الأحد 2016/02/07

كوريا الشمالية تطلق صاروخ باليستي وتحركات سياسية وعسكرية لردعها

توالت الدعوات الدولية لاتخاذ إجراءات صارمة ورادعة ضد كوريا الشمالية إثر إعلانها نجاحها في إطلاق صاروخ بعيد المدى فجر اليوم، وبينما قررت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة عقد محادثات رسمية لنشر نظام دفاعي أميركي مضاد للصواريخ في شبه الجزيرة الكورية، يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا مساء اليوم لبحث تجربة بيونغ يانغ.

وفي أحدث ردود الفعل، دعت موسكو إلى ما أسمته "الاحتجاج الصارم" ضد بيونغ يانغ، ونصحت قيادة كوريا الشمالية بعدم انتهاج سياسة تعارض المجتمع الدولي. واعتبرت الخارجية الروسية في بيان على موقعها على الإنترنت التجربة الصاروخية "صفعة خطيرة لأمن حكومات المنطقة وأولها كوريا الشمالية نفسها".

من جانبها دعت فرنسا المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى "رد سريع وقاس" لما أسمته الانتهاك الفاضح من قبل كوريا الشمالية لقرارات مجلس الأمن، ووصف بيان من الرئاسة الفرنسية إطلاق الصاروخ بأنه "عمل استفزازي جنوني".

وفي وقت سابق طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من كوريا الشمالية "التوقف عن تصرفاتها الاستفزازية"، واعتبر في بيان له أن إطلاقها الصاروخ ينتهك قرارات الأمم المتحدة.

كما أبدت الصين -الحليفة الرئيسية لكوريا الشمالية- أسفها لإطلاق بيونغ يانغ صاروخا بعيد المدى لوضع قمر صناعي في المدار حول الأرض.

وقالت متحدثة باسم الخارجية الصينية في بيان إن بكين "تعبر عن أسفها لإصرار كوريا الشمالية على استخدام تكنولوجيا الصواريخ البالستية للقيام بعملية إطلاق، رغم اعتراض المجتمع الدولي الواسع النطاق".

من جانبها، نددت الولايات المتحدة "بأشد العبارات" بإطلاق كوريا الشمالية صاروخا بعيدا المدى، واعتبرته "استفزازا كبيرا" يزعزع الاستقرار وستكون له "عواقب خطيرة".

واعتبرت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس أن برامج الأسلحة النووية والبالستية لكوريا الشمالية تشكل تهديدا جديا لمصالح واشنطن وأمن حلفائها المقربين، وتهدد السلم والأمن في المنطقة.

وفي السياق قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري -في بيان له- إن واشنطن ستستمر في العمل مع شركائها وأعضاء مجلس الأمن لاتخاذ ما وصفها بإجراءات جوهرية، بهدف محاسبة كوريا الشمالية.

وفي سول، نددت رئيسة كوريا الجنوبية باك جون هاي بتجربة جارتها الشمالية الصاروخية ووصفتها بالعمل الاستفزازي الذي "لا يغتفر"، ودعت مجلس الأمن إلى الموافقة بسرعة على عقوبات قوية.

كما ندد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بإطلاق كوريا الشمالية صاروخا بعيد المدى رغم تحذيرات المجتمع الدولي، واعتبره أمرا "غير مقبول تماما".

وقال مراسل الجزيرة في طوكيو فادي سلامة إن اليابان تتعامل بحساسية كبيرة مع "الخطر" الكوري الشمالي، وأوضح أنها ربما تتخذ في المستقبل خطوات استباقية ضمن العقيدة العسكرية الجديدة ربما تشمل ضرب قواعد الصواريخ في كوريا الشمالية، حيث بادرت على الفور بنشر بطاريات دفاع صاروخي ومدمرتين في بحر الصين.

وفي سول أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن مسؤولين عسكريين أميركيين وكوريين جنوبيين قرروا بدء محادثات رسمية لنشر نظام دفاعي أميركي مضاد للصواريخ في شبه الجزيرة الكورية.

وكان مسؤولون عسكريون قالوا إن هناك حاجة لنشر نظام متطور يسمى نظام الدفاع الجوي للارتفاعات العالية (ثاد) في كوريا الجنوبية التي تواجه تهديدات بسبب البرنامج الصاروخي لجارتها الشمالية، والذي يزداد تطورا يوما بعد يوم.

وترى واشنطن أن منظومة الصواريخ هذه سلاح ردع أساسي لبرنامج الصواريخ البالستية الكوري الشمالي، بينما تعتبره روسيا والصين ضربة لاستقرار المنطقة يمكن أن تطلق سباق تسلح.

وقد أعلن التلفزيون الكوري الشمالي الرسمي اليوم الأحد نجاح إطلاق صاروخ بعيد المدى لوضع القمر الصناعي كوانغ ميونغ 4 في مداره لمراقبة الأرض بأمر من الرئيس كيم جونغ أون، وأكد التلفزيون أن كوريا الشمالية ستواصل إطلاق الأقمار الصناعية في المستقبل.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إن الصاروخ أطلق في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد، من قاعدة إطلاق صواريخ في شمال غرب كوريا الشمالية.

وبحسب وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية، فإن مدى الصاروخ يصل إلى أكثر من عشرة آلاف كيلومتر، مما يعني إمكانية وصوله إلى الأراضي الأميركية.

من جانبها، قالت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (أن أتش كاي) إن الصاروخ الذي أطلقته كوريا الشمالية اليوم الأحد تفكك إلى قطع بعد فترة وجيزة من إطلاقه، وسقطت أجزاء منه في البحر الأصفر وفي بحر شرق الصين وفي المحيط الهادي.