الأحد 2017/10/01

تيلرسون يعلن فتح “قنوات اتصال” مع بيونغ يانغ لتحديد مدى استعدادها للتحاور

أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أمس السبت من بكين أن الولايات المتحدة فتحت "قنوات اتصال" مع كوريا الشمالية لتحديد مدى استعداد نظامها لاجراء حوار حول التخلي عن برنامجه للأسلحة النووية.

وصرّح تيلرسون للصحافيين "نحن نختبر، فابقوا مترقبين". وأضاف "نحن نسأل. لدينا خطوط اتصال مع بيونغ يانغ. لسنا في وضع ظلامي ولا في تعتيم، لدينا قناتان أو ثلاث قنوات مفتوحة مع بيونغ يانغ".

وقال "بامكاننا التحدث معهم، ونحن نفعل ذلك".

لكن الخارجية الأميركية أعلنت لاحقا أن النظام الكوري الشمالي لم يظهر أي رغبة في اجراء حوار حول التخلي عن أسلحته النووية رغم فتح قنوات اتصال.

وقالت هيذر نويرت الناطقة باسم الخارجية "رغم التطمينات إلى أن الولايات المتحدة غير راغبة في الدفع نحو تقويض النظام الحالي، أو السعي إلى تغيير النظام، أو تسريع توحيد شبه الجزيرة الكورية، او تحريك قوات شمال المنطقة المنزوعة السلاح، فان مسؤولي كوريا الشمالية لم يظهروا أي مؤشر إلى رغبتهم أو استعدادهم لاجراء حوار بخصوص نزع السلاح النووي".

وجاءت تصريحات تيلرسون إثر محادثات اجراها في بكين مع مسؤولين صينيين في مقدمهم الرئيس شي جينبينغ لبحث الجهود لوقف البرنامج النووي لكوريا الشمالية والتحضير لزيارة الرئيس دونالد ترامب في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

من جهته، قال الرئيس الصيني خلال استقباله الوزير الأميركي في أجواء ودية "أنا واثق بأن زيارته (ترامب) ستكون خاصة ورائعة وناجحة".

وهذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها ترامب للصين بعدما كان هاجمها العام الفائت خلال حملته الانتخابية متهما اياها خصوصا ب"سرقة" ملايين الوظائف في الولايات المتحدة.

وذكر شي بأنه التقى نظيره الأميركي مرتين إحداهما في مقر إقامة ترامب في فلوريدا وتبادل معه عددا من الرسائل والاتصالات الهاتفية.

وقال "أقدر كلا من هذه الاتصالات. لقد بذلنا جهودا لافتة لتطوير العلاقات الصينية الأميركية. لقد طورنا علاقة عمل جيدة وصداقة شخصية".

ورد تيلرسون أن العلاقة بين البلدين "تنضج أكثر فاكثر بفضل قوة العلاقة بينكم وبين الرئيس ترامب". وأضاف "نأمل بأن نطور هذه العلاقة في شكل أكبر خلال القمة المقبلة".

وتاتي زيارة وزير الخارجية الأميركي على خلفية تحسن العلاقات بين واشنطن وبكين بعدما هيمن عليها التهديد الكوري الشمالي بعد شهر من تجربة نووية قوية لبيونغ يانغ.

لكن أيا من الرجلين لم يتطرق إلى الملف الكوري الشمالي في ملاحظاته الأولية قبل أن يغادر الصحافيون القاعة. والأمر نفسه حصل خلال اجتماع تيلرسون بنظيره الصيني وانغ يي في وقت سابق السبت.

كان تيلرسون صرح قبيل مغادرته واشنطن "ولكن كوريا الشمالية ستكون بالتأكيد أحد الموضوعات المطروحة".

وأوضح أنه سيبحث مع الجانب الصيني "نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية" إضافة إلى التجارة والاستثمار، بحسب الخارجية الأميركية.

وفي الأشهر الأخيرة، اتهمت إدارة ترامب الصين علنا بعدم بذل جهود كافية للضغط على بيونغ يانغ للتخلي عن طموحاتها النووية، علما بأن بكين هي أخر شريك تجاري كبير لكوريا الشمالية.

لكن اللهجة الشديدة تراجعت أخيرا بعدما وافقت بكين على الرزمة الجديدة من العقوبات على كوريا الشمالية والتي فرضها مجلس الأمن الدولي.

- "خطوات هائلة" -

وتطبيقا للقرارات الأممية، أعلنت وزارة التجارة الصينية الخميس أن الشركات الكورية الشمالية العاملة في الصين يجب أن تغلق أبوابها بحلول كانون الثاني/يناير.

كذلك، أكد العملاق الآسيوي الذي يصدر القسم الأكبر من النفط الخام الذي يستهلكه الكوريون الشماليون، الأسبوع الفائت أنه سيحد في شكل كبير من صادراته من المنتجات النفطية.

وفي ضوء ذلك، رحبت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيثر ناورت هذا الأسبوع بهذا "التقدم" معتبرة أن الصين "خطت خطوات هائلة في الاتجاه السليم".

بدوره، أشاد ترامب بخطوات بكين للمرة الثانية في أقل من أسبوع لكونها "قطعت أي صلة مصرفية" ببيونغ يانغ الأمر الذي كان "غير ممكن قبل شهرين فقط".

غير أن التباين بين الطرفين مستمر، فالدبلوماسية الصينية لا تزال تطالب بحل "سلمي" وترفض الحرب الكلامية بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون.

وفي السياق نفسه، تواصل بكين الدفاع عن مبدأ الوقف المتزامن للتجارب البالستية والنووية لبيونغ يانغ وللمناورات العسكرية الأميركية الكورية الجنوبية، لكن واشنطن لا تزال ترفض هذا الحل.

وترفض الصين أيضا أي تدخل في شبه الجزيرة المحاذية لحدودها في حين لا يستبعد ترامب "الخيار العسكري" وصولا إلى تهديد نظام كيم جونغ أون ب"الدمار الكامل".

والسبت، كتبت صحيفة غلوبل تايمز الصينية الرسمية في افتتاحية "يبدو أنه هناك توجهين في المجتمع الدولي بالنسبة إلى نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة: سحق كوريا الشمالية أو التفاوض معها لتشعر بأنها في أمان أكبر. الصين وروسيا تفضلان الخيار الأخير".