الأربعاء 2021/09/08

إعلام عبري يكشف كيف يرصد الموساد التطورات الداخلية في إيران

كشف كاتب إسرائيلي عن "عمل مكثف تقوم به أجهزة المخابرات الإسرائيلية لتعقب التطورات الداخلية في إيران، من خلال تعيين عدد من الضباط اللواتي يتجسسن على الداخل الإيراني، ويحصلن على كميات هائلة من المعلومات التي تجد طريقها للتحليل، وصولا إلى دوائر صنع القرار الأمني والعسكري والسياسي".

وأضاف يوآف زيتون في تقريره المطول على صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ترجمته "عربي21" أن ثلاثة من ضباط الاستخبارات تحتفظن بالملف الإيراني في جناح المخابرات، تروين له المفاجآت والإخفاقات والمعارك التي يخوضونها مع عدوة إسرائيل، وهن تجلسن في قبو شمال تل أبيب، وهن "ك" رئيسة قسم الأبحاث، ورئيسة الملف الإيراني في الوحدة 8200، و"د" رئيسة الفرع الإيراني في لواء العمليات، والعقيد "ر".

وأشار إلى أن "السؤال الأول الذي وجهه إليهن بشأن علمهما المسبق باغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني قبل تنفيذ العملية من قبل الأمريكيين، لكنهن رفضن الإجابة على السؤال، وفي الوقت ذاته فقد أجبن باستفاضة عن السؤال الذي يقلق جميع الإسرائيليين وهو: متى سيكون لإيران قنبلة نووية، حيث تتركز إجابتهن بالقول إن الحديث يدور حول بضعة أسابيع لوصول هذه النقطة، مع العلم أن تقدم إيران في البرنامج النووي جزء من تحدي المنظومة الغربية".

 

مصلحة من الاتفاق

وأوضح ان "إيران لديها مصلحة بالتوصل لاتفاق، على أن تكون أيديهم الأعلى، لذا فهم ينتجون مجموعة من العمليات الميدانية، مع وجود فرق بين المكتوب في الصحيفة بجانب صورة انفجار، وفهم ما يحدث بالفعل داخل إيران، وشكله الحقيقي، ولذلك يجب أن نكون متواضعين في تقييماتنا للتدابير النووية الإيرانية، لأننا لسنا دقيقين تمامًا، وهناك مجالات نحتاج فيها إلى تقييم أقل".

الضابطات سئلن عن "مدى قرب نهاية حياة المرشد خامنئي، فأجابتا بأنه كبير في السن، ويعاني من اعتلالات صحية، لكن السؤال ليس متى سيموت، بل كيف ستكون الديناميات والعواقب التي ستتلو وفاته، كيف سيبدو الورثة المحتملون، ولذلك فقد وضعت هذا الأمر على الطاولة اليوم، وأتعامل معه كثيرًا، في ظل وجود شخصيات أخرى في القيادة اليوم مرشحة لخلافته مثل الرئيس المنتخب حديثا إبراهيم رئيسي، مع بقاء ميليشيات الباسيج الهادفة للحفاظ على الحكم بأي ثمن".

 

ولفتن إلى أن "الحديث عن نشوب ثورة أخرى في طهران يتطلب مجموعة كبيرة جدًا من البيانات، وإمكانات متقدمة للذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وأذكى خوارزمية يمكنها التنبؤ، مع العلم أن ما قد تشهده إيران قد يحدث من الأسفل حيث اضطرابات الناس، كما في الربيع العربي، أو من أعلى من كبار السن أو الجنرالات كما كان في تركيا قبل سنوات، لكننا في الوقت ذاته لا نرى استعدادا شعبيا قويا يقدم بديلا عن الحكومة القائمة، لكننا نستعد لمجموعة واسعة من السيناريوهات".

وأشار الكاتب إلى أن "العمل العملياتي ضد الإيرانيين هو الأكثر حساسية وسرية، فهم يرون أنفسهم قوة عسكرية، لكنهم ليسوا كذلك على الأرض، لا يمكنهم التحرك بحرية في سوريا، ولا السيطرة على أي مكان بطريقة آلية، وإيران تتفهم تكلفة خسارتها في سوريا أكثر، رغم أنها المحور الذي يربط إيران بحزب الله".

 

دعم حزب الله

عند الحديث عن "المكان الذي ملأه إسماعيل قآني قائدا لفيلق القدس خليفة لقاسم سليماني، يمكن القول إن الأخير شكل "الصبي الملصق للرؤية الإيرانية، ونشأ عليها"، ولم يجرؤ كثيرون على تحديه، لكن اليوم تبدو الأمور مختلفة، قآني مختلف تمامًا عن سلفه، ويتعامل مع القضية بشكل مختلف، لكننا بحاجة للتأكد من معرفتنا بكيفية عمله، والعوامل التي تكمن وراءه، بعيدا عن تصريحاته، مع العلم أن أعماله تضاءلت في العام ونصف الماضيين، وبدا أقل جرأة".

وأوضح أن "حزب الله يتلقى 800 مليون دولار سنويا من إيران، وهناك علاقة وطيدة بينهما، دينيًا وأيديولوجيًا، لكن الحزب أصبح كبيرًا جدًا، وهناك جدل فلسفي حول مدى وقوفه بجانب إيران في سيناريوهات مختلفة، لكن إذا استمرت إيران في الوضع الحالي تحت ضغط العقوبات، فلن يكون أمامها من خيار سوى الإضرار بالميزانيات التي تمنحها لمبعوثيها".

وأكد الكاتب أنه "ليس هناك خلاف بين الضابطات الثلاثة حول قضية واحدة على الأقل، وهي أنه رغم الضغوط الشديدة، فلا تتوقف إيران عن محاولة ترسيخ وجودها في المنطقة، والعمل ضد إسرائيل، إيران بلد منظم، وليس هناك الكثير من الأشياء الكبيرة التي تنهار فيها، ونحن على دراية بـ"الحوارات السري" التي تشهدها طهران، ولعلني أضحك إن قلت أنني أعرف الحكومة في طهران أفضل من حكومة تل أبيب".

وأشرن أن "أكثر الأمور التي تقلق إيران هو تشكيل تحالف دولي واسع ضدهم، لمواجهتها في السياق النووي والتواجد الإقليمي، ورغم عقوبات ترامب عليها، لكنها استفادت على المدى الطويل من فترة ولايته، لأنه عزل نفسه والولايات المتحدة عن الساحة الأوروبية، ولم يتوفر إجماع بينهما بشأن إيران، أما اليوم وعندما بدأ الحديث عن التحالفات ضد إيران، وعودة الولايات المتحدة للتعاون العميق مع أوروبا، تدرك إيران أنها وحدها في الحملة، مما يشكل أمرًا مهمًا لإسرائيل يجب استغلاله".