الأحد 2019/12/08

ليبيا.. مؤشرات على اقتراب حفتر من السيطرة على طرابلس

عبّر المبعوث الأممي إلى ليبيا "غسان سلامة" عن "بالغ قلقه" بشأن تقدم قوات حفتر بدعم روسي نحو العاصمة الليبية طرابلس، معرباً عن خشيته من وقوع "حمام دم" وعمليات نزوح جماعية، في ظل انتقال القتال إلى مناطق آهلة بالمدنيين.

وقال سلامة في مقابلة مع صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية، نشرت اليوم الأحد، إن حفتر يقترب من إحكام القبضة على طرابلس، وذلك بسبب الدعم الروسي المكثف.

وأعرب المبعوث الأممي عن "قلقه البالغ" من التطورات على الأرض، موضحاً أنه "منذ انضم الروس لقوات حفتر اكتسبت العملية ضد طرابلس قوة". وأضاف: "خلال الأيام العشرة الماضية انتقلت الحرب إلى المناطق الحضرية بالعاصمة. ولا أستبعد مأزقاً جديداً أو تقدماً ساحقاً".

وفي تصريحات متطابقة لسلامة حذر خلال مؤتمر "ميد 2019" الخاص بالسياسة الخارجية المنعقد في روما، من حدوث "حمام دم" وأردف : "أخشى حدوث موجة مكثفة وحركة مكثفة (لفرار الأشخاص)، وأخشى من عدم الاستقرار".

بدوره، أعرب وزير الخارجية في حكومة الوفاق الليبية المدعومة من الأمم المتحدة "محمد سيالة"، في مقابلة أخرى مع صحيفة "لا ريبوبليكا"، عن المخاوف نفسها. وقال: "بالطبع، مع تدخل روسيا، ربما يتمكن حفتر من دخول طرابلس. ومع تزايد الانخراط الروسي من خلال تزويد الجنرال بالطائرات المسيرة والمرتزقة، فإن احتمال سقوط العاصمة قائم".

في غضون ذلك، تقوم ألمانيا بالإعداد لمؤتمر حول ليبيا في العاصمة برلين، يهدف إلى الجمع بين القوى الإقليمية المنخرطة في الصراع، أملاً في تسهيل التوصل لوقف إطلاق النار وحل الأزمة الليبية عبر المفاوضات، فيما لم يعلن إلى غاية اللحظة الموعد الرسمي لانطلاق أشغال هذا المؤتمر.

وقالت الصحيفة الإيطالية "لاريبوبليكا" إن الدعم الأجنبي المقدم للجنرال المتقاعد "حفتر" قد يمكنه من تحقيق مكاسب، وإن لم يستطع حسم المعركة.

ووفقاً للصحيفة، فإن التأكيدات المتكررة من قبل وزراء ومسؤولين أوروبيين -بينهم وزير الخارجية الإيطالي الذي التقى نظيره الليبي في روما الخميس- بأنه "لا حل عسكريا للأزمة في ليبيا" ربما لم تعد صحيحة.

من جهة أخرى، أكدت الصحيفة نفسها، وضع خطط إجلاء طارئة ليس فقط للعاملين في السفارة الإيطالية بطرابلس، بل حتى لرئيس الوزراء الليبي "فائز السراج"، ولأهم المسؤولين بحكومة الوفاق الوطني الذين قد يتعرضون للخطر هناك.