السبت 2021/10/02

الشرق الأوسط تكشف وثيقة أردنية “سرية” تقترح مقاربة جديدة لـ”تغيير سلوك” النظام

كشفت صحيفة "الشرق الأوسط"، عن "وثيقة سرية" أردنية اقترحت مقاربة جديدة للتعامل مع نظام الأسد، تتضمن تغييراً متدرجاً لسلوك النظام، وانسحاب القوات الأجنبية من سوريا، والاعتراف بالمصالح الشرعية لروسيا في هذا البلد.

وقال مسؤول غربي رفيع المستوى للصحيفة، السبت، إن الملك الأردني عبد الله الثاني ناقش الوثيقة مع الرئيسين الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين، خلال زيارته مؤخراً للبلدين، كما نوقشت بقمة بغداد لدول الجوار في آب (أغسطس) الماضي، مشيراً إلى أن بعض الخطوات التطبيعية التي جرت مؤخراً "تلامس هذه المقاربة الجديدة أو مستوحاة من روحها".

وأضاف المسؤول أن الوثيقة انطلقت من "فشل" مقاربة الأزمة السورية خلال السنوات العشر الأخيرة في جميع الجوانب التي تخص السوريين، والجيوسياسية و"الإرهاب".

وأشار إلى أن الوثيقة انتهت إلى الاستنتاج بأن إيران "تتمتع بنفوذ عسكري واقتصادي متزايد على النظام ومناطق مختلفة من البلاد، وخصوصاً جنوب غربي سوريا"، حيث تزدهر تجارة المخدرات التي تشكل "مصدر تمويل رئيسياً لميليشيات إيران، ما يشكل تهديداً للمنطقة وما وراءها".

ولفت المسؤول إلى أن الوثيقة اقترحت مقاربة جديدة تركز على الحل السياسي في سوريا وفق القرار الدولي 2254، ومعالجة الأزمة الإنسانية ومنعكساتها الأمنية في سوريا والجوار، وذلك بناء على سلسلة خطوات تراكمية، تركز على محاربة "الإرهاب" واحتواء النفوذ الإيراني.

وأكد أن هذه المقاربة تهدف إلى تغيير سلوك النظام تدريجياً، مقابل حوافز تنعكس إيجاباً على الشعب السوري وعودة اللاجئين والنازحين، وفق قوله.

ولم تحدد الوثيقة جدولاً زمنياً واضحاً للتنفيذ، ولا الموقف من وجود روسيا العسكري في سوريا، كما لم تعالج قول النظام إن وجود إيران وميليشياتها في سوريا جاء بطلب حكومي رسمي، بحسب المسؤول الغربي.

وتطرقت الصحيفة إلى عدد من العقبات التي تعترض هذه المقاربة، من بينها الانقسام إزاء الانخراط مع النظام، وعدم وجود إجماع عربي لعودة النظام للجامعة العربية، وعدم حصول تقدم بالحل السياسي، وتمسك أمريكا ودول أوروبية بثلاث أدوات ضغط، هي العقوبات، العزلة، وتمويل الإعمار، إضافة إلى "قانون قيصر".

وأوضحت أن أحد المقترحات ينص على أن ينفذ الأردن "انخراطاً اختبارياً" مع النظام قبل توسيع الاتصالات معه، مضيفة أن الخبراء القائمين على الوثيقة عكفوا على صياغة خريطة تنفيذية لـمقاربة "خطوة مقابل خطوة"، تتضمن الملفات المطروحة والموقف المطلوب من النظام، و"العرض" المقدم من الأطراف الأخرى.

وتتضمن الاقتراحات أن يكون الطلب الأولي "انسحاب كل العناصر غير السورية من خطوط التماس"، ثم "انسحاب جميع القوات الأجنبية التي دخلت بعد العام 2011"، مقابل انسحاب القوات الأميركية وتفكيك قاعدة التنف، وفتح قنوات للتنسيق بين قوات النظام والقوات الأمنية من جهة، ونظيراتها في الدول المجاورة لضمان أمن الحدود.