الجمعة 2020/06/12

غضباً على وزير الداخلية الفرنسي.. الشرطة ترمي الأصفاد- (صور وفيديو)

تعبيراً عن غضبهم حيال التصريحات الأخيرة لوزير الداخلية كريستوف كاستنانير التي شدد فيها على عدم التساهل مع العنصرية في صفوف الشرطة بالتزامن مع تصاعد حالة الغضب الشعبي تنديداً بـ التصرفات ‘‘العنيفة’’ لبعض رجال الأمن، قام عناصر من الشرطة يوم أمس، في عدة مدن فرنسية، بوضع الأصفاد التي يقيد بها الأشخاص على الأرض كنوع من الاحتجاج على موقف الحكومة الذي عبر عنه وزير الداخلية.

أتت هذه الخطوة الرمزية بالتزامن مع اللقاءات التي بدأها وزير الداخلية الفرنسي يوم أمس الخميس مع نقابات الشرطة الفرنسية، لتهدئة حالة الغضب داخل هذه المؤسسة الأمنية الحساسة وطمأنة موظفيها، وذلك بعد تصريحات الوزير التي جاءت استجابة للمسيرات الاحتجاجية المناهضة للعنصرية وعنف الشرطة في فرنسا التي نظمها آلاف الأشخاص في باريس ومارسيليا ومدن أخرى، كردة فعل على وفاة الأمريكي ذي البشرة السوداء جورج فلويد في الولايات المتحدة الأمريكية خنقاً تحت ركبة شرطي أبيض، والتي أعادت إلى الواجهة قضية والوفاة الغامضة للشاب الفرنسي ذي البشرة السوداء آداما تراوري خلال توقيفه من قبل الشرطة عام 2016.

هذا الغضب الشعبي المتصاعد ضد ‘‘عنف الشرطة’’ في فرنسا، دفع وزير الداخلية كاستانير هذا الأسبوع إلى الإعلان أنه لن يتم التسامح إطلاقا مع العنصرية في صفوف الشرطة، قائلاً في مؤتمر صحافي إنه ‘‘سيتم النظر بشكل منهجي في الوقف عن العمل إذا كان هناك اشتباه بفعل أو تصريح عنصري لأحد عناصر الشرطة.

وأضاف الوزير، خلال المؤتمر الصحافي ذاته أنه ‘‘سيتم التخلي عن طريقة ‘‘الخنق’’ أي القبض على شخص من رقبته، موضحاً أنه لن يتم تدريسها بعد الآن في مدارس الشرطة والدرك بفرنسا، باعتبار أنها طريقة تنطوي على مخاطر، على حد قوله.

وحاول فيه رئيسُ الحكومة إدوار فيليب، بدوره، إخماد هذا الجدل المتصاعد حول عنف الشرطة، حيث قام يوم الثلاثاء المنصرم بزيارة مركز للشرطة في ضاحية باريس وجمعية مدنية تنشط ضد العنصرية في ضواحي العاصمة الفرنسية أيضا.

وحرص فيليب على التذكير بأهمية جهاز الشرطة، قائلا إن ‘‘الفرنسيين وحكومتهم مدينون بالاحترام والثقة لعناصر الشرطة والدرك الذين يقفون في الخط الأمامي لحماية جميع المواطنين ويواجهون التوتر والتهديد والمخاطر’’. لكنه شدد في الوقت نفسه على أنه ‘‘من واجب الفرنسيين أيضا يكونوا متطلبين حيال الشرطة’’

من جانبه، ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ‘‘العنصرية والتمييز’’، واصفاً إياهما بــ‘‘الوباء الذي يعدّ خيانة للميثاق الجمهوري’’. لكنه دافع في الوقت ذاته عن الشرطة معتبراً أنه لا يمكن انتقاد أداء غالبيتها العظمى. وشدد ماكرون خلال اجتماع مجلس الوزراء، يوم الأربعاء الماضي، على أن العنصرية آفة تطال المجتمع برمته، داعيا إلى عدم التساهل معها وتشديد التحرك ضدها العنصرية.