الأحد 2019/11/17

“نيويورك تايمز” تكشف وثائق حول قمع الصين للمسلمين الإيغور

أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية ، أمس السبت، بوجود وثائق مسربة تكشف تفاصيل غير مسبوقة عن حملة قمع الصين تجاه أقلية الإيغور المسلمة في إقليم شينغيانغ (تركستان الشراقية) ذاتي الحكم، غرب البلاد.

وبحسب الوثائق المكونة من 403 صفحات، التي حصلت عليها الصحيفة الأمريكية، فإن الرئيس الصيني "شي جينبينغ" أوعز لقوات الأمن بـ"عدم إظهار الرحمة مطلقًا" تجاه الأقليات.

وتضمنت التسريبات نحو 200 صفحة من الخطابات الداخلية للرئيس الصيني وزعماء آخرين، وأكثر من 150 صحفة من التوجيهات والتقارير حول إخضاع سكان الإيغور للمراقبة والتدقيق.

ومما ورد في الوثائق، أن الرئيس شي، قال أثناء تفقده فرقة تابعة لشرطة مكافحة الإرهاب، في أورومتشي، عاصمة شينغيانغ: "ينبغي أن نكون قاسين مثلهم".

كما وجّه الرئيس الصيني حزبه إلى محاكاة جوانب من السياسة الأمريكية في "حربها على الإرهاب" بعد هجمات الـ11 من سبتمبر/ أيلول.

ومشيرًا إلى الغزو الأمريكي للعراق بعد هجمات 11 سبتمبر، قال الرئيس الصيني إن بلاده "يجب أن تجعل للشعب موردًا هامًا في حماية الأمن الوطني"، وفق ما جاء في الوثائق المسربة.

كما أبرزت الوثائق كيفية استخدام الحكومة الصينية، الديكتاتورية كأداة للقضاء على "الإسلام الراديكالي" في شينغيانغ.

وفيما يخص طلاب الأقليات الذين غادروا الصين لتلقي التعليم في الخارج، ستخبرهم السلطات الصينية لدى عودتهم بأن "أقاربهم أصيبوا بفيروس التطرف الإسلامي".

وعند سؤال أولئك الطلاب عن أماكن تواجد أهاليهم، سيبلغهم المسؤولون بأن أقاربهم يخضعون لـ"العلاج بسبب تعرضهم للإسلام الراديكالي"، وذلك وفق ما تظهر الوثائق الحكومية.

وتقول الوثائق "إذا لم يخضعوا(العائلات المحتجزة) للتدريب والتأهيل، فإنهم لن يفهموا تمامًا مخاطر التطرف الديني".

وتضيف: "لا يهم العمر، كل شخص مصاب بعدوى التطرف الديني، يجب أن يخضع للتأهيل".

وأظهرت الوثائق السياسة التي تنتهجها السلطات في شينجيانغ في تلقين واستجواب الإيغور والكازاخستانيين وغيرهم من المسلمين، بغية تحويلهم إلى علمانيين وأنصار موالين للحزب.

وبحسب لجنة حقوقية تابعة للأمم المتحدة، فإن الصين تحتجز نحو مليون مسلم من الإيغور في معسكرات سرية بمنطقة "شينغيانغ" ذاتية الحكم.

ومنذ 1949، تسيطر بكين على إقليم "تركستان الشرقية"، الذي يعد موطن الأتراك "الإيغور" المسلمين، وتطلق عليه اسم "شينغيانغ"، أي "الحدود الجديدة".

وتفيد إحصاءات رسمية بوجود 30 مليون مسلم في الصين، منهم 23 مليونا من الإيغور، فيما تقدر تقارير غير رسمية عدد المسلمين بقرابة 100 مليون، أي نحو 9.5 بالمئة من السكان.

واتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، في تقرير نشرته سبتمبر/ أيلول الماضي، بكين بارتكاب "حملة ممنهجة لانتهاكات حقوق الإنسان" ضد الإيغور المسلمين في الإقليم.

وترفض بكين تلك الاتهامات وتقول إن معسكراتها في شينغيانغ هي عبارة عن "مراكز تدريب مهني".