الثلاثاء 2019/08/20

“نيويورك تايمز”: تنظيم الدولة يستعيد قوته في العراق وسوريا

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، اليوم الثلاثاء، إن تنظيم الدولة يستعيد قوته في العراق وسوريا، وتشنّ مجموعات منه هجمات هناك، كما أنّه يعيد تجهيز شبكاته المالية، مستهدفاً تجنيد أشخاص جدد، وفق ما أكده مسؤولون عسكريون أميركيون وعراقيون وضباط في الاستخبارات.

وعلى الرغم من أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب أشاد بالهزيمة الكاملة للتنظيم هذا العام، إلا أنّ مسؤولي الدفاع في المنطقة ينظرون إلى الأمور بطريقة أخرى، معترفين بأنّ ما يتبقى من التنظيم، موجود ليبقى.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ تقرير المفتش العام الأميركي الذي صدر أخيراً، حذّر من أنّ تخفيض عديد القوات الأميركية في سوريا من ألفي جندي إلى ما دون نصف هذا العدد، والذي أمر به ترامب، يعني أنّ الجيش الأميركي اضطر إلى تقليص دعمه لقوات شركائه السوريين في قتال التنظيم، وأنّه لا يمكن للقوات الأميركية والدولية الآن، سوى محاولة ضمان أن يبقى تنظيم الدولة بعيداً عن المناطق المدنيّة.

وعلى الرغم من أنّ هناك القليل من القلق من أنّ تنظيم الدولة سيستعيد مايعرف بـ"أراضي الخلافة"، إلا أنّ التنظيم ما زال يحشد ما يصل إلى 18 ألف مقاتل في العراق وسوريا؛ وقد نفذت هذه الخلايا النائمة وفرق المهاجمة كمائن، وعمليات خطف وقنص واغتيالات، طالت قوات الأمن وقادة في المجتمع.

وذكرت "نيويورك تايمز" أنّه لا يزال بإمكان التنظيم الاستفادة من "صندوق حرب" كبير يصل إلى 400 مليون دولار، تمّ، إمّا إخفاؤه في العراق أو سوريا، أو تهريبه إلى دول الجوار لإبقائه في مأمن. ويُعتقد أيضاً، وفق الصحيفة أنّ التنظيم استثمر في التجارة، من ضمنها تربية الأسماك، وتجارة السيارات، وزراعة القنب، مشيرة إلى أنّ تنظيم الدولة يلجأ إلى الابتزاز لتمويل عملياته السريّة، حيث أقدم على إحراق محاصيل المزارعين في شمال العراق، الذين رفضوا الدفع له.

ويشير مسؤولو الاستخبارات الأميركية، إلى أنّ معسكر الهول، في شمال شرق سوريا، يتطوّر إلى بؤرة لأيديولوجية التنظيم، وإلى أرض خصبة ضخمة له في المستقبل.

ويلفت التقرير الذي أعدّه المفتش العام للبنتاغون، من جانبه، إلى أنّ عجز الأكراد السوريين عن تأمين أكثر من "الحدّ الأدنى من الأمن" في المخيم، سمح بنشر أيديولوجية التنظيم هناك.

وقالت القيادة المركزية للجيش الأميركي لكاتبي التقرير إنّ تنظيم الدولة يستغلّ، على الأرجح، انعدام الأمن من أجل تجنيد أعضاء جدد، وإعادة إشراك الأعضاء الذين غادروا ساحة المعركة.

ووفق الصحيفة، فقد توصّل تقييم جديد للأمم المتحدة إلى خلاصة، تفيد بأنّ أفراد العائلات الذين يعيشون في مخيم الهول "قد يشكّلون تهديداً، إذا لم يتمّ التعامل معهم بشكل مناسب".

وتشير الصحيفة الأميركية إلى أنّ هذه الاتجاهات، التي يصفها مسؤولون استخباراتيون وعسكريون، أميركيون، وعراقيون، وغربيون، والموثقة في سلسلة حديثة من تقييمات الحكومة والأمم المتحدة، تصوّر "دولة إسلاميّة" في تصاعد جديد، ليس في العراق وسوريا فحسب، بل مع تفرعات من غرب أفريقيا وصولاً إلى سيناء.

وتشكّل عودة التنظيم تهديداً لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها، مع سحب الإدارة الأميركية جنوداً من سوريا، وتحويل تركيزها في الشرق الأوسط نحو حرب تلوح في الأفق، مع إيران.

وترى "نيويورك تايمز"، أنّ أحد المؤشرات المهمة إلى عودة التنظيم، هو كمية الذخائر التي أسقطتها الطائرات الأميركية في العراق وسوريا، في الأشهر الأخيرة. وخلص تقرير المفتش العام الجديد، الذي يقيّم أنشطة تنظيم الدولة في الفترة الممتدة بين 1 نيسان و30 حزيران من هذا العام، إلى أنّ التنظيم عاد إلى الظهور في سوريا، وعزّز قدراته المسلحة في العراق.

إلى ذلك أشار التقرير السنوي للأمم المتحدة إلى التهديد والخطر الذي يشكله تنظيم الدولة على السلام والأمن الدوليين وأبرز ما جاء فيه: أن تنظيم الدولة الذي مني بخسارة كبيرة في كل من سوريا والعراق يحاول اليوم تثبيت وجوده من خلال شركات وعمليات إرهابية. كما يتخوّف التقرير من قيام المرتزقة وعائلاتهم العائدين إلى بلدانهم بأعمال إرهابية.