السبت 2019/01/26

واشنطن تدرس خطة لإبقاء جزء من قواتها في سوريا

بقلم: لارا سليغمان

المصدر: فورين بوليسي

ترجمة: مركز الجسر للدراسات


قد تواجه إدارة ترامب قضايا قانونية إذا ما احتفظت ببعض من قواتها داخل التنف.

على الرغم من تعهد الرئيس دونالد ترامب في كانون الأول/ ديسمبر الماضي بسحب جميع القوات الأمريكية من سوريا، إلا أن الإدارة الأمريكية تدرس إبقاء بعض قواتها في قاعدة أمريكية نائية جنوب شرق سوريا، لمواجهة النفوذ الإيراني، حسبما ذكرت مصادر لـ"فورين بوليسي".

تم إنشاء قاعدة التنف، الواقعة بالقرب من الحدود الشرقية للأردن، لمساعدة القوات المحلية على محاربة تنظيم الدولة. لكن القاعدة، التي تقع على طول طريق إمداد إيراني محتمل يمر من العراق باتجاه سوريا، قد أصبحت ركيزة أساسية وحاسمة لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة.

قال أحد كبار القادة العسكريين الأمريكيين السابقين: "تعد التنف عنصراً حاسماً في الجهود الرامية إلى منع إيران من إنشاء خط اتصال بري يمر عبر إيران والعراق وسوريا، وصولا إلى جنوب لبنان لدعم حزب الله اللبناني".

يساعد وجود الولايات المتحدة في التنف على إعاقة آمال إيران في استكمال "الهلال الشيعي"، وهو جسر بري يمر من إيران عبر العراق وسوريا وصولاً إلى لبنان. وعليه يمكن لإيران أن تشكل خطرا على أمن إسرائيل.

يقول عدة مسؤولين عسكريين، إنه بموجب خطة الانسحاب الحالية، سيكون أكثر من 200 جندي أمريكي، ممن كانوا يقدمون الاستشارات العسكرية للمقاتلين الأكراد خارج منطقة التنف، آخر من يغادر البلاد. تتركز الغالبية العظمى من القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا، على بعد مئات الكيلومترات من التنف. ولكن نظرا للأهمية الاستراتيجية لهذه الحامية، فإن الإدارة الأمريكية تدرس خطة للحفاظ على بعض من قواتها هناك، بحسب ما جاء في عدة مصادر.

وقال مصدر مطّلع، إن أهمية هذه القاعدة لا تتجلى فقط في موقعها الاستراتيجي بل أيضاً في وجود منطقة معزولة حولها تمتد نحو 34 ميلاً، تسمح للقوات الأمريكية بشن هجوم في حال حاولت القوات الإيرانية أو غيرها من القوات التحرك عبر تلك المنطقة. من الناحية القانونية، لا تملك الولايات المتحدة الصلاحية القانونية لمهاجمة إحدى الدول الفاعلة كإيران، دون وجود مبرر لذلك.

يقول أحد المصادر "عندما وصلوا إلى تلك المنطقة اعتقدنا أنهم يشكّلون تهديدا على القوات الأمريكية أو القوات الشريكة". لكن أحد المسؤولين في الإدارة الأمريكية قال إن البقاء في التنف قد يثير قضايا قانونية ضد الإدارة. كما يرى عدة خبراء أن استعمال الإدارة الأمريكية لتصريح عام 2001، القاضي باستخدام القوة العسكرية- والذي يسمح بمحاربة الجماعات المسلحة غير الحكومية مثل تنظيم الدولة أو تنظيم القاعدة في أفغانستان - لتبرير وجودها في سوريا لأي سبب آخر غير محاربة تنظيم الدولة، سيعرّضها للمساءلة.

يقول أحد المصادر إن "الهدف المنطقي الوحيد" من إنشاء قاعدة التنف هو السماح للولايات المتحدة "بمراقبة وتعطيل تدفق المليشيات المدعومة من إيران". يقول المصدر نفسه: "بصراحة، لا يمكن ادعاء القيام بمهمة عسكرية مختلفة".

كما يتعارض البقاء في التنف مع الأوامر الأوّلية للرئيس، بسحب جميع القوات الأمريكية من سوريا. كما قال الرئيس إن السبب الوحيد وراء وجود القوات الأمريكية في سوريا هو لمحاربة تنظيم الدولة.

يتساءل أحد المسؤولين في الإدارة الأمريكية عما إذا وافق الرئيس على هذا؟ "فكل تصريحاته عكس ذلك". ورفض المتحدث باسم وزارة الدفاع التعليق أو إعطاء معلومات حول تحركات القوات الأمريكية.

قال شون روبرتسون، المتحدث باسم البنتاغون، "نحن نركز جهودنا على القيام بانسحاب مدروس ومنسق من سوريا، ولأسباب أمنية عملية، فإننا لن نناقش الجداول الزمنية أو تحركاتنا".