السبت 2021/12/18

“غير واقعية”.. خبراء يستبعدون جدية روسيا في مطلبها للناتو

اعتبر أحد الخبراء أن نشر روسيا لقائمة المطالب التي قدمتها لأميركا بشأن تهدئة التوتر في أوروبا يشير إلى أن موسكو تعلم بشكل كبير أن سوف تكون مرفوضة، وفقا لما ذكرت "الغارديان"، فيما أكد السفير الروسي في واشنطن في حديث لـ"نيويوريك تايمز" أن بلاده لن تقدم على غزو أوكرانيا.

وكانت روسيا قد عرضت، أمس الجمعة، مقترحات للحد بشكل جذري من نفوذ حلف شمال الأطلسي في جوارها، وينص الاقتراحان اللذان أطلق عليهما "معاهدة بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الضمانات الأمنية" و"اتفاق حول تدابير لضمان أمن روسيا والدول الأعضاء" في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، على حظر أي توسع إضافي لحلف شمال الأطلسي وكذلك إنشاء قواعد عسكرية أميركية في الجمهوريات السوفياتية السابقة.

ومن غير المعتاد ان يعرض دبلوماسيون علنا وثائق عمل كهذه، إذ أن التكتم يسمح عموما بإعطاء هامش تحرك ضروري للمفاوضين، وفقا لما ذكرت وكالة فرانس برس.

وقال نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف مقدما للصحافة هذه الوثائق التي سلمت هذا الأسبوع لمسؤولة كبيرة في وزارة الخارجية الأميركية "من الضروري تدوين الضمانات الامنية لروسيا وأن تكون لها قوة القانون".

واقترح بدء مفاوضات اعتبار من السبت 18 ديسمبر، وقال إن موسكو عرضت على الأميركيين عقدها في جنيف.

واعتبر ريابكوف أن هذه المقترحات هي وسيلة لاستئناف التعاون الروسي-الغربي في "الغياب التام للثقة المتبادلة" مع الأخذ في الاعتبار السياسة "العدائية" لحلف شمال الأطلسي "في جوار روسيا".

واعتبر المسؤول أن الأمر هو "لاستئناف العلاقة استنادا إلى صفحة بيضاء".

ومن بين التزامات أخرى، تحظر هذه المعاهدات على الولايات المتحدة إنشاء قواعد عسكرية في أي دولة من دول الاتحاد السوفياتي السابق ليست عضوا في حلف شمال الأطلسي ولا حتى "استخدام بنيتها التحتية في أي نشاط عسكري أو تطوير تعاون عسكري ثنائي" معها.

كذلك يتعهد بموجبها كل أعضاء حلف شمال الأطلسي عدم الاستمرار في توسيع الناتو وعدم القيام بأي "نشاط عسكري على أراضي أوكرانيا وفي بلدان أخرى من أوروبا الشرقية وجنوب القوقاز وآسيا الوسطى".

بيد أن المتحدثة باسم البيض الأبيض، جين ساكي، أكدت أن واشنطن لن "تساوم إطلاقا على المبادئ الأساسية للأمن الأوروبي، وخصوصا حق جميع البلدان في أن تقرر مصيرها وسياستها الخارجية بدون أن تخضع لأي نفوذ خارجي".

"غير واقعية"

وتعليقا على نشر قائمة المطالب، اعتبر رئيس مركز كارنيغي في موسكو، دميتري ترينين، أن نشر روسيا العلني لاتفاقياتها المقترحة "قد يوحي بأن موسكو [بحق] تعتبر قبول الغرب لها أمرًا مستبعدًا"، بحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية.

وزاد: "هذا يعني منطقيًا أن على روسيا ضمان أمنها بمفردها، وعلى الأرجح باستخدام وسائل التكنولوجيا العسكرية".

ويشكل توسع حلف شمال الأطلسي ليشمل جمهوريات سابقة في الاتحاد السوفياتي خطا احمر بالنسبة لموسكو بيد أن أوكرانيا وجورجيا مرشحتان للانضمام إلى الحلف.

وقال الخبير الروسي كونستنتان كالاتشيف ردا على أسئلة وكالة فرانس برس إن الاقتراحات التي عرضت الجمعة "غير واقعية. وسينظر إليها الأميركيون على أنها جولة دعاية لتحويل الانظار عن تصرفات موسكو وتسليط الضوء على سلوك حلف شمال الأطلسي".

وأضاف "من المهم بالنسبة لروسيا أن تظهر ان التهديد لا يأتي منها وأنها لا تنوي مهاجمة اوكرانيا او بدء حرب على الولايات المتحدة".

وضمت موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية وينظر إليها على انها راعية الانفصاليين المؤيدين لروسيا في شرق أوكرانيا حيث أدت حرب أهلية إلى سقوط نحو 13 ألف قتيل منذ العام 2014. وهزمت روسيا جورجيا في حرب خاطفة العام 2008.

ورفضت الدول الغربية إغلاق أبواب حلف شمال الأطلسي أمام هذين البلدين إلا أنها جمدت في الواقع عملية الانضمام.

وتتهم واشنطن وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي موسكو بحشد عشرات آلاف العسكريين عند حدود أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة تحضيرا لغزو محتمل وتهدد روسيا بعقوبات غير مسبوقة.

وفي مقابلة حصرية مع سفير موسكو بواشنطن، أناتولي أنتونوف، مع مجلة "نيوزيوك" اعتبر الدبلوماسي الروسي الرفيع "أن التحذيرات اليومية لوزارة الخارجي الأميركية والبنتاغون بشأن تعزيز روسيا لوجودها العسكري بالقرب من حدود أوكرانيا ليست سوى دعاية".

وتابع: "أود أن أذكر أن لروسيا كل الحق في تحريك القوات بحرية على أراضيها والقيام بأنشطة تدريبية. نحن لا نهدد أحدا، وبالتالي فإن خطاب الصحافة الغربية وكبار الشخصيات الأميركية بشأن خطط موسكو العدوانية لا أساس له على الإطلاق".

ونوه أنتونوف إلى أن " استمرار عسكرة الناتو لأوكرانيا، ووجود القوات الغربية على أراضيها، والعضوية الافتراضية لهذا البلد في الحلف هو أمر غير مقبول. مثل هذه الخطوات تتجاوز الخطوط الحمراء لمصالحنا الوطنية".

وأكد ضرورة وجود "اتفاق ملزم قانونًا يشمل الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين لمنع توسيع حدود الناتو إلى الشرق ونشر الأسلحة على الحدود الغربية لروسيا".