الأربعاء 2021/06/30

وفاة العشرات في كندا وأمريكا بسبب “موجة حر”

تُوفي عشرات الأشخاص بشكل مفاجئ في منطقة فانكوفر في غرب كندا، وآخرون في ولايتين أميركيتين مجاورتين، ما يشكل معدل وفيات مرتفعا نسبته السلطات إلى موجة حر سجلت خلالها درجات حرارة قياسية بلغت 49,5 درجة مئوية.

وامتدت موجة الحر التاريخية إلى مدن في شمال غرب الولايات المتحدة، ما أثار تعليقات ساخرة من جانب الرئيس جو بايدن حيال المشككين في قضية المناخ.

بايدن سأل: "هل تخيل أحد أن ذات يوم أثناء مشاهدته الأخبار، سيُقال إن درجة الحرارة تتجاوز 46 درجة مئوية في بورتلاند في ولاية أوريغون؟"، مضيفا: "46 درجة، لكن لا تقلقوا، ليس هناك احترار مناخي. ليس موجوداً. إنه من نسج خيالنا".

في بورتلاند (أوريغون) وسياتل (ولاية واشنطن) المعروفتين بمناخهما المعتدل والرطب، بلغت درجة الحرارة مستويات قياسية منذ بدء تسجيل درجات الحرارة عام 1940.

وسجلت 46,1 درجة مئوية في مطار بورتلاند الاثنين و41,6 درجة مئوية في مطار سياتل، بحسب مصلحة الأرصاد الجوية الأميركية.

وقالت السلطات إن ستة وفيات على الأقل حصلت في ولايتي واشنطن وأوريغون بسبب موجة الحر التي اجتاحت المنطقة، وفقا لوسائل إعلام محلية.

ومن بين المتوفين ثلاثة رجال تتراوح أعمارهم بين 51 و 77 عاما ماتوا بعد تعرضهم لضربة شمس، واثنان آخران أصيبا بارتفاع الحرارة المفرط.

ويتسبب التغيّر المناخي بارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية ويُتوقع أن يصبح الأمر أكثر تواترا. على الصعيد العالمي، كان العقد الذي انتهى عام 2019 الأكثر حرا على الإطلاق وكانت السنوات الخمس الأخيرة الأكثر حرا أيضا.

وأعلنت الشرطة الملكية الكندية (الشرطة الفدرالية) وشرطة فانكوفر أن 134 شخصا على الأقل توفوا بشكل مفاجئ منذ يوم الجمعة، في المدينة الكندية الكبرى الواقعة على سواحل المحيط الهادئ.

وقال متحدث باسم شرطة فانكوفر ستيف أديسون في بيان "لم تشهد فانكوفر من قبل حرا كهذا وللأسف تُوفي عشرات الأشخاص".

من جهته، أشار جهاز الأطباء الشرعيين في المقاطعة إلى أنه "سجل ارتفاعا كبيرا في عدد الوفيات المُبلغ عنها" منذ نهاية الأسبوع الماضي معتبرا أن "الحرارة الشديدة لعبت دورا".

وأفاد أنه تلقى 233 بلاغا عن وفيات في المقاطعة بين الجمعة والاثنين مقابل نحو 130 في المتوسط للفترة نفسها في الفترات العادية.

وجاء في بيان للشرطة الفدرالية "نعتقد أن الحر ساهم في غالبية هذه الوفيات"، موضحا أن غالبية المتوفين مسنون.

وقال رئيس وزراء مقاطعة بريتيش كولومبيا جون هورغان في مؤتمر صحافي، "نعيش الأسبوع الأكثر حرا الذي شهده سكان المقاطعة على الإطلاق".

تجاوزت درجات الحرارة الثلاثاء في فانكوفر عتبة الثلاثين مئوية، علما أن المعدل الموسمي هو 21 درجة مئوية، فيما لم يكن بالإمكان تحمل الحرارة في الداخل.

لليوم الثالث على التوالي، سجلت بلدة ليتون الواقعة على بُعد 250 كلم شمال غرب فانكوفر، مستوى قياسيا جديدا بالنسبة لكندا، مع 49,5 درجة مئوية، بحسب مصلحة الأرصاد الجوية الكندية.

وبلغت الحرارة في منتجع ويسلر للتزلج في شمال فانكوفر، 42 درجة مئوية، بحسب المصدر نفسه.

"لم أرَ هذا من قبل"

وأكد سكان فانكوفر أنهم لم يشهدوا مثل درجات الحرارة هذه من قبل.

وقالت روزا التي لم تكشف إلا عن اسمها الأول، "لم يكن يوما (الطقس) عنيفا إلى هذه الدرجة. لم أرَ يوما هكذا من قبل". وأضافت "آمل ألا يتكرر ذلك أبدا".

ويتأسف آخرون لأن بعض السكان معرضون أكثر من غيرهم.

وقال غراهام غريدغر "أنا أتعاطف مع كبار السن وأولئك الذين يعيشون في شرق فانكوفر وليس لديهم مكان منعش للعيش فيه أو النوم".

وحذرت وزارة البيئة الكندية على موقعها الخاص بالأحوال الجوية من أن "مدة موجة الحر مقلقة، لأن فترة الاعتدال أثناء الليل قصيرة (...) موجة الحر القياسية ستزيد خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالحر".

وبالإضافة إلى مقاطعة بريتيش كولومبيا، صدرت تحذيرات من حصول موجات حر في مقاطعات تقع نحو الشرق أكثر على غرار ألبيرتا وساسكاتشوان ومانيتوبا، كذلك في جزء من أراضي مقاطعتي يوكون ونورث ويست في شمال البلاد.

وقد نفدت مكيفات الهواء والمراوح من متاجر المنطقة في حين أقيمت مراكز في المدن للاتقاء من الحر والحصول على مشروبات وألغيت حملات تلقيح ضد فيروس كورونا وأقفلت مدارس.

وتعود موجة القيظ هذه التي تسببت بحرائق غابات على جانبي الحدود الكندية الأميركية، إلى ظاهرة معروفة باسم "قبة حرارية" أذ يؤدي مرتفع جوي إلى احتباس الهواء الحار في المنطقة.