الأثنين 2020/01/13

الولايات المتحدة تعتزم خفض وجودها العسكري بأفريقيا

صرح مسؤول عسكري بارز في واشنطن، اليوم الإثنين، أن الولايات المتحدة ترغب بخفض وجودها العسكري في أفريقيا، فيما تستضيف فرنسا رؤساء دول مجموعة الساحل الخمس، في إطار مساعيها لتعزيز القتال ضد "الجهاديين" في المنطقة.

وصرح رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي أنه "يمكن خفض الموارد وبعد ذلك نقلها، إما لزيادة استعداد القوة في أميركا القارية، أو إلى منطقة المحيط الهادئ".

وأدلى المسؤول الأمريكي بتصريحاته أثناء توجّهه لإجراء محادثات مع نظرائه بحلف شمال الأطلسي في بروكسل، كما تأتي بعد أن دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي حلف شمال الأطلسي إلى التواجد بشكل أفضل في الشرق الأوسط، وفيما يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنظرائه من مالي وبوركينا فاسو وتشاد والنيجر وموريتانيا.

وقال ميلي إن وزير الدفاع الأمريكي "مارك اسبر" لم يقرر بعد التغييرات التي سيقوم بها. وأضاف: "نعمل على صياغة خيارات لينظر فيها الوزير، ونقوم بذلك بالتنسيق مع حلفائنا وشركائنا".

وعقب مقتل 13 جندياً فرنسياً جراء تصادم مروحيتين في مالي الشهر الماضي، يرغب ماكرون في أن يجدد قادة دول الساحل علناً، دعمهم للقوة العسكرية الفرنسية التي قوامها 4500 جندي بعد تظاهرات ضدها.

وترغب واشنطن في خفض عدد جنودها المنتشرين في أفريقيا خلال السنوات القليلة المقبلة، للتركيز بشكل أكبر على مواجهة تهديدات روسيا والصين.

وينتشر نحو سبعة آلاف عنصر من القوات الخاصة في مناوبات بأفريقيا للقيام بعمليات مشتركة مع قوات محلية ضد "الجهاديين"، ولا سيما في الصومال.

ويقوم 2000 جندي آخرين بمهمات تدريب في نحو 40 بلداً أفريقياً ويشاركون في عمليات مشتركة مع قوة "برخان" الفرنسية في مالي، حيث يوفرون لها المساعدات اللوجستية.

وبين الخيارات إغلاق قاعدة طائرات مسيرة في "اغاديز" شمال النيجر، التي توفر للولايات المتحدة قدرات استطلاع كبيرة في الساحل، إلا أن كلفتها تقدر بنحو 100 مليون دولار.

وقال ميلي إنه لم يتم اتخاذ قرارات بعد، مؤكداً أن واشنطن لن تنسحب من

أفريقيا بشكل كامل، موضحاً أن "تقليص عدد الجنود لا يعني صفراً".

إلا أن المسؤولين الفرنسيين يشعرون بالقلق، حيث ذكر مصدر في الرئاسة أن الولايات المتحدة قدّمت مساهمات "لا يمكن تعويضها" لعمليات الساحل، خصوصاً في مجال الاستطلاع وتزويد الطائرات بالوقود جواً.

وقال المصدر "لن نتمكن من الحصول على هذه الأمور من شركاء آخرين في ما يتعلق بالمعلومات الاستخباراتية"، مضيفاً أن باريس ستطلع واشنطن على مخاوفها "على جميع المستويات".