الثلاثاء 2021/12/14

مكان مكتظ وبرد قارس.. عراقي يصف حال المهاجرين في بيلاروس

 

علق فرهاد، الكردي العراقي، في بيلاروس لثلاثة أسابيع، حاول خلالها دون جدوى عبور الحدود إلى بولندا في درجات حرارة تقل عن سالب 10 درجات مئوية.

وبالإضافة إلى الحرارة المتدنية، يقول فرهاد إن اللاجئين يواجهون حرس حدود بولنديين يقظين، و"مقالب" يجريها حرس الحدود البيلاروسي لنظرائهم البولنديين.

ويضيف فرهاد لموقع InfoMigrants المتخصص بشؤون اللاجئين، أن هناك نحو 1000 شخص يقبعون، بالإضافة إليه، في مستودع في مدينة بروزغوي البيلاروسية، وقد تلقى عدد منهم إنذارا نهائيا من السلطات البيلاروسية يقول "اذهبوا إلى بولندا أو عودوا إلى دياركم".

الذهاب إلى بولندا ليس سهلا

قام محققون بيلاروسيون يغطي بعضهم وجهه، بحسب فرهاد، بسحب جوازات سفر بعض الأشخاص لفترة قبل إرجاعها إليهم مع إنذار بإعادة كل واحد غلى بلده.

الخيار الثاني أمام هؤلاء المهاجرين هو عبور الحدود البولندية في شتاء قاس، والمخاطرة بالوقوف وجها لوجه أمام حرس الحدود، وهو ما يشكل خطرا على حياتهم.

ويقول الموقع إن "البيلاروسيين يجلبون المهاجرين أحيانا إلى نقطة ضعيفة في الحدود ويقطعون السياج للسماح للمهاجرين بالعبور" ثم "يصدرون الكثير من الضوضاء عمدا لتنبيه البولنديين".

يقول فرهاد للموقع "بالطبع، إنهم لا يفعلون هذا لمساعدتنا، ولكن فقط لإزعاج البولنديين، بعض الجنود البولنديين يضربون الناس أو يسرقون بطاقات SIM الخاصة بهم في بعض الأحيان".

يبلغ فرهاد من العمر 34 عاما، ويقول إنه لا يستطيع العودة لكردستان العراق لأنه "ساعد بتنظيم تظاهرات" ضد حكومة الإقليم، وإنه يخشى من أن يدخل السجن.

وينتظر فرهاد قرارا من الاتحاد الأوربي، كما يقول، مضيفا "الوضع رهيب هنا، نحن نعيش حرفيا متراكمين فوق بعضنا البعض وإذا أصيب شخص ما بفيروس كورونا فستكون كارثة"، مضيفا "الأطفال مرضى وهناك ما لا يقل عن 15 امرأة حوامل بيننا".

طعام غير كاف

"ليس لدينا ما يكفي من الطعام"، يقول فرهاد إنهم "يحصلون على كوب من الشاي في الصباح مع بعض الكعك، وفي الساعة الثانية ظهرا يحصلون على طبق صغير من الطعام يجب أن يكفيهم لليوم الثاني".

الاستحمام صعب جدا، يضيف النازح العراقي، مضيفا "البرد شديد للغاية في المخيم، إذا كان لدي قنينة من الماء ليلا قرب رأسي، فأنا أصحو لأجدها متجمدة".

فرنسا.. ألمانيا.. المملكة المتحدة

يتحدث فرهاد الفرنسية، كما يقول للموقع، مضيفا "عشت هناك لأربعة سنوات، وأنا أريد الذهاب إلى فرنسا أو الذهاب إلى المملكة المتحدة أو ألمانيا".

"أي مكان غير العودة لكردستان"، يقول فرهاد.

يحاول فرهاد الخروج إلى بولندا مع زوجته وطفله، ويقول إن "حكومة كردستان" تهدد الناشطين وأنه قرر المغادرة حينما سمع أن السلطات تبحث عنه.

"وضع مستقر"

والاثنين، أعلنت التشيك إنها ستؤجل إرسال ما يصل إلى 150 جنديا في الوقت الحالي لمساعدة بولندا في حماية حدودها مع روسيا البيضاء بعد "استقرار وضع المهاجرين".

ونقلت رويترز عن وزير الدفاع، لوبومير متنار، قوله إن "البرلمان لن يناقش، في الوقت الحالي، تفويضا لإرسال 150 جنديا لمساعدة بولندا في بناء وإصلاح الحواجز الحدودية وغيرها من أعمال الدعم".

وكانت الحكومة التشيكية قد وافقت الأسبوع الماضي على خطة لإرسال جنود إلى بولندا، وتأجل تنفيذ قرارها بسبب الحاجة إلى موافقة البرلمان.

وقال الوزير متنار على تويتر إن "النشر المخطط له لجنود تشيكيين في بولندا ليس ضروريا بعد الآن، لأن الوضع على الحدود مع بيلاروس مستقر"، مضيفا أن نظيره البولندي ماريوس بلاشتشاك أبلغه بذلك.

وقبل التشيك، أرسلت بريطانيا وأستونيا أفرادا إلى الحدود البولندية للمساعدة في تأمينها.

انتهاكات إنسانية

ويتبادل البيلاروسيون والبولنديون الاتهامات بالمسؤولية عن انتهاكات ضد المهاجرين على الحدود.

ونشر موقع euobserver الأوروبي مقالا قال فيه إن بيلاروس تقوم باستغلال أزمة اللاجئين الإنسانية لفرض أجندات على أوروبا، وأن البيلاروسيين مسؤولون عن وفاة أطفال ونساء حوامل على الحدود.

وهذه الاتهامات أطلقتها بالفعل، أو على الأقل نسخة مخففة منها، سلطات رفيعة في الاتحاد الأوربي ضد بيلاروس.

ويرد البيلاروسيون باتهام بولندا وليتوانيا، العضوين في الاتحاد والناتو، بارتكاب فظائع مماثلة.

وينقل المهاجرون العائدون شهادات مروعة عن التعامل من سلطات كلا البلدين، وقال بعضهم إنه تعرض للضرب أكثر من مرة بشكل شديد.

وسجلت العديد من الوفيات بين اللاجئين خلال محاولات عبور الحدود، في الأشهر الماضية.