الأحد 2021/10/24

بمشاركة 22 مروحية و500 جندي.. اعتقال أكبر تاجر مخدرات في كولومبيا

 

في أكبر عملية أمنية نفذتها قوى الأمن، تمكنت السلطات الكولومبية من إلقاء القبض على أبرز تجار المخدرات في البلاد والمطلوب رقم 1 للسلطات التي تطارده منذ قرابة الـ10 أعوام، ويدعى دايرو أنطونيو أوسوغا، الملقب بـ"أوتونيل".

أطلق على عملية اعتقال "دايرو أوتونيل" التي تمت في بلدة "نيكوكلي" شمال غربي كولومبيا بالقرب من الحدود مع بنما، اسم عملية "أوزوريس"، حيث انتشر نحو 500 جندي تدعمهم 22 طائرة هليكوبتر من قوات الشرطة والجيش بجانب القوات الخاصة.

ويرأس دايرو أنطونيو أوسوغا البالغ من العمر 50 عاماً، عصابة "ديل غولفو" الأكثر خطورة في كولومبيا، الأمر الذي يعدّ إنجازاً كبيراً لحكومة أبرز دول أمريكا اللاتينية المصدّر الرئيسي للكوكايين في العالم.

عملية أمنية ضخمة

 

في أعقاب العملية الأمنية المعقدة التي شارك فيها نحو 500 جندي تدعمهم 22 طائرة هليكوبتر من قوات الأمن والجيش الكولومبي، نشرت وسائل الإعلام المحلية والعالمية يوم السبت صوراً لـ"أوتونيل" زعيم أخطر العصابات الإجرامية في كولومبيا مكبل اليدين ومحاطاً بالجنود، نقلاً عن القوات المسلحة الكولومبية.

من جانبه، وصف الرئيس الكولومبي إيفان دوكا عملية اعتقال "أوتونيل" بأنها "أكبر ضربة لتهريب المخدرات في القرن الحالي"، وقال: "لا يمكن مقارنتها إلا بسقوط بابلو إسكوبار في التسعينيات".

ويشار إلى أن العملية أطلق عليها اسم "أوزوريس" المعروف باسم حاكم العالم السفلي وقاضي الموتى في الأساطير اليونانية القديمة.

وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة الكولومبية كانت قد رصدت مبلغ 800 ألف دولار أمريكي مكافأة لمن يدلي بمعلومات عن مكانه، فيما أعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يساعدها في القبض عليه.

يُذكر أنّ السلطات الكولومبية كانت قد شنت العديد من العمليات الأمنية الضخمة بغرض اعتقاله خلال السنوات الماضية، إلا أنّ الحظ لما يحالفها سوى في العملية الأخيرة، والتي تمكنت من خلاها من استهداف العصابة بقوة لم تعهدها من قبل، الأمر الذي أجبر العديد من الأعضاء البارزين على الاختباء في مناطق نائية في الغابة، والدفع بـ "أوتونيل" للذهاب إلى مخبئه الريفي في مقاطعة "أنتيكوا" الواقعة شمالي غرب كولومبيا.

العصابة الأخطر منذ رحيل إسكوبار

تولى أوتونيل زعامة عصابة "ديل غولفو"، بعد موت شقيقه خوان دي ديوس، الذي قتلته قوات الأمن الكولومبية خلال عملية أمنية عام 2012.

وتعدّ عصابة "ديل غولفو" التي عُرفت سابقاً باسم "عصابة يوزوغا" نسبة لأخيه وقائدها السابق، إحدى أخطر العصابات الإجرامية على مستوى العالم، وفقاً لتصنيف قوى الأمن الكولومبية والسلطات الأمريكية على حد سواء.

وعلى غرار عصابة بابلو إسكوبار، الذي جرى القبض عليه ميتاً في 2 ديسمبر/كانون الأول 1993، تنشط العصابة التي يبلغ عدد أعضائها نحو 1800 عضو مسلح في العديد من المجالات، وعلى رأسها تهريب المخدرات والاتجار بالبشر والاغتيال فضلاً عن التعدين غير القانوني للذهب. كما أن العصابة لا تعمل على المستوى المحلي وحسب، بل هي فاعلة في معظم بلدان أمريكا الجنوبية بجانب إسبانيا والولايات المتحدة.

ولسنوات عديدة، سيطرت عصابة "أوتونيل" على معظم الطرق والمنافذ المستخدمة لتهريب المخدرات من كولومبيا إلى دول العالم، وبالأخص الولايات المتحدة التي كان "أوتونيل" يغرقها بأطنان من الكوكايين سنوياً.

يُذكر أنّ "أوتونيل" سيحاكم على 120 جريمة، منها عشرات جرائم القتل والاختطاف وتشكيل منظمة إجرامية وتهريب المخدرات. كما يواجه إجراءات ترحيل قد تؤدي في النهاية إلى مثوله أمام محكمة في نيويورك، نظراً للائحة الاتهام التي وجهتها إليه الولايات المتحدة في عام 2009.

بابلو إسكوبار.. بارون المخدرات الكولومبي

ولد بابلو إسكوبار لعائلة كولومبية فقيرة تعمل بالفلاحة يوم 1 ديسمبر/كانون الأول 1949، وفي أواخر ستينيات القرن الماضي بدأ إسكوبار حياته الإجرامية في التهريب، ومن ثم في الثمانينيات شارك في إنتاج وتهريب الماريغوانا والكوكايين إلى الخارج.

وبالتوازي مع ازدهار أعماله الإجرامية، أسس إسكوبار منظمة "كارتل ميديلين" الإجرامية، والتي خلال ذروة قوتها احتكرت صناعة الكوكايين وتهريبه على مستوى عالمي، حيث سيطرت المنظمة على أكثر من 80% من الإنتاج العالمي من المخدرات و75% من سوق المخدرات في الولايات المتحدة.

وفي غضون 10 سنوات فقط، تمكن إسكوبار من بناء إمبراطورية إجرامية ومالية ضخمة، لم تجعل منه أقوى رجل في المافيا الكولومبية وحسب، بل جعلت منه أغنى رجل في العالم لمدة سبع سنوات متتالية وفقاً لمجلة فوربس، وذلك بعد أن قُدرت ثروته بنحو 30 مليار دولار، قُبيل موته في 2 ديسمبر/كانون الأول 1993.

في الثمانينيات، حاول إسكوبار تلميع صورته من خلال أداء الأعمال الخيرية، والتوغل في السياسة، ليصبح في عام 1982 نائباً في البرلمان الكولومبي، إلا أنّ ذلك لم يدم طويلاً بعد سحب مقعده من قبل وزير العدل الذي اغتاله إسكوبار لاحقاً تزامناً مع إشعاله حرباً دموية طاحنة ضد الحكومة الكولومبية.

وفي عام 1991، سلم إسكوبار نفسه إلى العدالة بشرط أن يحتجز في سجن "لاكاتدرال" الفاخر، إلا أنه وبعد أن ثبت أنه ما زال يرتكب الجرائم وهو خلف القضبان، قررت الحكومة نقله إلى سجن تقليدي، الأمر الذي دفعه للهرب من السجن، والبدء برحلة هروب استمرت لقرابة 17 شهراً، انتهت بمقتله بعد عيد ميلاده الـ44 بيوم واحد.