الثلاثاء 2019/06/25

بمشاركة محدودة.. تنطلق مساء اليوم أعمال “مؤتمر المنامة”

بمشاركة عربية رسمية محدودة، ينطلق مساء اليوم الثلاثاء، مؤتمر "ورشة الازدهار من أجل السلام"، المعروف بـ "مؤتمر المنامة" في البحرين، لمناقشة الجوانب الاقتصادية لخطة التسوية السياسية الأمريكية بالشرق الأوسط المعروفة باسم "صفقة القرن".

وسيستمر المؤتمر إلى يوم غد الأربعاء، حيث من المقرر أن يترأسه جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وستكون هذه المرة الأولى التي يعرض فيها جزء من الخطة التي طال انتظارها، بشكل علني، علما أن الشق السياسي منها، والذي من المستبعد أن ينصّ على قيام دولة فلسطينية مستقلة، لن يكشف عنه قبل تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

وتقترح الخطة جذب استثمارات تتجاوز قيمتها خمسين مليار دولار لصالح الفلسطينيين، وإيجاد مليون فرصة عمل لهم، ومضاعفة إجمالي ناتجهم المحلّي، على أن يمتد تنفيذها على عشرة أعوام، بحسب البيت الأبيض.

وسيشارك في المؤتمر وزراء ومسؤولون ماليون من دول خليجية، بالإضافة إلى وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد.

ويقاطع الفلسطينيون الورشة، قائلين أنّه لا يمكن الحديث عن الجانب الاقتصادي قبل التطرق إلى الحلول السياسية الممكنة لجوهر النزاع.

مشاركة رسمية محدودة

قبل ساعات من انطلاق المؤتمر، أعلنت مصر والسعودية والإمارات والمغرب والأردن إيفاد ممثلين عنها بمستويات تمثيل ضعيفة للمشاركة في مؤتمر المنامة.

وسيحضر من جانب الدولة المستضيفة وزير الخارجية البحريني، خالد آل خليفة، حيث قال في تغريدة عبر "تويتر" قبل انطلاق المؤتمر، إن المنامة "لن تزايد" على موقف القيادة الفلسطينية، مشيرة إلى أنها تسعى عبر الورشة الأمريكية البحرينية إلى دعم الاقتصاد الفلسطيني دون هدف آخر.

وأوفدت السعودية والمغرب وزيرا المالية للمشاركة، فيما لم تحدد الإمارات مستوى التمثيل، في حين سيحضر من الجانب مصر نائب وزير المالية.

وأعلنت الأمم المتحدة أنها ستوفد نائب منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط جيمي ماكغولدريك لحضور "ورشة المنامة".

مظاهرات مناهضة للمؤتمر

شهدت عدة مدن فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة احتجاجات شارك فيها مئات، معبّرين عن رفضهم للمؤتمر الاقتصادي، وأحرق المحتجون في تظاهرة قرب مدينة الخليل، مجسّمات لترامب وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة ونعشا كتب عليه "لا لصفقة القرن"، ودعا المتظاهرون إلى وقف كل المشاريع والصفقات التي تمس قضية فلسطين وإلى تمكين الشعب الفلسطيني من نيل وممارسة حقوقه.في لبنان نظم آلاف اللبنانيين واللاجئين الفلسطينيين، وقفة أمام مقر لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الإسكوا"، بالعاصمة بيروت، رفضا لما يعرف بـ"صفقة القرن" و"مؤتمر المنامة".

وفي تركيا طالبت نحو 62 منظمة وهيئة تركية، بعدم التعاطي مع مخرجات مؤتمر المنامة، أولى خطوات الخطة الأمريكية لتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن"، وحثت على رفض كل أشكال التسهيلات التي من شأنها المساعدة في تطبيق الصفقة.

ومن أهم الجمعيات الموقعة على البيان، "الجمعية التركية للتضامن مع فلسطين" (فيدار)، و"اتحاد المنظمات الأهلية في العالم الاسلامي"، و"وقف الإغاثة الإنسانية وحقوق الانسان والحريات"، وجمعية "يد العون"، وجمعية "ماء الحياة"، و"وقف أربكان".

وفي المغرب دعا حقوقيون مغاربة بلادهم إلى الانسحاب من "مؤتمر المنامة" الاقتصادي المقرر انطلاقه بالعاصمة البحرينية في تدوينات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وانتقد الحقوقيون مشاركة بلادهم في هذا المؤتمر، رغم خروج وقفات ومسيرات احتجاجية خلال الأيام الماضية، تطالب بعدم المشاركة.

و"صفقة القرن"، خطة سلام أعدتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة إسرائيل، بما فيها وضع مدينة القدس الشرقية المحتلة، وحق عودة اللاجئين.