الثلاثاء 2020/04/21

كورونا يهدد مبادلة الأسرى وخطة السلام الأمريكية في أفغانستان

قالت مصادر مطلعة مساء الاثنين إن تفشي جائحة فيروس كورونا يهدد بتبديد الجهود الأمريكية لإنهاء الحرب الدائرة في أفغانستان إذا توفي سجناء من حركة طالبان ومن المؤيدين للحكومة قبل أن تتم مبادلتهم.

وقال مصدران إن إبقاء خطة السلام الأمريكية في مسارها يتطلب السرعة مع اقتراب موسم القتال في الربيع نظرا لأن تصاعد العنف قد يزيد من صعوبة احتواء انتشار مرض كوفيد-19 الناتج عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

ورغم أن الجائحة عطلت عمل مبعوثين أمريكيين آخرين، فقد سافر زلماي خليل زاد المبعوث الأمريكي الخاص لأفغانستان الأسبوع الماضي إلى الدوحة، حيث تقيم طالبان مكتبا لها، وإلى إسلام أباد بعد زيارة وزير الخارجية مايك بومبيو للدوحة وكابول يوم 23 آذار الفائت.

وقال مصدر مطلع طلب عدم الكشف عن هويته ”إذا ... أصيب عدد كبير من أسرى أي من الطرفين بالعدوى أو توفوا في السجن بسبب التفشي، سيتحول الأمر إلى قضية إنسانية وستزداد صعوبة المفاوضات بين الأفغان“.

ويؤكد سفر خليل زاد وبومبيو أثناء تفشي فيروس كورونا مدى شدة قلق واشنطن من انهيار جهود الرئيس دونالد ترامب لسحب قواته من أفغانستان، مما يحرمه من تحقيق نصر في مجال السياسة الخارجية قبل الانتخابات الرئاسية المقررة يوم الثالث من تشرين الثاني القادم.

وقال دبلوماسي غربي طلب عدم نشر اسمه ”قدومهما إلى المنطقة إشارة واضحة على أن الرئيس لا يريد أن ينهار الاتفاق تحت أي ظرف“.

ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية على طلب للتعليق.

و أبرمت الولايات المتحدة اتفاقا مع طالبان يوم 29 شباط الفائت لسحب القوات الأمريكية بعد تدخل استمر أكثر من 18 عاما.

ودعا الاتفاق إلى أن تفرج الحكومة عن نحو خمسة آلاف سجين من طالبان وتفرج الحركة عما يصل إلى ألف أسير من الحكومة بحلول العاشر من آذار حيث كان من المنتظر بدء مفاوضات سلام بين الحركة ووفد أفغاني يضم مسؤولين من حكومة كابول.

لكن الحركة طالبت بالإفراج عن الخمسة آلاف سجين قبل مشاركتها في المحادثات، وكثفت هجماتها على قوات الأمن الأفغانية. ورفض الرئيس أشرف غني، الذي لم تكن حكومته طرفا في الاتفاق، طلب الحركة.

وفي الوقت نفسه تفشى فيروس كورونا في أفغانستان حيث بلغ عدد الإصابات المؤكدة قرابة 1000.

وقال مسؤول أفغاني كبير سابق إن خليل زاد أبلغ المسؤولين الأفغان بأنه يشعر بقلق بالغ من إمكانية أن يقوض وباء كورونا عملية السلام التي تقودها الولايات المتحدة إذا انتشر في السجون.

وأشار خبير من خارج الحكومة الأمريكية إلى أن دولا كثيرة أفرجت عن سجناء بسبب المرض، وقال إن هذا يمكن أن يكون سبيلا لحفظ ماء الوجه لغني وطالبان للتعجيل بإطلاق سراح السجناء.