الجمعة 2021/01/01

ليس لديه ما يخسره.. ماذا يخبئ ترامب لأميركا والعالم في آخر 20 يوماً من رئاسته؟

منذ اليوم الأول له في الحكم، لم يكن دونالد ترامب رئيسا عاديا، إذ فاجأ الأميركيين والعالم مرات عديدة بقرارات غير متوقعة.

 

الرئيس الأميركي دونالد ترامب في طريقه للخروج من البيت الأبيض، لكنه ما زال يملك في جعبته (20 يوما)، وما زال يتمتع بكل الصلاحيات الدستورية الممنوحة له كرئيس للولايات المتحدة وقائد أعلى لقواتها المسلحة.

 

ويتنافس الخبراء والمعلقون في توقع المفاجآت التي يمكن أن يُقدم عليها ترامب قبل نهاية فترة حكمه منتصف 20 يناير/كانون الثاني الجاري، ويُصعّب من مهمة هؤلاء عدم وجود أي قيود أمام ترامب، فهو لن يضطر لمواجهة الناخبين قريبا، ولا يحد الدستور من دوره بعد هزيمته في الانتخابات.

 

ويمكن لترامب أن يفاجئ الأميركيين والعالم من خلال 3 آليات، هي:

 

أولا: إقالة المسؤولين

خلال الأسابيع الأخيرة يبدأ عدد من مسؤولي الإدارة في تقديم استقالاتهم والبحث عن فرص بديلة، لكن تقليديا لا تمتد هذه الظاهرة للمناصب الوزارية والمناصب الأخرى الرفيعة بالإدارة.

 

وأقدم ترامب بالفعل على إقالة وزير الدفاع وعدد من كبار مسؤولي البنتاغون، وأقال كذلك مسؤول الأمن السيبراني بوزارة الأمن الداخلي.

 

ويتوقع أن يقدم على إقالة كريس راي مدير مكتب التحقيقات الفدرالي، وجينا هاسبل مديرة وكالة الاستخبارات المركزية، وبيل بار وزير العدل، بسبب تخاذلهم في تأكيد تزوير الانتخابات، حسب ما يراه ترامب.

 

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن وزير العدل الأميركي وليام بار أن وزارته لم تكتشف وجود تزوير واسع النطاق يمكن أن يغير نتيجة الانتخابات، وهو ما دفع الفريق القانوني لترامب للرد والتأكيد أن تحقيقات الوزارة لم تكن جدية.

 

وعندما سُئل ترامب عما إذا كان سيقيل بار، رد بالقول "ستعرفون خلال أسابيع".

 

ثانيا: إصدار قوانين بالأوامر التنفيذية

 

منذ بدء رئاسته قبل 4 سنوات، لجأ ترامب إلى تنفيذ أجندته السياسية من خلال اللجوء لحق إصدار الرئيس أوامر تنفيذية حال غياب دعم الكونغرس، وفي بعض الأحيان نجح في ذلك، إذ أيدت المحكمة العليا في نهاية المطاف حظر دخول مواطني عدة دول مسلمة للولايات المتحدة.

 

وفي حالات أخرى، أفشلت المحكمة العليا أوامر ترامب، فقد رفضت تفكيكه لبرنامج الهجرة الممنوح للأطفال الوافدين (DACA)، قبل أن يقرر قاض فدرالي وقف العمل بأوامر ترامب التنفيذية.

 

وقد يحاول ترامب مرة أخرى تفكيك البرنامج ذاته قبل خروجه من منصبه، إذ تركت المحكمة العليا الباب مفتوحًا للإدارة لإصدار أمر جديد باستخدام الإجراءات الإدارية المناسبة.

 

وقد يُقدم ترامب على إصدار أوامر تنفيذية تتعلق بقانون الرعاية الصحية، وبرامج حماية البيئة وسياسات الهجرة.

 

وتحدث غريغوري كوجر -عميد قسم العلوم السياسية بجامعة ميامي بولاية فلوريدا- للجزيرة نت عما قد يقدم عليه ترامب في أسابيعه الأخيرة.

