الأحد 2020/05/17

هل بدأت الحرب الباردة بين أميركا والصين؟

بعد تفشي وباء كورونا، والحديث الإعلامي والاستخباراتي عن مسؤولية الصين عن مصدر هذا الوباء، بدأ الخلاف يزداد بين الولايات المتحدة والصين، ورمي كل طرف المسؤولية على الآخر حول تفشي الفيروس.

ووفقاً لصحيفة واشنطن بوست، يرى العديد من الخبراء أن ما يحدث بين الدولتين بداية حرب باردة، فقد طرح الرئيس دونالد ترامب فكرة أن الولايات المتحدة يمكن أن تقطع العلاقة بأكملها مع الصين في أعقاب الوباء، في إشارة إلى المناقشات حول الخلافات التجارية المستمرة بين البلدين، كما رأى بأن الخسائر الاقتصادية للوباء تقدم دليلاً آخر على أن الولايات المتحدة بحاجة إلى القيام بالمزيد لفصل نفسها عن سلاسل التوريد العالمية التي تمر عبر الصين.

هذا ليس رأي ترامب وحده بل رأي جميع مساعديه وحلفائه، فـ ضغط أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين لإصدار عقوبات وتشريعات جديدة تهدف إلى معاقبة الصين لدورها في التستر على المراحل الأولى من تفشي المرض.

وقامت وزارة الخارجية الأميركية بتقليص تأشيرات الصحفيين الصينيين العاملين في الولايات المتحدة، كجزء من استمرار الانتقادات مع بكين التي تستخدم تصاريح العمل للمراسلين الأجانب كقطع ألعاب دبلوماسية.

أما على مستوى الشارع، ينظر الأميركيون إلى الصين بشكل سلبي أكثر من أي وقت مضى منذ وفقًا لمسح مركز بيو للأبحاث الذي أجري الشهر الماضي.

كما أن العديد من الديمقراطيين، بما في ذلك المرشح الرئاسي ونائب الرئيس السابق جو بايدن، يحرصون أيضًا على اتخاذ موقف أكثر صرامة ضد الصين.

كما بدأت دول أخرى، بما في ذلك القوى الإقليمية الأخرى في آسيا، في تبني نهج يهدف بشكل أكبر إلى مواجهة الصين بشكل مباشر - الأمر الذي يغذي القومية الصينية.

ويصر المسؤولون في واشنطن وبكين بشكل دوري على أنهم لا يريدون حربًا باردة جديدة، ولكن يبدو أن رياح الرأس الجيوسياسية تهب في هذا الاتجاه.

وكتبت الصحفية بيثاني ألن إبراهيميان: "عندما ينتقد مسؤولو الحكومة الصينية ما يسمونه صراحة" عقلية الحرب الباردة "في الولايات المتحدة، فإنهم لا يدعون إلى إنهاء المنافسة الأيديولوجية أو تنافس القوى العظمى، بل إلى إنهاء الولايات المتحدة".

ووفقًا لرويترز، حذر تقرير داخلي قدمته وزارة أمن الدولة الصينية إلى كبار قادة البلاد من أن العداء العالمي المتزايد تجاه بكين، كان في أسوأ مستوياته منذ الأحداث التي وقعت في ميدان تيانانمن عام 1989.

ويزعم التقرير أن الولايات المتحدة كانت عازمة على تقويض الحزب الشيوعي الصيني الحاكم واعتبرت أن بكين تشكل تهديدًا اقتصاديًا وأمنيًا.

وقال أحد المطلعين على التقرير أن البعض في أجهزة المخابرات الصينية اعتبره نسخة صينية من" نوفيكوف تيليغرام "، وهي رسالة أرسلها السفير السوفياتي في واشنطن عام 1946، نيكولاي نوفيكوف، والتي شددت على مخاطر الاقتصاد الأميركي، وطموحها العسكري في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

هذه الوثيقة، كانت بداية لما عٌرف بالحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في القرن العشرين، ويرى الخبراء أن شيئا مشابهاً إن لم يكن نفس الشيء يحدث الآن بين أميركا والصين.

من جانبه، صرح كليت ويليمز، المسؤول التجاري السابق بالبيت الأبيض، لشبكة CNBC: "أعرف أن الناس لا يشعرون بالارتياح تجاه المصطلحات، لكنني أعتقد أننا يجب أن نكون صادقين وأن نسمي هذا ما هو عليه، وهذه هي بداية حرب باردة جديدة، وإذا لم نكن حذرين، فقد تسوء الأمور كثيرًا".

أما أورفيلل شيل، مدير مركز العلاقات الأميركية الصينية في جمعية آسيا، فقد ذكر لموقع "بيزنس إنسايدر": "نحن في بدايات الحرب الباردة، نحن في انحدار نزولي نحو شيء عدائي متزايد مع الصين".