الجمعة 2020/11/06

تغريدات جدلية لا تتوقف.. هل يغلق “تويتر” حساب ترامب؟

مع قرب خسارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه على إثر تحقيق منافسه الديمقراطي جو بايدن نقاط فوز أكبر، قد يفقد الأول أيضاً حسابه على منصة "تويتر"؛ وذلك مع زيادة مخالفاته لشروط المنصة الشهيرة.

ترامب عرف بتصريحاته وتغريداته الحادة على منصة "تويتر"، ويعتبرها مراقبون بأنها غير محسوبة، لكنها قد تكون سبباً في منعه من استخدام هذه المنصة الشهيرة على مستوى العالم.

وكان ترامب قد تحدث من البيت الأبيض للمرة الأولى منذ ليلة الانتخابات، مُعلناً أنه "إذا عدت الأصوات القانونية فسأفوز بسهولة".

وأضاف الرئيس الأمريكي: "إذا عُدَّت الأصوات غير القانونية، فيمكنهم محاولة سرقة الانتخابات منا".

وأشار ترامب إلى أن الأمر ربما ينتهي باللجوء إلى المحكمة العليا للفصل في النزاع حول نتائج الانتخابات.

وتفرض "سياسة النزاهة المدنية" التي تتبعها "تويتر" عدة شروط مهمة يجب على مستخدمي المنصة الالتزام بها.

وتفيد هذه الشروط بأنه لا يجوز استخدام خدمات تويتر بهدف التلاعب بالانتخابات أو التدخّل فيها أو أي عمليات مدنية أخرى.

ويشمل ذلك نشر أو مشاركة المحتوى الذي قد يؤدي إلى منع المشاركة أو تضليل الأشخاص، بشأن توقيت العملية المدنية أو مكانها أو كيفية المشاركة فيها.

بالإضافة إلى ذلك، تقول المنصة: "يجوز لنا تصنيف التغريدات التي تحتوي على معلومات خاطئة أو مضللة حول العمليات المدنية، وتقليل ظهورها، لتوفير سياق إضافي".

وتعتبر المنصة أن أهم المحادثات العامة على "تويتر" هي التي تجري خلال فترة الانتخابات أو غيرها من الأحداث المدنية، مضيفة: "تتعارض محاولات لتقويض نزاهة خدمتنا مع حقوقنا الأساسية، كما تقوّض المبادئ الأساسية لحرية التعبير، وهي القيمة التي تستند إليها شركتنا".

ومن أجل حماية نزاهة هذه المحادثات من أي تدخُّل وتلاعب، تقول تويتر: "نحظر محاولات استخدام خدماتنا للتلاعب بالعمليات المدنية أو تعطيلها".

وتشمل حماية النزاهة أيضاً "نشر معلومات كاذبة أو مضللة حول الإجراءات أو الظروف المحيطة بالمشاركة في عملية مدنية. في الحالات التي لا تسعى فيها المعلومات المضللة إلى التلاعب بالعمليات المدنية أو تعطيلها بشكل مباشر".

**إيقاف الحسابات

تقول "تويتر" حول سياسة النزاهة المدنية: "سنقوم بتصنيف أو إزالة المعلومات الكاذبة أو المضللة حول كيفية المشاركة في أي انتخابات أو عملية مدنية أخرى".

وأوضحت أن هذا يشمل المعلومات المضللة حول إجراءات المشاركة في عملية مدنية، والمعلومات المضللة حول متطلبات المشاركة، الادعاءات المضللة التي تسبب التباساً بشأن القوانين واللوائح والإجراءات وأساليب العملية المدنية المعمول بها، أو حول تصرفات المسؤولين أو الكيانات التي تنفذ تلك العمليات المدنية، والبيانات والمعلومات المضللة حول التاريخ أو الوقت الذي تم الإعلان عنه رسمياً لإجراء العملية المدنية.

ويشمل أيضاً الادعاءات المضللة بشأن إغلاق المقار الانتخابية أو انتهاء التصويت أو غير ذلك من المعلومات المضللة ذات الصلة بعدم احتساب الأصوات، والادعاءات المضللة بشأن نشاط الشرطة أو جهات تطبيق القانون ذات الصلة بالتصويت في الانتخابات أو المقار الانتخابية أو جمع المعلومات الإحصائية.

كما يشمل الادعاءات المضللة بشأن طول طوابير الانتظار، أو وجود خلل في الأجهزة، أو غير ذلك من الاضطرابات في المقار الانتخابية أثناء فترات إجراء الانتخابات، والادعاءات المضللة بشأن إجراءات العملية أو أساليبها التي يمكن أن تثني الأشخاص عن المشاركة.

