الأثنين 2020/02/24

كورونا يتمدد.. و”الصحة العالمية” تحذّر من السيناريو الأسوأ

حضّت منظمة الصحة العالمية دول العالم، اليوم الإثنين، على الاستعداد لـ"وباء عالمي محتمل" في وقت دفع فيه تسجيل إصابات ووفيات جديدة في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، إلى جهود أكثر صرامة لاحتواء فيروس كورونا الجديد.

وواصل عدد الوفيات في الصين ارتفاعه مع تأكيد 150 وفاة إضافية، ما رفع العدد الرسمي للوفيات إلى نحو 2600.

وتصرّ السلطات الصينية على أنها احتوت الفيروس، مشيرة إلى تراجع معدّلات الإصابات بفضل إجراءات إغلاق وحجر صحي في بؤرة تفشي المرض أو محيطها.

لكن انتشار الفيروس تسارع في أجزاء أخرى من العالم خلال الأسبوع الماضي، لتظهر بؤر جديدة في إيران وكوريا الجنوبية وإيطاليا.

وأُعلنت وفيات في كل من هذه الدول، بينما سجّلت أفغانستان والبحرين والكويت وأفغانستان والعراق وسلطنة عمان أولى الإصابات بالفيروس لديها.

وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية "تيدروس أدهانوم غيبريسوس" إن على دول العالم "القيام بكل ما هو ممكن للاستعداد لوباء عالمي محتمل"، لكنه شدد على أن الهيئة الدولية لا تعتبر أن الوضع بلغ هذه المرحلة بعد.

وأوضح "غيبريسوس" للصحفيين في جنيف أن "الزيادة المفاجئة في عدد الإصابات في إيطاليا وإيران وكوريا الجنوبية مقلقلة للغاية"، بينما وتوقّع مسؤولون آخرون في المنظمة بقاء الفيروس "لشهور".

وأسفرت التطورات عن هبوط أسواق الأسهم وأسعار النفط العالمية بينما لجأ المستثمرون إلى الذهب كملاذ آمن.

وعزّزت السلطات جهودها لاحتواء تفشّي الفيروس، فسعت لإغلاق حدودها وأصدرت أوامر للناس بالتزام منازلهم ومنعت سفرهم.

لكن خبراء حذّروا من أن الفيروس الذي أطلق عليه رسميا "كوفيد-19" سينتشر على الأرجح بسهولة أشبه بطريقة انتشار الإنفلونزا الموسمية العادية.

وقال الأستاذ المساعد في مجال علم الأحياء الدقيقة الخليوية لدى جامعة "ريدنغ" في بريطانيا سايمون كلارك: "يبدو أن الفيروس قادر على الانتقال من شخص لآخر بدون ظهور أي عوارض، ما يجعل مهمة تعقّبه صعبة للغاية، بغض النظر عمّا تقوم به السلطات الصحية".

اتهامات بالتعتيم:

وفي إيران، ارتفع عدد الوفيات جرّاء الفيروس الإثنين إلى 12 وهو العدد الأعلى خارج الصين.

وسرت مخاوف من أن الوضع في إيران قد يكون أسوأ مما أقرّته السلطات، بينما نقلت وكالة وكالة "إيلنا" الإيرانية القريبة من الإصلاحيين عن نائب في مدينة قم التي كانت الأكثر تأثّراً بالفيروس قوله إن 50 شخصاً توفوا فيها بالفيروس القاتل.

ونفت الحكومة الإيرانية التقرير، متعهّدة الشفافية، ومع ذلك، لم تتحدث السلطات إلا عن 64 إصابة في إيران، وهو عدد صغير بالنسبة لعدد الوفيات، ما قد يعني معدل الوفيات قد يكون مرتفعا جداً.

وفي الصين، توفي 2592 شخصاً من أصل 77 ألف إصابة.

وشهدت كوريا الجنوبية ارتفاعاً سريعاً في عدد الإصابات منذ أن ظهرت مجموعة من الإصابات وسط طائفة دينية في مدينة دايغو (جنوب) الأسبوع الماضي.

وتم تسجيل أكثر من مئتي إصابة وحالتي وفاة إضافيتين في كوريا الجنوبية الإثنين، ما رفع إجمالي عدد الإصابات إلى أكثر من 830، وهو أكبر عدد حتى الآن يتم تسجيله خارج الصين.

وتوفي ثمانية أشخاص بالفيروس في كوريا الجنوبية حيث أعلن الرئيس "مون جاي" رفع درجة التأهّب من الفيروس إلى أعلى درجة (أحمر).

تأجيل مباريات كرة قدم وعروض أزياء:

وازدادت المخاوف كذلك في أوروبا، مع إعلان إيطاليا عن حالتي وفاة جديدتين الإثنين، ليرتفع المجموع إلى خمسة.

وأصيب أكثر من 200 شخص في إيطاليا حيث تم تأجيل عدة مباريات لكرة القدم ضمن دوري الدرجة الأولى الإيطالي في عطلة نهاية الأسبوع .

وتم كذلك تعليق مهرجان "فينيسيا" الشهير، فيما ألغيت عدة عروض أزياء ضمن أسبوع الموضة في ميلانو.

وصدرت أوامر لأكثر من 50 ألف شخص في نحو عشر بلدات في شمال إيطاليا بالتزام منازلهم بينما أقامت الشرطة نقاط تفتيش لتطبيق الحظر.

وقال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي إن السكان قد يواجهون إجراءات حظر تستمر لأسابيع.

تداعيات اقتصادية:

ويؤثّر الفيروس بشكل متزايد على الاقتصاد العالمي، مع إغلاق العديد من المصانع في الصين أو انخفاض عدد العاملين فيها بسبب إجراءات الحجر الصحي.

وحذّر صندوق النقد الدولي، أمس الأحد، من أن الفيروس يشكل تهديداً للتعافي "الهش" أصلاً للاقتصاد العالمي، بينما أشار البيت الأبيض إلى أن إغلاق شركات ومصانع في الصين سيؤثّر على الولايات المتحدة.

وأرجأت الصين إلى أجل غير مسمى الإثنين الاجتماع السنوي لبرلمانها بسبب فيروس كورونا، لأول مرة منذ الثورة الثقافية في ستينات القرن الماضي.