الخميس 2015/09/10

سجينة سابقة لدى إيران: الاتفاق النووي صفقة رابحة للجميع

دعت سجينة أمريكية سابقة لدى السلطات الإيرانية، الحكومة الأمريكية إلى قبول الاتفاق النووي مع إيران معتبرة إياه "صفقة رابحة للجميع".

وقالت "سارة شورد" التي اعتقلتها السلطات الإيرانية 410 يوماً عام 2009، لتطلق سراحها في العالم التالي "لأسباب إنسانية" إن "الاتفاقية التي توصلت إليها مجموعة 5+1 مع إيران حول برنامجها النووي هي صفقة رابحة للجميع".

وأضافت في مقابلة خصت بها الاناضول "أنه من مصلحة الجميع أن يتم نزع فتيل هذا العداء الذي استمر عقوداً (بين الولايات المتحدة وإيران)، بيد أن حقوق الإنسان لاتزال مشكلة كبيرة في إيران".

وشددت "شورد" على ضرورة استمرار واشنطن في الضغط على طهران، مضيفة "نريد أن نتأكد أن طريق التطبيع بين البلدين لن يحدث دون مطالبات كثيرة تتعلق بحقوق الإنسان، وبما في ذلك الرهائن (السجناء) الأمريكيين الثلاثة والذين يحتمل أن يكونوا أربعة يتم اعتقالهم هناك، والذين لم يرتكب أي منهم أي خطأ، أو اقترف أي جريمة يستحقوا أن يكونوا هنالك (في السجون الإيرانية) بسببها".

وتحتجز إيران كل من ضابط البحرية السابق "أمير حكمتي"، الذي تم تخفيف حكمه من الإعدام إلى 10 سنوات سجن بتهمة التجسس لصالح وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، والقس "سعيد عابديني"، المسجون مدة ثماني سنوات بتهمة إخلاله بالأمن القومي جراء اجتماعه بعوائل مسيحية في بيوتها الخاصة، و"جيسون رضايان"، مدير مكتب الواشنطن بوست في طهران بتهمة التجسس ونشر دعاية مضادة للنظام في إيران.

وإضافة إلى هؤلاء تطالب الولايات المتحدة السلطات الإيرانية بإعادة "روبرت ليفينسون"، الضابط السابق في مكتب المباحث الفيدرالية والذي اختفت آثاره اثناء زيارته لجزيرة كيش في إيران.

وكانت "شورد" تجتاز الحدود العراقية الإيرانية مع اثنين من اصدقائها هما "شين بوير"، و"جوشوا فتال" في إقليم شمال العراق، عندما القت القبض عليهم السلطات الايرانية عام 2009 بتهمة التجسس، التي لم يمكن مطابقتها مع الأدلة.

وتعتبر قضية السجناء الأمريكيين التي تحتفظ إيران بهم محتجزين على اراضيها، إحدى القضايا التي استخدمها رافضو الاتفاقية النووية مع إيران من الجمهوريين ضد الرئيس الأمريكي، بحجة أنه لم يستخدم المفاوضات للضغط على إيران لإطلاق سراح هؤلاء السجناء.

وهذا ما عبر عنه أكثر المرشحين الجمهوريين شعبية، الملياردير الأمريكي "دونالد ترمب" بالقول "لدينا أربعة سجناء هناك (في إيران)، كان يجب أن نخبرهم (السلطات الإيرانية)، بضرورة إطلاق سراحهم، لم يكن عليهم أن يكونوا هناك أساساً".

إلا أن "شورد" تختلف مع "ترمب" في رؤيته، فهي تحذر من ربط مصير السجناء بالاتفاقية النووية "لأنه إذا لم تمض (الاتفاقية)، فعندها ستكون العواقب وخيمة لهم".

وتابعت قائلة "هذا يعني أنه قد لايطلق سراحهم أبداً"، معربة عن ثقتها من أن المسؤولين الأمريكيين "فعلو ما في وسعهم"، لإطلاق سراح المعتقلين الأمريكيين.

وبينت أن نجاح الاتفاقية قد يزيد فرص إطلاق سراح هؤلاء السجناء، مضيفة "أنها (الاتفاقية) بكل تأكيد بشارة خير للأمريكيين الذين لازالوا هناك (لدى السلطات الإيرانية)، واتمنى أن تحمل خيراً لكل السجناء السياسيين من الإيرانيين الذين تصدوا لقضايا حقوق الأنسان والديمقراطية في البلاد".

وتوصلت إيران ومجموعة (5+1) التي تضم الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا، في 14 تموز/ يوليو الماضي، إلى اتفاق حول برنامج طهران النووي، بعد أكثر من عشر سنوات من المفاوضات المتقطعة.

ويمنح الاتفاق الحق لمفتشي الأمم المتحدة، بمراقبة وتفتيش بعض المنشآت العسكرية الإيرانية، وفرض حظر على توريد الأسلحة لإيران لمدة خمس سنوات، مقابل رفع عقوبات مفروضة على طهران.