الأربعاء 2022/05/04

“ضعف الكفاءة”.. أسباب فشل روسيا في تدمير خطوط الإمداد لأوكرانيا

على الرغم من أن الغزو الروسي لأوكرانيا سوى المدن بالأرض وقتل عشرات الآلاف من الناس وأجبر الملايين على النزوح، إلا أن بعض المحللين والمسؤولين الغربين يتساءلون لماذا لم يكن هذا الهجوم أسوأ من ذلك.

وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إنه يمكن لروسيا أن تستهدف السكك الحديدية والطرق والجسور الأوكرانية بقوة أكبر في محاولة لوقف تدفق الأسلحة الغربية إلى خط المواجهة.

كان من الممكن أن يقصف الروس المزيد من البنية التحتية حول العاصمة كييف لجعل من الصعب على القادة الغربيين زيارة الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لإظهار الوحدة والعزم.

ويمكن لموسكو أن تفعل المزيد لإلحاق الأذى بالغرب سواء من خلال الهجمات الإلكترونية أو التخريب أو المزيد من قطع صادرات الطاقة إلى أوروبا، طبقا للصحيفة الأميركية.

وتوضح صحيفة "نيويورك تايمز" أن السبب وراء ذلك يرجع جزئيا إلى عدم الكفاءة بعد أن أظهرت الأسابيع الأولى من الغزو أن الجيش الروسي كان أقل قدرة بكثير مما كان يعتقد قبل ذلك.

وكذلك، يقول المسؤولون الأميركيون الأوروبيون أيضا إن تكتيكات الرئيس، فلاديمير بوتين، خلال الأسابيع الأخيرة بدت حذرة بشكل ملحوظ، وتميزت بهجوم بطيء الحركة في شرق أوكرانيا، ونهج منضبط للقضاء على البنية التحتية الأوكرانية وتجنب الإجراءات التي يمكن أن تصعد الصراع مع الناتو.

لكن ضبط النفس على الأرض يقف على النقيض مما يبثه التلفزيون الرسمي الروسي الذي يوصف حرب الكرملين على أنه "معركة وجودية ضد الغرب"، علاوة على مناقشة مسائل الأسلحة النووية علانية.

ويبقى السؤال الأكثر أهمية، طبقا للصحيفة، هو ما إذا كان بوتين سيغير مساره ويزيد من حده الحرب من عدمه.

وتوقع وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، الأسبوع الماضي أن يستخدم بوتين خطاب يوم النصر في 9 مايو للإعلان الرسمي عن الحرب والتعبئة الجماهيرية للشعب الروسي.

وقال ديمتري ترينين، الذي شغل مدير مركز كارنيغي في موسكو، إن "هذا نوع غريب ومميز من الحرب. لقد وضعت روسيا بعض القيود الصارمة لنفسها، وهذا لا يتم تفسيره بأي شكل من الأشكال - مما يثير الكثير من الأسئلة".

وتساءل لماذا لا تقصف روسيا المزيد من الجسور وشبكات السكك الحديدية، في حين أنها تسمح للجيش الأوكراني بتلقي المزيد من شحنات الأسلحة الفتاكة من الغرب مع مرور كل يوم؟ لماذا لا يزال القادة الغربيون - مثل رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي يوم الأحد - قادرين على زيارة كييف بأمان؟

قال ترينين: "أجد هذا غريبا ولا يمكنني تفسيره".

"نوع من الانتصار"

على مدى أسابيع، ناقش المسؤولون في واشنطن أسباب عدم تحرّك الجيش الروسي في محاولة تدمير خطوط الإمداد التي ترسل شحنات الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا.

يقول المسؤولون إن جزءًا من الإجابة هو أن الدفاع الجوي الأوكراني يواصل تهديد الطائرات الروسية وأنها كلما ذهبت بشكل أعمق بتجاه أوكرانيا كلما زادت فرصة إسقاطها. وتحدث المسؤولون الأميركيون بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة التقييمات العسكرية والاستخباراتية الخاصة.

وكافحت روسيا أيضا باستخدام ذخائرها الدقيقة - صواريخ أو صواريخ مزودة بأنظمة توجيه – حيث فشل العديد من هذه الأسلحة في العمل بشكل صحيح، كما أن الإمدادات الروسية من الأسلحة محدودة.

ويجب أن تكون الضربات على خطوط السكك الحديدية أو القوافل المتحركة دقيقة للغاية حتى تكون فعالة.

وجادل مسؤولون آخرون بأن موسكو حريصة على تجنب تدمير البنية التحتية الأوكرانية بشدة، على أمل أنها لا تزال قادرة على السيطرة على البلاد، حيث ستكون روسيا عالقة في مهمة إعادة بناء ضخمة إذا استولت على المدن التي دمرتها.

وقال مسؤول دفاعي أميركي – تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته - إن بوتين ربما تجنب تدمير شبكة السكك الحديدية الأوكرانية لأنه لا يريد الإضرار بقدرته على نقل المعدات والقوات في جميع أنحاء البلاد.

كان الروس أكثر تركيزًا على تدمير مناطق تخزين الأسلحة من شبكة السكك الحديدية، بينما يرى بعض المسؤولين أن الغرب بالفعل نجح في ردع بوتين على اعتبار أن الجيش الروسي، الذي يكافح من أجل تحقيق مكاسب في أوكرانيا، لا يمكنه الدخول في حرب أوسع مع الناتو ولا يريد إعطاء الحلف أي عذر لدخول الحرب بشكل مباشر.

قال مسؤول الدفاع الأميركي إن "الإحساس العام هو أنه (بوتين) يريد انتزاع نوع من الانتصار في هذه الكارثة التي يواجهها".