الثلاثاء 2021/11/16

مسؤول أمريكي يكشف تفاصيل محور أميركي أوروبي خليجي لمواجهة إيران

كشف نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، دانييل بنايم، عن قيام ترتيب أميركي خليجي أوروبي جديد لمعالجة المخاوف العالمية من برنامج إيران النووي ونشاطها الإقليمي.

وأكد بنايم، في مقابلة خاصة مع قناة "الحرة" الأمريكية الاثنين،  أن هذا الترتيب سيتم نقاشه خلال الجولة التي يقوم بها الوفد الأميركي برئاسة روبرت مالي الموجود في المنطقة والذي سينضم إليه بنفسه بعد أيام.

ووصف بنايم قطر بالشريك الاستثنائي،  مؤكدا أن الولايات المتحدة ستراعي طلباتها بالحصول على مسيرات وطائرات أف 35.

وأشار إلى أن صفقة بيع الإمارات طائرات أف-35 تسير قدماً، بينما يتم التوصل إلى تفاهم حول ضمانات مرتبطة بهذه الصفقة.

وقال المسؤول الأميركي: "رسالتنا ستكون أننا في المنطقة لنبقى ولدينا شراكات قوية وثابتة بنيت عبر عقود من الزمن ونحن حريصون على مواصلتها لعقود مقبلة".

ورأى بنايم أن تلك الشراكات تجلت بوضوح خلال الأزمة التي شهدتها أفغانستان، وقال إن "الدول في منطقة الخليج هي التي وقفت وساعدت الولايات المتحدة في التعامل مع هذه المشكلة. وكانت جزءاً أساسياً من نظامنا العملياتي في العالم".

وأضاف "كانت لدينا أزمة في منطقة واحدة في جنوب آسيا وقامت قطر والإمارات والكويت وعدد آخر من الدول بالإعلان عن استعدادها لاستخدام أراضيها والأماكن الذين تشاركوا فيها مع قواتنا العسكرية لجلب الأفغان الذين تم إخلاؤهم".

وقال: "سوياً وبمساعدة شركائنا الخليجيين أقمنا جسراً جوياً تاريخياً أجلى آلاف من الناس وأكثر من ستين ألفاً عبر قطر وحدها. وما رأيناه كان تجلياً عملياً للشراكة".

وأكد بنايم أن الجيش الأميركي "منقطع النظير وليس هناك أي جيش آخر يمكنه أن ينافسنا ويمكننا أن نكون في أي مكان وفي أي وقت نريد أن نكون فيه"، مضيفا "نحن ديناميكيون وحاضرون من حيث القوة. وستسمع هذا النوع من الرسالة القوية والثابتة" في "حوار المنامة".

ولكنه شدد على أن الدور الأميركي في المنطقة غير محدد بقواتها، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تعتمد الدبلوماسية لتخفيف التوترات وحل الخلافات.

وعدّد المسؤول أمثلة على الدبلوماسية الأميركية في المنطقة، من بينها: "1.4 مليون شخص جاؤوا من الشرق الأوسط ليدرسوا في الولايات المتحدة وهم الجزء الأساسي من الرابط الذي يربط بين بلداننا وهناك السبيل لجمع شركائنا".

إضافة إلى "اتفاق العلا الذي جمع الدول التي كانت منقسمة كي تتمكن من العمل سوياً معنا من أجل التعامل مع التهديدات نفسها كمجموعة واحدة أكثر تماسكاً من الماضي. ومثل اتفاقات إبراهيم وتوسيع دائرة التطبيع".

وقال: "لدينا وسائل جديدة خلاقة لجمع الدول لحل المشاكل إن كانت تتعلق بالمياه أو الطاقة أو التسامح وحتى في بعض الحالات قضايا دفاعية. وضم إسرائيل إلى هذا الخليط وجلب المزيد من القدرات".

وعند سؤاله عن اتفاق العلا وإمكانية أن تتخطى دول الخليج الخلاف، أجاب: "علي القول إنه عندما وصل الرئيس بايدن، في 20 يناير، اتفاقات العلا كانت ظاهرة جديدة. مصافحة وبعض الاتفاقات. وأعتقد ما شاهدته خلال الأشهر الثمانية هو تعميق حقيقي لكل هذه العلاقات. هناك رحلات بين أماكن لم يكن فيها رحلات من قبل وهناك تبادل للسفراء حيث لم يكن هناك سفراء من قبل وهناك زيارات حيث لم يكن هناك زيارات لسنوات بين مصر وقطر وبين الإمارات وقطر بما في ذلك تركيا".

وأضاف "أعتقد أن ما شاهدته هو تكثيف لهذه العلاقات. ولا أحد سينسى التجربة التي مروا بها ولكن أعتقد أن ما تراه هو مثال جيد جداً لجزء حقيقي من تحقيق السلام وهو 'سامح وتذكر'".

وعن الخلاف الذي مازال موجوداً حول تطبيع العلاقات مع نظام الأسد بين دول الخليج قال بنايم: "أعتقد أن الدول ستتصرف بشكل مختلف حيال قضايا مختلفة وأوضحنا وجهة نظرنا حيال التطبيع مع سوريا بحيث أننا قلقون إزاء الإشارة التي ترسلها ونحن لا ننوي التطبيع مع النظام في سوريا. ولكن سترى دولاً مختلفة تأخذ مقاربات مختلفة حيال قضايا عدة. وتفسير النجاح هنا لا يكمن في أن تتصرف قطر وجيرانها بنفس الطريقة حيال كل القضايا".

وأكد أنه "يجب أن يكون هناك احترام ومشاورات متواصلة بين الجيران والعمل سوياً والعمل معنا".

وعن الزيارة المرتقبة لولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، إلى تركيا قريباً، وكيف تنظر واشنطن لهذه الزيارة بعد سنوات من العلاقات الباردة بين البلدين، قال: "من وجهة نظرنا عندما نرى شريكين للولايات المتحدة يجتمعان ويضعان حداً للانقسام فهذا شيء مهم جداً. وليس على هؤلاء القادة أن يوافقوا على كل تفاصيل السياسة وهذا يساعدهم على تخفيف التوتر والعمل بشكل بناء معاً على أمل أن يجدا وسائل للتأكد من أن التنافس الاستراتيجي في دول أخرى لا يخرج جهودنا عن المسار".

وأضاف "وحيث هناك قادة يتحدثون ويتاجرون ويتبادلون وجهات النظر والوفود والشركات، فيكون هناك استثمار أكبر في إبقاء الأمور في مسارها ومحاولة إيجاد حلول مشتركة. وبالنسبة لي هذا ينطبق على بقية المنطقة على افتراض أن تركيا والإمارات ستتطلعان إلى التعاون في العديد من القضايا وأعتقد أن ذلك سيكون جيداً لاستقرار المنطقة".