الجمعة 2021/08/13

“الطفلة والسيدة المفجوعة وجثث الجنود”.. صور وسائل التواصل ليست من حرائق الجزائر

في سياق الأخبار المضللة التي ترافق الحرائق الكارثية في الجزائر، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عدة صور زعم أنها من موقع الحرائق، إلا أن خدمة تقصي صحة الأخبار من وكالة "فرانس برس" رصدت الادعاءات غير الصحيحة.

تهريب مواش من الحرائق

تحدث مستخدمو موقع "فايسبوك"، عن رجل يحاول إنقاذ مواش من حريق قيل إنه في ولاية تيزي وزو الجزائرية. إلا أن الادعاء غير صحيح، فقد التقط مصورو وكالة "فرانس برس" هذه الصورة خلال الحرائق المندلعة في تركيا.

يظهر في الصورة رجل يحاول إبعاد المواشي عن ألسنة النار. وجاء في التعليق المرافق "على إثر الحرائق التي تشهدها الجزائر… لقطة مؤثرة من عين المكان".

فقد وزعتها وكالة "فرانس برس" في الثاني من أغسطس، وتظهر إنقاذ مواش من حرائق ضخمة اجتاحت غابات في منطقة مرماريس تركيا.

السيدة المفجوعة

تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورة لسيدة مفجوعة تقف وسط منطقة تحيط بها نيران مستعرة على أنها ملتقطة في الجزائر حيث اجتاحت الحرائق مناطق شاسعة مودية بحياة العشرات. إلا أن الادعاء غير صحيح، فالصورة ملتقطة من أيام في جزيرة إيفيا اليونانية حيث تتواصل جهود مكافحة الحرائق أيضا.

تظهر في الصورة سيدة بملابس سوداء مفجوعة لهول الحرائق الضخمة خلفها، وقد جاء في النص المرافق "لطفك يا رب بأهل الجزائر".

إلا أن الصورة المتداولة ليست ملتقطة في الجزائر بل في اليونان التي تشهد هي أيضا حرائق هائلة.

وقد نشرت الصورة في مواقع إخبارية عدة وجاء في التعليقات المرافقة لها أنها تظهر رد فعل سيدة عند اقتراب النيران من منزلها في جزيرة إيفيا اليونانية. وقد وزعت وكالة غيتي الصورة بتاريخ  الثامن من أغسطس 2021.

حرائق الغابات

تظهر في هذه الصورة منطقة جبلية تتقد بالنيران، في مشهد  مروع يذكر بأفلام نهاية العالم.

وجاء في التعليقات المرافقة ما يشير إلى أنها ملتقطة في الجزائر خلال الحرائق المشتعلة حاليا والتي أتت على مناطق واسعة في شمال البلاد وشرقها وصولا إلى الحدود مع تونس، حيث تندلع بعض الحرائق أيضاً.

 

لكن هذه الصورة المتداولة لا علاقة لها بحرائق الجزائر، بل هي ملتقطة في تركيا.

فقد أظهر التفتيش عنها على محرّكات البحث أنها منشورة في وسائل إعلام أجنبية على أنها من حرائق تركيا الأخيرة، وليس من الجزائر.

وأظهر التعمق بالبحث أنها منشورة في 29 يوليو 2021 على موقع وكالة غيتي، وأنها التقطت في موغلا في جنوب غرب تركيا.

صورة الطفلة

تظهر في الصورة طفلة بملامح حزينة تحمل قارورة مياه وتخرج الجزء العلوي من جسدها من نافذة سيارة يحيط بها وهج النيران. وجاء في النص المرافق لها "قلوبنا مع أطيب شعب... الجزائر".

 

لكن هذه الصورة ليست ملتقطة خلال حرائق الجزائر، بل منذ أيام في اليونان.

فقد أرشد التفتيش إلى أن المصور اليوناني جورجيوس موتافيس، التقطها في الثامن من أغسطس الحالي في جزيرة إيفيا، ونشرها على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي.

وقد نشر صورة أخرى للطفلة جاء فيها أنها تدعى فالنتينا وهي تنتظر عودة والدها الذي يحاول إنقاذ المنزل من النيران. وقال موتافيس إن أحد زملائه أعطاها لعبة ليهدئ من روعها.

مسنة فقدت بقرتها

تظهر في الصورة سيدة مسنة تبكي إلى جانب بقرة يبدو أنها نفقت. وجاء في التعليق المرافق "صورة اليوم من تيزي وزو قلبي أوجعني"

لكن صورة المسنة لا علاقة لها بحرائق الجزائر الحالية.

فقد أرشد التفتيش عبر محركات البحث إلى أنها منشورة منذ سنوات على مواقع تركية عدة (1,2).

 

وبحسب هذه المواقع، تظهر الصورة مسنة تركية تبكي بعدما نفقت بقرتها الوحيدة إثر سقوط صخور عليها في منطقة ريفية في تركيا عام 2019.

شاب ينقذ حيوانا

يظهر في الفيديو شاب يجاهد لإنقاذ أرنب في منطقة تأتي عليها النيران، ثم يفلح في الإمساك به.

وجاء في التعليقات المرافقة لهذا الفيديو ما يشير إلى أنه ملتقط في الجزائر .

ولكن أرشد تقطيع الفيديو إلى مشاهد ثابتة والتفتيش عنها على محرّكات البحث أنه منشور قبل أربع سنوات

ونشر الفيديو في السابع من كانون ديسمبر 2017 على أنه يظهر رجلا ينقذ ارنبا من بين حرائق مشتعلة في غابات كاليفورنيا.

 

جثث الجنود

تظهر في الصورة ما يبدو أنها جثث مغطاة بقماش زيتي اللون، وقد جاء في التعليق المرافق "تعازينا الحزينة الخالصة للجيش الوطني الشعبي وعائلاتهم في استشهاد 25 من أفراد الجيش الوطني... رحم الله أبطال الوطن في بجاية وتيزي وزو"

 

لكن الصورة لا علاقة لها بالحرائق الحالية.

فقد أرشد البحث إلى أنها منشورة على شبكة الإنترنت خلال السنوات الماضية، وتعود أقدم نسخة إلى سنة 2008.

هذا واندلعت الحرائق التي تقول السلطات الجزائرية إنها "مفتعلة"، في منطقة القبائل في شمال شرق الجزائر، ثم امتدت إلى مناطق أخرى بينما تواصل فرق الحماية المدنية الجزائرية مدعومة بقوات الجيش ومتطوعين، العمل على إخماد النيران.

وتوقعت مصالح الأرصاد الجوية استمرار موجة الحر الشديد التي لا تساعد في كبح الحرائق، إلى يوم 15 أغسطس، وأن تصل درجات الحرارة إلى 46 درجة.

وقد ارتفعت حصيلة القتلى الحرائق في مناطق عدة في الجزائر إلى 69 هم 28 عسكريا و41 مدنيا