الجمعة 2018/03/30

150 ألف طفل وُضعوا في مدارس كندية وأُجبروا على اعتناق المسيحية..

لن يقدم البابا فرانسيس اعتذارا للناجين من المدارس الداخلية الهندية بكندا، عن الدور الذي لعبته الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في إدارة المؤسسات والإساءة التي عاناها التلاميذ هناك، حسب صحيفة الغارديان.

قرابة 150 ألف طفل من الأمم الأولى (السكان الأصليين في كندا)، وشعب الإنويت، والميتي- أخذوا من عائلاتهم على مدار القرن الماضي، ووضعوا في المدارس، حيث أجبروا على اعتناق المسيحية، فضلا عن عدم السماح لهم بالتحدث بلغتهم الأم.

وتعرض العديد منهم للضرب والإهانات اللفظية والجنسية، ويقال إن قرابة 6 آلاف طفل قد قتلوا، وتدير الكنيسة الكاثوليكية نحو ثلثي المدارس، التي يصل عددها إلى 130 مدرسة.

وقال رئيس الحكومة الكندية جون ماكدونالد عام 1883، إنه ينبغي إبعاد أولاد الهنود عن تأثير أهلهم ووضعهم في مدارس صناعية تؤهلهم لاكتساب عادات البيض ومهاراتهم،وكانت هذه المدارس ممولة من الحكومة وتحت إدارة كنائس مسيحية.

البابا فرانسيس لم يحجم عن الاعتراف بأوجه الظلم

وقال الأسقف ليونيل غيندرون، رئيس المؤتمر الكندي للأساقفة الكاثوليك، الأربعاء 28 مارس / آذار 2018، في رسالة موجهة إلى سكان كندا الأصليين، إن البابا فرانسيس لم يحجم عن الاعتراف بأوجه الظلم الذي يواجه السكان الأصليين في جميع أنحاء العالم، لكن ليس بمقدوره أن يصدر اعتذارا شخصيا بشأن المدارس الداخلية في كندا.

وكتب غيندرون: "لقد عقد الأساقفة الكاثوليك في كندا حوارا مع البابا والكرسي الرسولي بخصوص المعاناة التي مررتم بها".

واستطرد قائلا: "بعد النظر بدقة في الطلب والحوار المكثف مع أساقفة كندا، شعر البابا بأنه لا يستطيع تقديم رد شخصي".

كان اعتذار البابا واحدا من ضمن التوصيات الـ 94 الصادرة عن لجنة الحقيقة والمصالحة الكندية، كما طالب رئيس وزراء كندا، جاستن ترودو، شخصيا، البابا بتقديم الاعتذار في أثناء زيارته الفاتيكان في العام الماضي 2017.

"طلب المغفرة أمر متأصل في قيمنا ككنديين"

وعبر ترودو عن خيبة أمله، قائلا: "بكل تأكيد، أشعر بخيبة أمل إزاء قرار الكنيسة الكاثوليكية نحن نعلم أن تحمل المسؤولية تجاه الأخطاء السابقة وطلب المغفرة أمر متأصل في قيمنا ككنديين".

ذهبت كارولين بينيت، وزيرة العلاقات بين التاج والسكان الأصليين، إلى ما هو أبعد من ذلك، قائلة: "ليس الحزن كافيا".

وأضافت قائلة: "على المرء أن يتحمل مسؤولية ما حدث من ضرر، ليس فقط تجاه الأطفال الذين اختطفوا، ولكن للعائلات التي تركوها وراءهم وما حدث لهم".

ويقول غيندرون إن البابا لم يستبعد إجراءه زيارة إلى كندا والاجتماع مع السكان الأصليين، ولكن مع تشجيع الأساقفة الكنديون على مواصلة العمل مع السكان الأصليين في تلك الأثناء حول قضايا المصالحة، والمشاريع التي تساعد على معالجة الضرر ".

ومن جانبه، قال بيري بليغارد، رئيس الجمعية الوطنية للأمم الأولى، في بيان له، إنه كتب إلى البابا فرانسيس يحثه على القدوم إلى كندا ومقابلة السكان الأصليين.

وقال بليغارد: "إن الاستماع إلى اعتذار مباشر من البابا فرانسيس سيكون عاملا مهما للمعالجة والمصالحة".