الجمعة 2019/02/15

ميدل إيست آي: السعودية وإسرائيل تهاجمان نائبتين مسلمتين بالكونغرس

كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني أن المحور الإسرائيلي السعودي الناشئ يقف وراء الهجوم على النائبتين المسلمتين بمجلس النواب الأمريكي؛ رشيدة طليب وإلهان عمر، بهدف إسكاتهما، بعد الانتقادات التي وجّهتاها لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

وقال الكاتب في الموقع البريطاني، يوم الخميس، سي جي ويرليمان، في مقال له نقله موقع "الجزيرة نت": إنه "لا يوجد أي شيء يزعزع الجيوسياسة المعتادة في الشرق الأوسط أكثر من العلاقة المزدهرة حديثاً بين السعودية وإسرائيل".

واعتبر ويرليمان أن وصول أول امرأتين مسلمتين إلى مجلس النواب الأمريكي زعزع بالقدر نفسه "إسرائيل" ومؤيّديها داخل الولايات المتحدة وخارجها، وفي السعودية.

وبيّن ويرليمان أن حملة لتشويه النائبتين بدأت، في وقت مبكّر وقبل أن تكملا شهرين على مقعديهما بمجلس النواب، من كل الجهات في الداخل والخارج، حتى أصبح الشهران للنائبتين كالتعميد بالنار.

وأشار الكاتب إلى أن النائبتين وُجّهت لهما اتهامات بمعاداة السامية، رغم حقيقة أن أياً منهما لم تنادِ بالقمع أو التمييز ضد اليهود في أي مكان في العالم، ومن ضمن ذلك "إسرائيل".

بيد أن انتقادات اللوبي الإسرائيلي واليمينيين في أمريكا عادية ومتوقعة، ولكن الطريقة التي بدأت بها الآلة الدعائية السعودية في ملاحقة طليب وعمر لافتة للانتباه، وفق الكاتب.

واستطرد الكاتب بالقول: "الأوساط السياسية والإعلامية والمعلّقون المقرّبون من حكومات الخليج العربي اتهموا طليب وإلهان بأنهما عضوتان سريتان بجماعة الإخوان المسلمين، الأمر الذي حدا بمجلة أمريكية مرموقة مثل فورين بوليسي إلى أن تنشر مقالاً بعنوان: المملكة السعودية تعلن الحرب على نساء الكونغرس الأمريكيات المسلمات".

وبيّن الكاتب أن خوف السعودية من النائبتين المسلمتين يعود إلى إمكانية تقويض الدعم الأمريكي العسكري غير المقيّد لها في اليمن، وغير العسكري في المجالات الدبلوماسية.

وأضاف: "هذا يفسر قيام موقع العربية السعودي بنشر مقال هجومي على إلهان؛ من خلال ربطها بجماعة الإخوان المسلمين في المملكة، بسبب ارتباطها بالناشطة الإسلامية الأمريكية ليندا صرصور، في حين وصفتها أيضاً بأنها معادية للخليج".

وانتقد ويرليمان اتهاماً وصفه بالزائف بحق طليب وإلهان؛ مثل قول فرانك غافني، الذي يُعتبر الأب الروحي للنشاط المناهض للمسلمين في الولايات المتحدة، إنهما تتبنّيان بشكل كامل أيديولوجية الإخوان المسلمين.

وتابع: "يتهم غافني النائبتين بأن ولاءهما للقرآن سيكون على حساب الدستور الأمريكي، وستتحدثان عن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بكل بساطة مثل أي تنظيم عادي، وستعملان على انحدار أمريكا حضارياً، وعلى تطبيق الشريعة الإسلامية فيها".

وخلص الكاتب إلى القول إنه رغم الهجمات، فإن طليب وإلهان قد رسّختا نفسيهما كقيادات أخلاقية في حزبهما، حيث دافعتا عن حقوق الإنسان العالمية، والمساواة للشعب الفلسطيني.

وأوضح أنهما بذلك تضعان نفسيهما في توافق مع وجهات النظر الأكثر تقدمية واستنارة للجيل القادم من قادة الولايات المتحدة، الأمر الذي أغضب أكثر الأنظمة القمعية في الشرق الأوسط؛ كالسعودية وإسرائيل، متوقعاً أن تستمر حملات الهجمات والتشويه لكليهما.