الثلاثاء 2019/04/23

جهود فرنسية لعقد اتفاق بين أكراد سوريا

كشفت مصادر خاصة لـ"عربي21" عن جهود تبذلها فرنسا للتقريب في وجهات النظر بين قطبي السياسة الكردية في سوريا "مليشيا قسد" و"المجلس الوطني الكردي".

وأوضحت أن وفدا من "الوطني الكردي" زار باريس قبل أيام، وذلك بالتزامن مع زيارة كان يجريها وفد من قوات سوريا الديمقراطية مليشيا"قسد".

وبحسب المصادر، فإن باريس تعمل على إتمام اتفاق كردي- كردي، يبحث في تشكيل إدارة مشتركة لمناطق شرق الفرات، وذلك لقطع الطريق على أي تدخل تركي في المنطقة، وذلك عبر العمل على إقناع "الوطني الكردي" بتغيير موقفه القريب من تركيا.

من جانبه، أكد عضو الائتلاف المعارض عن المجلس الوطني الكردي في سوريا، شلال كدو، إجراء وفد من المجلس زيارة إلى باريس.

وأوضح لـ"عربي21" أن الزيارة جاءت بدعوة من وزارة الخارجية الفرنسية، وقال إن "تزامن زيارة الوطني الكردي مع وفد مليشيا"قسد" إلى باريس، لم يكن بالأمر المرتب سابقا، والدعوة وصلتنا قبل أسابيع".

وردا على الأنباء التي تشير إلى احتمال انسحاب "الوطني الكردي" من الائتلاف، في حال تم التوصل إلى اتفاق كردي- كردي، شدد كدو على استحالة ترك المجلس الائتلاف وفك التحالف مع المعارضة السورية.

وقال إن "المجلس جزء لا يتجزأ من المعارضة السورية، وهو أحد الأطراف الفاعلة المؤسسة للائتلاف، ولا يمكن أن نغادر صفوف المعارضة، ولدى المجلس أعضاء في الهيئة العليا للتفاوض، وكذلك في اللجنة الدستورية".

وأضاف كدو أن الوطني الكردي وقع سابقا اتفاقات عدة مع "الاتحاد الديمقراطي" برعاية من رئاسة إقليم شمال العراق (كردستان العراق)، لكن سرعان ما يقوم "الاتحاد الديمقراطي" بنقض هذه الاتفاقيات.

وقال إن "الوطني الكردي قرر ألّا يدخل في حوار مع مليشيا"قسد"، دون توفير مناخات إيجابية تساعد على ذلك، من أهمها عدم التضييق على الحريات، ومنع نشاطات الأحزاب السياسية".

ولفت كذلك إلى مطالبة "الوطني الكردي" بضمانات أممية أو من التحالف قبل الدخول بأي عملية حوار مع "مليشيا قسد"، وعلق بقوله: "الاتحاد الديمقراطي غير جاد في الدعوة إلى الحوار، لأنه حزب شمولي".

وكانت تركيا أدانت استقبال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وفدا مما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية"، التي يهيمن عليها "ب ي د/ ي ب ك"، الذراع السوري لمنظمة "بي كا كا" التي تصفها تركيا بالإرهابية.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أقصوي، الجمعة، في معرض رده عن سؤال بهذا الشأن، لوكالة "الأناضول" التركية.

وبشأن رؤية "الوطني الكردي" للمنطقة الآمنة، أكد شلال كدو على ضرورة أن تكون المنطقة تحت إشراف دولي وأممي، وأن تكون منطقة حظر جوي، وتُدار من قبل سكان المنطقة بالتشارك بين كل المكونات.

وتابع بالإشارة إلى وجود ما وصفها بـ"الحوارات الدولية الهادئة" لتشكيل المنطقة الآمنة، وقال إن من الواضح أن المنطقة باتت أقرب من أي وقت سابق.

 يذكر أن "المجلس الوطني الكردي" في سوريا هو مظلة تجمع أحزاب كردية سياسية عدة مناهضة لـ"الاتحاد الديمقراطي"، ومتحالفة مع المعارضة السياسية السورية، التي يشكل الائتلاف نواتها الصلبة.