الخميس 2020/03/12

ما سر الإصابات الكثيرة بين السياسيين بفيروس كورونا؟!

من بين نحو 121 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد حول العالم، يبدو أن شريحة السياسيين هي الأكثر تأثراً، مقارنة بباقي فئات المجتمع البارزة، وفقاً لتقرير أعدته مجلة تايم الأميركية.

من إيران إلى أوروبا وانتهاء بالولايات المتحدة يكافح العديد من السياسيين والمسؤولين للتغلب على الإصابة بفيروس كورونا.

أصيب بالفيروس عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين، آخرهم رئيس خدمات الطوارئ الوطنية بيرحسين كوليفاند الذي تم الإعلان عن إصابته الأسبوع الماضي، وجاء ذلك بعد ساعات قليلة من وفاة محمد ميرمحمدي، عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، بعد إصابته بالفيروس، وبعد أسبوع من إصابة نائب وزير الصحة إيراج حريرجي ومساعدة الرئيس معصومة إبتكار.

وأصيب نحو 20 مشرّعاً إيرانياً آخرين بالفيروس وتم عزلهم منذ ذلك الحين، فيما توفي اثنان منهم على الأقل، كما تم عزل رئيس منظمة إدارة الأزمات الإيرانية إسماعيل نجار بعد إصابته بفيروس كورونا المستجد.

وفي أوروبا، كان من بين المصابين عدد من كبار السياسيين في فرنسا والمملكة المتحدة وإسبانيا وإيطاليا.

يوم الاثنين الماضي، أعلن مكتب وزير الثقافة الفرنسي فرانك ريستر أن الوزير أصيب بفيروس كورونا المستجد لكنه "في حال جيدة" ويلازم منزله.

وأشار إلى أن ريستر أمضى الأسبوع الماضي أياماً عدة في الجمعية الوطنية حيث تم تشخيص عدد من الإصابات بالوباء.

كما أصيب خمسة نواب واثنان من موظفي الجمعية الوطنية الفرنسية بكورونا، بينهم نائبتان شاركتا في اجتماعات لجنة الشؤون الثقافية.

وفي المملكة المتحدة، أعلنت نادين دوريس، النائبة المحافظة في مجلس العموم البريطاني والوزيرة المنتدبة لدى وزارة الصحة إصابتها بفيروس كورونا المستجد.

ودوريس التي شاركت في الأسابيع الأخيرة في صياغة تشريع هدفه مكافحة الوباء هي أول شخص في الطبقة السياسية البريطانية تثبت إصابته بالفيروس.

وبحسب صحيفة تايمز البريطانية فإن الوزيرة "قابلت الأسبوع الماضي مئات الأشخاص في البرلمان وشاركت في حفل استقبال مع رئيس الحكومة بوريس جونسون" وسياسيين بارزين آخرين.

وفي إسبانيا المجاورة أصيب الأمين العام لحزب فوكس اليميني خافيير أورتيغا سميث بالفيروس.

أما في إيطاليا، التي شهدت أكبر عدد من الوفيات والإصابات خارج الصين، فقد أعلن زعيم الحزب الديمقراطي المشارك في الحكومة نيكولا زينغاريتي إصابته بفيروس كورونا المستجد.

وتسود حالة من القلق في الكونغرس الأميركي تعززت بعد إعلان السيناتور الجمهوري تيد كروز والنائب بول غوسار الخضوع للحجر الصحي بسبب اتصالهما في الأيام القليلة الماضية مع مصاب بالفيروس، خلال مؤتمر عقد منذ عدة أيام.

ولم تظهر على أي من كروز وغوسار أعراض المرض، لكنهما اتخذا خطوة العزل بمبادرة فردية احترازية وفقا لتصريحاتهما.

ويشكل خطر انتشار فيروس كورونا في الكونغرس قلقاً حقيقياً، إذ إن أكثر من نصف أعضاء مجلس الشيوخ تجاوزوا الستين من عمرهم ونحو الربع منهم تخطوا السبعين، وهي الفئة العمرية الأكثر تأثرا بالفيروس، أما في مجلس النواب فإن معدل متوسط الأعمار بين الأعضاء هو 57 عاماً.

يقول الخبراء إن هناك العديد من التفسيرات المحتملة لسبب كثرة أعداد السياسيين المصابين بفيروس كورونا المستجد.

ويشير الأستاذ في جامعة لندن فرانسوا بالو إلى أن "السياسيين على اتصال بالعديد من الأشخاص، مقارنة بعامة الشعب، وكذلك هم يتصافحون دائما".

وبالإضافة لذلك فإن السياسيين يخضعون بسرعة لاختبار الكشف عن الإصابة بفيروس كورونا مقارنةً بالمواطن العادي، وفقا لبالو.

ويضيف: "الناس من غير السياسيين يحتاجون إلى الاتصال بالخط الساخن المخصص للإبلاغ عن فيروس كورونا بمجرد ظهور الأعراض".

ويختتم تقرير مجلة تايمز بالإشارة إلى أن أعمار السياسيين دائما ما تكون كبيرة، وبالتالي يكونون أكثر عرضة للإصابة بالفيروس مقارنة بالشباب.