الأربعاء 2021/03/31

الحرة: التحالف يقاتل داعش والميليشيات تقاتل التحالف في العراق.. ما السر؟!

منذ بداية العام الحالي، أعلنت ميليشيات عراقية مدعومة من إيران شن أكثر من 50 هجوما بالعبوات الناسفة والصواريخ والقذائف على قواعد تابعة لقوات التحالف الدولي في العراق، أو على الأرتال التي تنقل الدعم اللوجستي والمعدات لهذه القوات، بحسب إحصائية للبيانات نشرت على منصات تابعة لهذه الميليشيات.

وبحسب إحصائية أخرى نشرتها Middle East Monitor، شنت الميليشيات 32 هجوما على شاحنات تحمل معدات الدعم اللوجستي لقوات التحالف في عموم العراق خلال الأسابيع الأحد عشر الأولى من عام 2021.

وقتل خلال تلك الهجمات أو نتيجة لها متعاقدون مع قوات التحالف، وأصيب جنود غالبيتهم من الأميركيين، فيما نجم عنها خسائر بالمعدات.

في المقابل، أدت ضربات التحالف الجوية إلى مقتل قادة في داعش مثل "والي العراق" أبو ياسر العيساوي الذي أعلن مقتله نهاية يناير الماضي، ونائبه أبو حسن الغريباوي بداية فبراير".

ووصف وزير الداخلية العراقي تلك الهجمات، التي قال إنها جاءت بمعلومات من الجهات الاستخبارية العراقية، بأنها ضربات "قصمت ظهر داعش" في البلاد.

لكن بعد 13 يوما فقط من مقتل الغريباوي، هاجمت الميليشيات مطار أربيل الذي تستضيف قاعدة قريبة منه جنودا للتحالف، ما أدى إلى مقتل متعاقد وإصابة آخرين.

ويقول المحلل الأمني العراقي سعيد نصيف إن "الهجمات على قوات التحالف هي رسائل أكثر من كونها هجمات ضمن مواجهة عسكرية مفتوحة"، مضيفا لموقع "الحرة" أن "تلك الهجمات تهدف إلى تقوية مركز الميليشيات المهاجمة إقليميا، وإثبات الولاء للجهات أو الدول التي تدعم تلك الهجمات، أكثر من كونه جهدا عسكريا منسقا معاديا لقوات التحالف".

لكن تلك الهجمات "تستنزف" جزءا مهما من موارد التحالف المخصصة لقتال تنظيم داعش، بحسب نصيف الذي يقول إنه "بدلا من تركيز كامل الجهد الاستخباري والأمني على ملاحقة فلول التنظيم، فإن قوات التحالف مجبرة على توزيع مواردها لتغطية التهديد الذي تمثله الميليشيا، ما يعني بالنتيجة ضغطا أقل على تنظيم داعش".

وخلال العشرين يوم الأولى من شهر مارس لوحده، أعلنت السلطات العراقية أن قوات التحالف شنت "151 ضربة جوية في مناطق جبال قره جوغ" في قاطع مخمور بمحافظة نينوى، لتغطية عملية أمنية يقوم بها جهاز مكافحة الإرهاب.

ويقول المحلل سعيد نصيف "صحيح أن هجمات الميليشيا لها تأثير محدود على العمليات من الجو، لكنها بالتأكيد عامل مهم في حسابات قوات التحالف الأرضية"، مضيفا "لا تعرقل الذبابة حصان الحرث، لكنها تزعجه وتبطء من إنتاجيته، وفي نهاية الأمر قد يتساءل التحالف لماذا أقوم بهذا أساسا وهناك من يستهدفني بعد استهدافي لداعش بأيام".

وأضاف نصيف قوله "كأنهم يثأرون لداعش"، في إشارة إلى الميليشيات العراقية المدعومة من إيران.

والثلاثاء، دان وزراء خارجية التحالف الدولي هجمات الميليشيات على قواعد التحالف، وأعرب الوزراء عن "رفضهم للهجمات ضد قوات التحالف والشركاء العراقيين مثل تلك التي وقعت في أربيل وبغداد وقاعدة الأسد، والتي تهدد جهود التحالف الجماعية على حساب الشعب العراقي".

وقبل الإدانة، ردت قوات التحالف والقوات الأميركية بهجمات جوية على مقرات الميليشيات في سوريا، وأدت هجمة جوية على مقر تابع لجماعات منها كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء إلى "مقتل عشرات" من تلك العناصر، نهاية فبراير الماضي.

ويقول المحلل الأمني مرتضى الأجود إن "وجود قوات التحالف حيوي للغاية خاصة في ظل الأزمة المالية العراقية"، مضيفا "في إحدى هجمات قرة جوغ استخدم التحالف الدولي صواريخ يصل سعر الواحد منها إلى أكثر من مليون دولار، بالإضافة إلى منح مستمرة للقوات العراقية بملايين الدولارات، وهذه موازنة مهمة في وقت يمر به العراق بأزمة مالية تعيق تمويل الحرب على داعش".

ويقول الأجود لموقع "الحرة" "في الحقيقة، إذا أدت هجمات الميليشيات إلى تقليص في الدعم العسكري للقوات العراقية فيعني هذا أن تلك الفصائل تسبب خسائر للقوات العراقية بدلا من قوات التحالف"، مضيفا "قتل التحالف أبو بكر البغدادي وقادته، وقتل والي العراق ونائبه، ومئات من الدواعش بمختلف الرتب والاختصاصات ودمر ملاجئهم، مقابل نشاطات الميليشيات التي تقوض سيادة الدولة وسلطة القانون".

وفي منتصف مارس، أعلن متحدث عسكري عراقي، إن بلاده تسلمت معدات وأسلحة وعجلات من التحالف الدولي بقيمة خمسة ملايين دولار.

وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، يحيى رسول، إن المعدات والأسلحة المستلمة خصصت "لدعم عمليات مكافحة الإرهاب".