السبت 2018/06/09

خواطر رمضانية.. تخطيط

التخطيط الاستراتيجي كلمة ساحرة وله قصة ساحرة فالتخطيط الاستراتيجي فكرة بدأت قبل الميلاد من ناحية التوثيق المكتوب مع تسان تسو الفيلسوف الصيني الشهير في عهد الممالك الصينية المتحاربة.

وبسبب تنظيره للتخطيط الإستراتيجي استدعاه ملك المملكة الصفراء ليقود جيوشه فاشترط على الملك أن لا يتدخل في الخطط العسكرية مطلقا، مقابل ضمان النصر في كل المعارك وَمِمَّا يروى عنه أنه في أثناء قيادته للجيش الأصفر وفِي الكتيبة النسائية المقاتلة في الجيش كان من ضمنها محضية مفضلة عند الملك، وفِي أثناء الاستعراض في حضور الملك أخلت بالنظام فحذرها سان تسو مرتان ثم امر بقطع رأسها في الثالثة ولَم يستطع الملك التدخل بسبب الشرط بينهما وانتصر سان سو في كل المعارك التي خاضها كقائد عسكري؛ بسبب التزامه بالقواعد التي وضعها لإدارة الحروب وأصبح كتابه (فن الحرب )مرجعا عالميا برغم أنه لم يتجاوز اثني عشر صفحة ولكن شرح في الغرب في مجلدات وشمل الدخول الى كل مساحات الحياة ،التجارة والأسرة والمدرسة وغيرها

ولكن المساحة الأساسية بقيت الاهتمامات العسكرية والتخطيط العسكري ولكن كيف انتقل من فضاء الجيوش إلى مساحة إدارة الشركات التجارية والمؤسسات غير الربحية وما درجة نجاح الفكرة بعد نقلها من مؤسسة ميكانيكية مثل الجيوش الى مؤسسات يمتلك الأفراد فيها حرية الحركة والحاجة للإبداع عالية؟ وحين نقول مصطلح مثل المنظمة الميكانيكية في وصف الجيش لأن الجيش أشبه بالآلة حيث هناك هرم من القيادة لآخر جندي وكل رتبة تتبع من هو أعلى منها آليا دون اعتراض،

وبالتالي فكل شخص يعمل في نطاق ما هو مرسوم له دون اجتهاد كل شخص هو ترس في هذه الآلة هذا معنى المنظمة الميكانيكية ويقابلها سائر أشكال التنظيم التي لا تمتلك هذه الخصائص فهل نجاح المنظمات غير الميكانيكية مع التخطيط الاستراتيجي كالشركات والمؤسسات هو ذات النجاح في الجيوش و إن لم يكن فلماذا وهل التخطيط الاستراتيجي هو النمط الوحيد للتفكير الاستراتيجي هذا ما سنتناوله في الخاطرة التالية إن شاء الله .


الشيخ: جاسم السلطان