الثلاثاء 2019/07/30

بنغلادش.. محادثات الروهينغا وميانمار تصل إلى طريق مسدود

رفض اللاجئون الروهينغا في بنغلادش، مقترحاً تقدمت به حكومة ميانمار، يقضي باعتبارهم "مواطنين أجانب" لدى عودتهم إلى البلاد.

وقال موقع "ديلي ستار" البنغالي، إن الرفض يأتي على خلفية تصريحات لوزير خارجية ميانمار، يو مينت ثو، خلال لقائه مع ممثلين من لاجئي الأقلية المسلمة، قال فيها إن حكومة بلاده ستدرس معاملة الروهينغا، عندما يعودون إلى مناطقهم، على أنهم "مواطنون أجانب".

وكانت مقاطعة "كوكس بازار" جنوب بنغلادش، استضافت السبت الماضي محادثات استمرت يومين، بين وفد ميانمار برئاسة وزير خارجيتها، وممثلين من لاجئي الروهينغا.

وفي تصريحات إعلامية نقلها الموقع نفسه، قال مهيب الله، ممثل لاجئي الروهينغا، إن الوفد الحكومي لميانمار لم يأت بجديد، بل قدّم نفس المقترحات القديمة. وأضاف أنه "لن يعود أي روهنغي إلى ميانمار، ما لم يضمن الحصول على حق المواطنة".

ونقلت وكالة الأناضول عن "ناي سان لوين" منسق حملة "تحالف الروهينغا الحر" (منظمة أهلية)، موقف حكومة ميانمار بشأن المواطنة ومطالبها قبل إعادة الروهنغيا إلى بلادهم. وقال لوين للوكالة: "كان هناك نوعان من بطاقات التعريف بالشخصية، نوع خاص بالمواطنين وآخر خاص بالأجانب" مضيفًا أنه "لغاية 1982 كان الروهينغا يحملون النوع الأخير". وشدد على رفضه لمقترح ميانمار بشأن الأقلية التي تصفها الأمم المتحدة بأنها "الأكثر اضطهادًا بالعالم".

وتابع أن "المقترح الذي قدمه وزير خارجية ميانمار غير مقبول بتاتًا. الروهينغا لن تتنازل أبدًا وتقبل بذلك النوع من المواطنة الذي يمنحه صفة مواطن أجنبي".

وأوضح أن "الشعب الروهينغي هو جماعة عرقية من السكان الأصليين لإقليم أراكان في ميانمار". وأردف: "جعلُنا أجانب من خلال عرض صفة مواطنين أجانب، يعني محونا من الوجود والتاريخ". واستطرد: "ما نطالب به هو المواطنة الكاملة والحقوق العرقية والحماية الدولية"، داعيًا حكومة ميانمار إلى التوقف عن "اختلاق الحكايات والقصص".

كما نقلت وكالة الأناضول عن "محمد عبد الكلام" مفوّض شؤون الإغاثة والترحيل في بنغلادش، قوله إن "ممثلي الروهينغا قدموا مطالب مفصلة لمسؤولي ميانمار لتسهيل إعادتهم إلى وطنهم".

وأضاف: "من جانبنا نقوم نحن بتوفير كل أشكال الدعم الممكن لتحقيق عودة الروهينغا. تريد بنغلادش إطلاق عملية إعادتهم وهذا أمر مهم بالنسبة لكل الأطراف المعنية بأزمة الروهينغا".

وذكر "عبد الكلام" أن وزارة الخارجية البنغالية ستبحث مع ميانمار أي قضايا تتعلق بجنسية لاجئي الروهينغا المهجّرين إذا لزم الأمر.

ووقعت بنغلادش وميانمار، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، اتفاقًا لإعادة اللاجئين الروهينغا، ولكن في الشهر نفسه من العام التالي، توقفت أول عملية إعادة مقررة، إذ أعرب اللاجئون عن عدم استعدادهم للعودة إلى وطنهم، ووصفوها بأنها عودة "غير آمنة".

وتعتبر حكومة ميانمار أقلية الروهينغا المسلمة "مهاجرين غير نظاميين" من بنغلادش، ومنذ 25 أغسطس/ آب 2017، يشن الجيش في ميانمار ومليشيات بوذية حملة عسكرية ومجازر وحشية ضد الروهينغا في إقليم أراكان غرب ميانمار، أسفرت عن مقتل الآلاف من الأقلية المسلمة، إضافة إلى لجوء أكثر من مليون شخص إلى بنغلادش.