الأربعاء 2021/10/20

“مئات الطعون بالانتخابات العراقية”.. مجلس القضاء: إعادة الفرز اليدوي ستقتصر على مراكز محددة

قال مجلس القضاء الأعلى في العراق إن إعادة فرز الأصوات يدويًّا للانتخابات التشريعية ستقتصر على المراكز المطعون في صحة نتائجها، شريطة أن تتوفر أدلة تستوجب العد اليدوي وليس العملية الانتخابية نفسها، في حين شدد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي على أن الاعتراض على نتائج الانتخابات يجب أن يكون ضمن الإجراءات القانونية المعمول بها.

وأكد المجلس أن هناك طعونا تم تقديمها بشكل خاطئ إلى الهيئة القضائية مباشرة، لكنها أعادتها إلى مجلس المفوضية بوصفها الجهة المختصة بالنظر في الطعون، مشيرا إلى أنه بإمكان أصحاب الطعون تقديم اعتراضاتهم على نتائج المفوضية للهيئة القضائية مرة أخرى.

وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق أعلنت تلقيها مئات الطعون في نتائج الانتخابات البرلمانية التي أجريت في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وقالت المفوضية إن إجمالي عدد الشكاوى على نتائج الانتخابات تجاوزت 1300، موضحة أن الطعون تتضمن 361 شكوى للتصويت العام، و27 للتصويت الخاص، و9 شكاوى على عمليات العد والفرز اليدوي، من دون تفاصيل أكثر حول طبيعتها.

ومن المقرر أن تحسم مفوضية الانتخابات الرد على الطعون خلال أسبوعين من تاريخ إغلاق أبواب تسلمها، وحال صدور قرارات الطعن سترسل نتائج الانتخابات إلى المحكمة الاتحادية العليا للتصديق عليها بشكلها النهائي.

تواصل الاحتجاجات وإغلاق المنطقة الخضراء

يواصل أنصار الفصائل المعترضة على نتائج الانتخابات البرلمانية في العراق اعتصامهم قرب المنطقة الخضراء في بغداد، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة.

وقال مراسل الجزيرة في بغداد إن المحتجين يطالبون بمحاسبة من وصفوهم بالمتلاعبين في نتائج الانتخابات وإحالتهم إلى القضاء وإعادة عدّ الأصوات يدويا، ويتهمون كذلك بعثة الأمم المتحدة بالتواطؤ مع جهات محلية وأجنبية لتغيير النتائج.

وأغلقت قوات الأمن -اليوم الأربعاء- المنطقة الخضراء (وسط بغداد)، إضافة إلى جسر "الطابقين" المؤدي إليها؛ بالتزامن مع تواصل الاحتجاجات الرافضة لنتائج الانتخابات البرلمانية.

ونقلت وكالة الأناضول عن ضابط في الشرطة قوله إن قوات الأمن المكلفة بحماية المنطقة الخضراء أغلقت المنطقة بالكامل ومنعت الدخول إليها، باستثناء حاملي التصاريح، كما أغلقت جسر الطابقين المؤدي إلى المنطقة.

وأوضح الضابط -الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه- أن الإغلاق يتزامن مع اعتصام المئات من أنصار الأحزاب السياسية الشيعية الرافضة لنتائج الانتخابات البرلمانية أمام بوابات المنطقة.

وعلى مدى اليومين الماضيين، شهدت بغداد ومحافظات أخرى جنوبي البلاد احتجاجات متفرقة لأنصار القوى والفصائل المعترضة على نتائج الانتخابات.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن متظاهرين قولهم إن الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات ستبقى مستمرة لحين إعلان مفوضية الانتخابات إعادة العد والفرز يدويا، "وكشْف حالات التزوير والتلاعب التي رافقت العملية الانتخابية، وطمأنة جمهور الأحزاب ومعرفة مصير أصواتهم".

وفي 13 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، حذرت قوى شيعية -بينها فصائل متنفذة- من أن المضي بهذه النتائج يهدد السلم الأهلي في البلاد؛ مما أثار مخاوف من احتمال اندلاع اقتتال داخلي.

ووفق النتائج الأولية، فقد تقدمت الكتلة الصدرية -التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر- الفائزة بـ73 مقعدا من أصل 329، في حين حصلت كتلة "تقدم" -بزعامة رئيس البرلمان المنحل محمد الحلبوسي (سُني)- على 38 مقعدا، وفي المرتبة الثالثة حلت كتلة "دولة القانون" -بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي- بـ34 مقعدا.

ويعد تحالف "الفتح" -وهو مظلة سياسية للفصائل المسلحة- أبرز الخاسرين في الانتخابات الأخيرة بحصوله على 16 مقعدا، وكان قد حلّ ثانيا برصيد 48 مقعدا في انتخابات 2018.