السبت 2020/01/25

تفاقم أزمة “فيروس كورونا” يجبر الجيش الصيني على نشر أطبائه في منطقة الوباء

نشر الجيش الصيني السبت أطباءه في منطقة تفشي فيروس كورونا المستجدّ الذي ارتفعت حصيلة ضحاياه في حين وصل إلى أوروبا مع تسجيل ثلاث حالات إصابة مؤكدة في فرنسا.

وبين هذه الحالات الثلاث، زارت اثنتان على الأقل الصين مؤخراً، بحسب السلطات الصحية الفرنسية. ويتلقى هؤلاء العلاج في مستشفيات في باريس وبوردو (جنوب غرب) بعد عزلهم، وبالإضافة إلى الحالات المسجلة في دول آسيوية ولاسيما في اليابان وتايلاند، تم الإبلاغ عن حالة إصابة ثانية في الولايات المتحدة.

وينتشر الوباء بسرعة في بلده الأصلي، مع تسجيل 1300 إصابة بينها 41 حالة قاتلة حتى السبت. ودخلت الصين في السنة القمرية الجديدة، وهو عام الفأر، في ظلّ انتشار فيروس كورونا الذي بدأ في كانون الأول/ديسمبر من مدينة ووهان التي وُضعت بحكم الأمر الواقع تحت الحجر الصحي.

وأعلنت سلطات ووهان أنها ستحظر حركة السير غير الضرورية اعتباراً من منتصف ليل الأحد (16,00 ت غ) في المدينة التي تعدّ 11 مليون نسمة، بينما مُنعت القطارات والطائرات من مغادرة المدينة منذ الخميس.

وبالإضافة إلى ووهان، صارت عملياً كل مقاطعة هوباي مقطوعة عن العالم، ما يرفع عدد السكان المعزولين إلى أكثر من 56 مليون نسمة،

من جهته.. أرسل الجيش إلى المنطقة المحظورة ثلاث طائرات أنزلت مساء الجمعة 450 طبيباً عسكرياً وعاملين آخرين في المجال الطبي لدى بعضهم خبرة في مكافحة وباء إيبولا وسارس، وهو مرض مماثل لفيروس كورونا المستجدّ أودى بحياة 650 شخصاً في الصين القارية وهونغ كونغ بين عامي 2002 و2003.

ومن المفترض أن يتمّ توزيع الأطباء العسكريين في مستشفيات المدينة التي تستقبل عدداً كبيراً من المصابين بالالتهاب الرئوي الفيروسي، وفق ما ذكرت وكالة الصين الجديدة.

وباشرت السلطات الصينية بعد اكتظاظ المستشفيات في بناء مستشفى مخصّص لاستقبال ألف مصاب بالفيروس في غضون عشرة أيام، ويُفترض أن يفتح أبوابه في الثالث من شباط، وفق وسائل إعلام رسمية.

وأفادت لجنة الصحة الوطنية أنه سيتمّ وضع محطات للكشف عن الإصابات وسيُنقل الركاب الذين لديهم أعراض التهاب رئوي "فوراً" إلى مركز صحي.

وتتزايد حصيلة الوفيات يومياً فقد ارتفعت إلى 41 السبت بعد أن كانت 26 الجمعة فيما ارتفع عدد الإصابات من 830 إلى 1287، ومن بين مجموع الإصابات، تُعد 237 حالة على أنها "حرجة"، وفق السلطات الصحية، التي أكدن أن معظم المصابين الذين قضوا حتى الآن هم إما فوق 65 عاماً أو يعانون من أمراض سابقة.

من جهة أخرى.. أُعلن عن أول ثلاث إصابات في أوروبا الجمعة في فرنسا، وعلّقت وزيرة الصحة الفرنسية أنييس بوزان على الأمر بالقول "لدينا اليوم أولى الحالات الأوروبية، على الأرجح لأننا أجرينا الفحوص بسرعة وكنّا قادرين على كشفها"، وأشارت وزارة الخارجية إلى أن باريس "تعتزم" تأمين حافلات ليتمكن الفرنسيون الموجودون في ووهان من مغادرتها.

وفي آسيا، أُعلن عن وجود إصابات في هونغ كونغ وماكاو وتايوان وكذلك في كوريا الجنوبية واليابان وتايلاند وسنغافورة وفيتنام، بينما أعلنت هونغ كونغ السبت حال الطوارئ الصحية الأقصى على أراضيها بهدف تعزيز اجراءات مكافحة انتشار الوباء.

وتمّ تأكيد وجود إصابة ثانية في الولايات المتحدة حيث أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بجهود بكين لمحاولتها احتواء انتشار الفيروس.

من جانبه قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدة على تويتر "الصين تعمل بجدّ لاحتواء فيروس كورونا، والولايات المتحدة تُقدّر حقًا جهودهم وشفافيّتهم"، مبديًا قناعته بأنّ الأمور "ستسير على ما يرام"، مضيفاً "باسم الشعب الأميركي، أريد أن أشكر خصوصاً الرئيس شي" جينبينغ".

يشار إلى أن منظمة الصحة العالمية تتهم الصين بعدم الإبلاغ عن أولى حالات إصابة، الأمر الذي فاقم الأزمة.