران حتى قبل وقوع الحرب بسبب الوضع الاقتصادي، "قريباً ربما لن يتمكن النظام من دفع الرواتب والأجور".