الجمعة 2020/03/13

النظام يجمّد تشكيلات “البعث”: الصراع إيراني روسي

أشارت القرارات الأخيرة للنظام حول تجميد تشكيلات فروع حزب البعث "المنتخبة" مؤخراً في المحافظات، بوادر صراع بين تيارات داخل الحزب، مرده إلى التناطح الروسي/الإيراني على التعيينات الحزبية.

ونقلت صحيفة "المدن" عن مصادر أن قرار إلغاء/تجميد نتائج الانتخابات على مستوى الفروع والشعب الحزبية، لن يشمل كل المحافظات السورية، وإنما سيشمل مناطق دون غيرها، وفي مقدمتها منطقة "القلمون" بريف دمشق، إلى جانب بعض الشعب في دمشق وحمص واللاذقية.

والمؤكد بحسب المصادر، هو الاعتراض الروسي على وضع عدد كبير من الشخصيات التابعة لإيران، على رأس قيادات الفروع والشعب الحزبية، بعد إجراء انتخابات شكلية، حيث تخشى روسيا من زيادة النفوذ الإيراني في ما تبقى من مفاصل الدولة، نظراً لأن التشكيلات الجديدة ستكون صاحبة القرار في المناطق، وليس المؤسسات الحكومية المدنية.

وتابعت، أن ما أثار حفيظة الروس، هو تعيين شخصيات معروفة بتبعيتها لمليشيا "حزب الله" وإيران، وتحديداً في المناطق الحدودية مع لبنان (ريف دمشق، ريف حمص)، التي تشهد خلافاً بين وجهاء المناطق المحليين، على أساس العلاقة مع إيران أو مع روسيا،، قد يتحول في الى ما يشبه الصدام المباشر.

وحول تبرير "القيادة القطرية" بحزب البعث قرارها بتسلمها عدداً كبيراً من الاعتراضات، سخر المصدر من ذلك قائلاً إن "آلية الحزب تحدد تقديم الاعتراض عن طريق التسلسل، أي رفع الشكاوى عن طريق القيادات الجديدة التي تم انتخابها، حتى تصل إلى القيادة المركزية (حلقة، فرقة، شعبة، فرع، قيادة)". وأَضاف أن القرار صدر بأمر مباشر من رئيس النظام بشار الأسد، بخلفية ودفع روسي.

وفي السياق ذاته.. نقلت "المدن" عن الكاتب الصحافي زياد الريّس أن من المرجح أن يتم تعديل التشكيلات، بحيث يتم استبدال أسماء بأخرى، وخصوصاً التي تتمتع بعلاقة جيدة مع "حزب الله".

وأضاف نقلاً عن مصادر من داخل الحزب، أن قرار التجميد بهدف إلى خلق حالة من التوازن في النفوذ مع إيران، أي إدخال شخصيات مأمونة الجانب من روسيا.

وقال الريّس: "هناك صراع حالي داخل الحزب بين تيار تابع لإيران على المستوى العقائدي والفكري، وتيار ثانٍ تابع لإيران، مهتم بالفساد المالي والرشاوى من رجال أعمال ومافيات".

وطبقاً للريس، فإن المرحلة المقبلة ستشهد ظهور شخصيات متزعمة للتيارين، وقال" "المرحلة القادمة فاصلة في تاريخ ما تبقى من الحزب".

يذكر أن قرار "القيادة القطرية" في حزب البعث الجديد ينص على تجميد عمل الفائزين في الانتخابات التي أُجريت منذ حوالي شهر لفروعه وشعبه في كافة المحافظات السورية.

وكثيراً ما يتم الحديث عن وجود خلاف روسي إيراني في العديد من الملفات في سوريا، حيث يحاول كل طرف الهيمنة على قرارات النظام والمؤسسات التابعة له، لكن أياً من تلك الخلافات لم تؤد حتى الآن إلى نهاية الحلف الروسي الإيراني الذي يتفق في قتال السوريين المعارضين للنظام ومحاولة السيطرة على جميع المناطق الخارجة عن سيطرته.