وأيضاً التهديدات بخصوص المقار الانتخابية أو غيرها من الأماكن أو الأحداث الرئيسية، والادعاءات محل النزاع التي يمكن أن تقوض الثقة في العملية نفسها، والادعاءات المضللة حول نتائج العملية المدنية التي تتطلب، أو يمكن أن تؤدي إلى التدخل في تنفيذ نتائج العملية.

ومنها على سبيل المثال الادعاء بالفوز قبل المصادقة على نتائج الانتخابات، والتحريض على السلوك غير القانوني لمنع التنفيذ الإجرائي أو العملي لنتائج الانتخابات.

وتؤكد "تويتر" أنه في حالات الانتهاكات الشديدة أو المتكررة لهذه السياسة، يتم إيقاف الحسابات بشكل دائم.

**إجراء من فيسبوك

وكانت تصريحات ترامب قبيل انطلاق الانتخابات تحمل تحريضاً على العنف، وهي من الأسباب التي تؤدي إلى إغلاق الحسابات على منصات التواصل الشهيرة، مثلما حصل مع حساب جديد حقق انتشاراً على منصة "فيسبوك".

فمنصة فيسبوك أزالت مجموعة متسارعة النمو كانت تنشر معلومات مضللة حول الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قائلة إن المجموعة تتسبب في حدوث احتجاجات حقيقية.

فيسبوك قالت في بيان نقلته الإذاعة العامة الأمريكية: "تماشياً مع الإجراءات الاستثنائية التي نتخذها خلال هذه الفترة من التوتر المتصاعد، أزلنا مجموعة أوقفوا السرقة".

وأضاف البيان: إن "المجموعة تم تنظيمها حول نزع الشرعية عن العملية الانتخابية، ورأينا دعوات مقلقة للعنف من أعضاء المجموعة".

وجمعت المجموعة أكثر من 300 ألف عضو في غضون أيام، حيث نشرت اتهامات بأن الديمقراطيين يسعون لتقويض أصوات الجمهوريين لضمان فوز مرشحهم جو بايدن في الانتخابات.

وانتشر التضليل الانتخابي بسرعة عبر الإنترنت حيث تنتظر البلاد النتائج في عدد قليل من الولايات المتأرجحة الرئيسية التي ستحسم النتيجة.

وقال أليكس ستاموس، الباحث في جامعة "ستانفورد"، والذي يتتبع المعلومات المضللة: "هذا هو الحدث الأكثر تضليلاً على الإنترنت في تاريخ الولايات المتحدة، وقد اكتشفنا أن وتيرته تسارعت منذ يوم الانتخابات".

وكما كان متوقعاً، استغرق تدفق بطاقات الاقتراع عبر البريد أثناء الجائحة وقتاً أطول لفرزها، التي كانت لصالح بايدن إلى حد كبير، حيث إن ترامب شجع أنصاره على التصويت بشكل شخصي.

وأدى ذلك إلى وضع يؤدي إلى تضييق الفارق في الولايات التي يتفوق فيها ترامب منذ ليلة الانتخابات حيث يتم فرز بطاقات الاقتراع بالبريد؛ ما أدى إلى اتهامات كاذبة بأن التصويت تم تزويره ضد ترامب.

**نجل ترامب يدخل على الخط

منصة "تويتر" قيَّدت، الخميس (5 نوفمبر 2020)، مشاركة تغريدة من نجل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب جونيور، دعا فيها والده إلى "خوض حرب شاملة بشأن هذه الانتخابات".

وكررت التغريدة عدة ادعاءات تقوض نزاهة الانتخابات، ووصفها "تويتر" بأنها "مُتنازع عليها، وقد تكون مضللة".

وكتب ترامب جونيور: "أفضل شيء لمستقبل أمريكا هو أن يخوض دونالد ترامب حرباً شاملة بشأن هذه الانتخابات لفضح جميع عمليات التزوير والغش (...) التي استمرت لفترة طويلة جداً. حان الوقت لتنظيف هذه الفوضى والتوقف عن الظهور وكأنها جمهورية موز!".

واقترح نجل ترامب على والده أن "يخوض حرباً شاملة" بسبب ما وصفها بعمليات تزوير الناخبين المتفشية.

وخلال الحملة الانتخابية، روج نجل الرئيس الأمريكي لمزاعم انتخابية لتجنيد "جيش" لوالده، كما ذكرت "سي إن إن".

وقال تويتر عن تغريدة جونيور: إن "بعض أو كل المحتوى الذي تمت مشاركته في هذه التغريدة متنازع عليه وقد يكون مضللاً بشأن كيفية المشاركة في انتخابات أو عملية مدنية أخرى".