الثلاثاء 2021/10/26

سفراء سودانيون يدينون انقلاب الجيش ضد الحكومة.. البرهان: حمدوك في منزلي

أدان سفراء الخرطوم لدى فرنسا وبلجيكا وسويسرا، الثلاثاء، انقلاب الجيش السوداني ضد الحكومة الانتقالية، وفق ما ذكرته وزارة الإعلام والثقافة.

وحمل البيان الذي نشرته الوزارة عبر صفحتها على "فيسبوك" تواقيع سفراء السودان لدى فرنسا عمر بشير مانيس، وبلجيكا والاتحاد الأوروبي عبدالرحيم أحمد خليل، وسويسرا ومكتب الأمم المتحدة علي بن أبي طالب عبدالرحمن.

وقال السفراء بحسب البيان: "ندين بأشد العبارات الانقلاب العسكري الغاشم على ثورتكم المجيدة، ونرحب بالمواقف الدولية القوية وندعو الدول والشعوب المحبة للسلام إلى رفض الانقلاب".

وأضافوا: "نعلن انحيازنا التام إلى مقاومة شعبنا البطولية التي يتابعها العالم أجمع، ونعلن أن سفارات السودان لدى فرنسا وبلجيكا وسويسرا سفارات للشعب السوداني وثورته".

 

والإثنين، أعلن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، حالة الطوارئ في البلاد، وحل مجلسي السيادة (الذي كان يرأسه) والوزراء الانتقاليين، وإعفاء الولاة، وتعليق العمل ببعض بنود الوثيقة الدستورية الخاصة بإدارة المرحلة الانتقالية،  في خطوة اعتبرتها قوى إعلان الحرية والتغيير وقطاعات سودانية واسعة "انقلابا" على المسار الديمقراطي في البلاد.

 

وقبل ساعات من هذه القرارات، نفذت السلطات سلسلة اعتقالات شملت رئيس الحكومة الانتقالية، ووزراء ومسؤولين وقيادات حزبية.

ودعت قوى سياسية عديدة، في بيانات منفصلة، المواطنين إلى التظاهر وتنفيذ عصيان مدني شامل.

وأدانت دول ومنظمات إقليمية ودولية قرارات البرهان، ودعت إلى الهدوء وعدم التصعيد والالتزام بخريطة المرحلة الانتقالية.

 

 

وكان الفريق أول عبد الفتاح البرهان، القائد العام للقوات المسلحة السودانية، قال إن رئيس الحكومة التي تم حلها عبد الله حمدوك، موجود في منزله الشخصي، ويقيم مع أسرته دون قيود حفاظا عليه.

وأوضح البرهان خلال مؤتمر صحفي، لاستعراض الأسباب التي دفعته، لحل مجلسي السيادة والوزراء واتخاذ خطوات وصفتها القوى السياسية بالانقلاب العسكري، أنه كان بالأمس برفقة حمدوك وزاره عدد من قيادات القوات المسلحة، وهو ليس معتقلا، لكن خوفا من تعرضه لمخاطر وتعقيدات تم نقله إلى منزله.

وشدد على أن حمدوك، سيعود إلى منزله، فور استقرار الأوضاع وعودة الهدوء مرة أخرى في البلاد.

 

وقال إنه "يمكن اختيار بعض الصحفيين لمقابلة رئيس الوزراء والاستماع إليه".

وأشاد في الوقت ذاته بحمدوك قائلا "رئيس الوزراء صرح في أكثر من مرة أن هناك مخاطر تحيق بالبلد وكان يعمل بلا دوافع شخصية".

وأردف أن "ما قمنا به ليس انقلابا عسكريا وإنما هو تصحيح لمسار الثورة".

وأضاف، أن مجلس السيادة قدم ثلاثة خيارات لحمدوك من أجل حل الأزمة في البلاد، إبان توتر القوى السياسية، مضيفا أن "قوى الحرية والتغيير رفضت الاستماع لوجهة نظرنا ورفضت كل اقتراحات الحلول المقدمة".

وأشار إلى أنه تم اختطاف مبادرة رئيس الوزراء من قبل قوى سياسية، وكان هناك وزير في الحكومة، يدعو للفتنة في السودان ويتحدث بروح لا ترقى لروح رجال الدولة.

 

وشدد البرهان على أن البلد، كان في منعطف خطير والمخرج الوحيد بوحدة الموقف والتماس، وشهدنا تململا لدى القوات المسلحة إزاء المشهد وكانت هناك مخاوف من خروج الأمور عن السياق.

ولفت إلى أن هنالك من تحدث بعنصرية بغيضة كانت تهدف لاقتياد البلد لحرب أهلية وتفتيت وحدته، فضلا عن أن، الأسبوع الأخير شهد هجوما على القوات المسلحة وتحريضا عليها.

وأضاف: شعرنا بوجود عداء واستهداف للمؤسسة العسكرية، وهناك مجموعة في قوى الحرية والتغيير استفردت بالمشهد على حساب القوى الأخرى، وتم اختطاف مبادرة رئيس الوزراء من مجموعة معينة وتم إقصاء الآخرين بما فيها القوات المسلحة.

وقال البرهان إن المحاصصة أدخلت السودان في مرحلة تشظ سياسي، والفترة الانتقالية مرت بكل تجاذباتها حتى وصلت إلى أمور استدعت التوقف مرارا مع رئيس الوزراء.

 

وقال البرهان: خلال الأيام القادمة ستشكل مجالس العدالة، إضافة إلى الحكومة، التي لن تشارك فيها أي قوى سياسية، وسيتم اختيار رئيس لها، ويكلف بتعيين الوزراء.

وأضاف: "القوات المسلحة لا يمكن أن تستكمل المرحلة الانتقالية بمفردها، ونحتاج إلى مشاركة الشعب السوداني".

وتابع "سنحرص على أن يكون المجلس التشريعي من شباب الثورة".

وشدد أننا "قدمنا كل ما يمكن، من تنازل لتحقيق أمنيات الشعب السوداني بحكومة مدنية، واتفقنا مع الشعب السوداني عندما حضر إلى القيادة العامة على شعارات العدالة والحرية والمساواة".

وعلى صعيد مشاكل شرق السودان، قال إن هناك مظالم تاريخية في تلك المنطقة، وتمثيلهم ضعيف، وجرى إبعادهم عن المشهد لسنوات طويلة.

وأضاف أن: "مشكلة شرق السودان مشكلة سياسية، وطلبت من الحكومة التفاهم مع رئيس نظارات البجا".