 

وأشار كوجر إلى أن ترامب قد يستهدف تغيير بعض اللوائح والإجراءات التي تعرقل بعض السياسات، أو تحرير مجالات تشرف عليها الحكومة، وقد يسمح "بالتنقيب عن النفط والغاز في مناطق تعد مهمة للحفاظ على التنوع البيئي خاصة في شمال وكالة ألاسكا"، على سبيل المثال، وفقا لكوجر.

 

جدير بالذكر أن الرئيس الجديد جو بايدن، يتمتع بحق إلغاء الأوامر التنفيذية التي يتخذها ترامب عند بدء فترة حكمه في 20 يناير/كانون الثاني الجاري.

 

ثالثا: ممارسة حقه في إصدار العفو

إصدار ترامب لسلسلة من الأعفاء في الأسابيع الأخيرة وحتى آخر يوم له لن يكون مفاجئا، فقد أصدر رؤساء سابقون أعفاء خلال الأيام الأخيرة من ولايتهم، ومن بينهم بيل كلينتون الذي عفا في يومه الأخير عن أخيه روجر كلينتون والممول الملياردير الهارب مارك ريتش.

 

من سينال عفو ترامب؟

بعد أن عفا ترامب عن 45 شخصا حتى الآن، كان آخرهم الجنرال مايكل فلين عشية عيد الشكر، قد يعفو ترامب عن آخرين أدينوا من قبل فريق المحقق روبرت مولر، بمن فيهم بول مانافورت المدير السابق للحملة الانتخابية للرئيس دونالد ترامب وجورج بابادوبولوس المساعد السابق بالحملة الانتخابية.

 

كما يمكن لترامب أن يعفو استباقيا عن أفراد عائلته وآخرين في منظمة ترامب.

 

وأفادت تقارير بأن المدعين العامين على مستوى ولاية نيويورك يحققون مع منظمة ترامب في عمليات احتيال محتملة، لكن العفو الرئاسي يغطي فقط الجرائم الفدرالية وليس جرائم الولايات.

 

وقد يصدر ترامب عفوا استباقيا لستيف بانون، مستشاره السابق الذي وجهت له عدة تهم نصب.

 

ويبقى السؤال الأهم متعلقا بإمكانية أن يصدر ترامب عفوا رئاسيا استباقيا لنفسه.

 

ويؤكد كوجر أن ترامب "يحتفظ بسلطة الرئاسة حتى 20 يناير/كانون الثاني الجاري، ولا يزال هناك الكثير من الإجراءات التي يمكن أن يتخذها، وإحدى القوى غير المقيدة هي قدرة الرؤساء على العفو عن الأشخاص الذين أدينوا بانتهاك الجرائم الاتحادية أو الذين اتهموا فقط بالقيام بذلك. يمكن لترامب العفو عن أفراد عائلته المباشرة والمقربين منه مثل بول مانافورت ورودي جولياني، وقد يحاول حتى أن يعفو عن نفسه، على الرغم من أنه ليس من الواضح أن ذلك ممكن دستوريا".

 

هل يفاجئنا ترامب بإصدار عفو عن نفسه؟

لا يعرف بشكل قاطع ما إذا كان العفو الذاتي الرئاسي قانونيا، إذ لم يسبق خوض هذه التجربة من قبل. ولا يضع الدستور أي قيد صريح على سلطة العفو، ويختلف علماء القانون بشأن هذه المسألة، وإذا عفا ترامب عن نفسه، يمكن للمحكمة العليا أن توفر إجابة نهائية.

 

ويرى بعض الخبراء أن ترامب تجاهل سيادة القانون والأعراف والتقاليد السياسية لأكثر من 46 شهرا، وليس لديه ما يخسره بعد أن خسر بالفعل الانتخابات الرئاسية.

 

ما علينا الآن سوى الانتظار لمعرفة ما يخبئه ترامب لأميركا والعالم، من هذه اللحظة وحتى 20 يناير/كانون الثاني الجاري.